نسفت جماعة أنصارالله الحوثية المتمرّدة في اليمن الجمعة آمال التوصل إلى مخرج سلمي ينهي الحرب الدائرة في البلاد، وذلك بإعلان أحد كبار قادتها رفص كل المقترحات التي قدمت سبيل ذلك، معلنا قرار الجماعة مواصلة الحرب. وجاء هذا الموقف الصادم بعد تسجيل تقدّم باتجاه إجراء مباحثات بين السلطات الشرعية والمتمرّدين الحوثيين برعاية أممية خلال النصف الأول من شهر نوفمبر. ورفع من سقف الآمال بوقف الحرب في اليمن قول وزير الخارجية السعودي منذ أيام إن تلك الحرب تقترب من نهايتها بعد قبول الحوثيين بالتفاوض وبتنفيذ قرار مجلس الأمن عدد 2216. وكان الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح أعلنوا استعدادهم القبول بتنفيذ القرار المذكور، رغم وضعهم بعض الاشتراطات على ذلك. إلاّ أن مراقبين قالوا إن الجماعة الموالية لإيران عمدت إلى ذلك على سبيل المناورة وأنها لا تملك أصلا قرار وقف الحرب دون مباركة طهران التي ماتزال معنية بالإبقاء على التوتر قائما في المنطقة. وقال صالح الصماد رئيس المجلس السياسي لجماعة أنصارالله، في منشور مطول على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إنه “لا الرئيس عبدربه منصور هادي ولا النظام السعودي يملكان قرار إعلان الحرب أو إيقافها”. وذكر القيادي الحوثي، أن جماعته بذلت كل ما بوسعها وقدمت “منتهى التفاهمات التي قوبلت بالجحود”. وفي إشارة إلى تصريحات وزير الخارجية السعودي التي تحدث فيها عن قرب نهاية العملية العسكرية التي ينفذها التحالف العربي ضد الحوثيين، قال الصماد إن “كل ما يصدر من تصريحات تروج لها وسائل الإعلام ليست إلا خداعا وتضليلا، يهدف التحالف من خلالها إلى تحقيق المزيد من المكاسب في الميدان”. ولم يستثن القيادي الحوثي من هجومه المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد قائلا إنه “مفروض من قبل السعودية وصاحب دور سلبي لا يتحرك إلا بإشارة من دول التحالف، كما يتجاهل التنازلات التي قدمناها في مسقط”. كما هاجم الصماد المنظمات الدولية الإنسانية متهما إياه بالتواطؤ ضد اليمنيين. كما توجه لأنصار حركته حاثا إياهم على مواصلة القتال. وكان اليمنيون يترقبون انطلاق جولة مفاوضات جديدة بين الأطراف المتصارعة في اليمن خلال الأيام القادمة برعاية الأممالمتحدة، تسبقها مشاورات لمدة أسبوعين في جنيف أو مسقط ، وفقا لأحدث تصريحات للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ. وبإعلان القيادي الحوثي موت العملية السياسية تدخل الحرب شهرها الثامن مخلّفة 7800 قتيل و 2,4 مليون نازح وفق إحصائيات الأممالمتحدة. ويرجّح أن يكون الموقف الحوثي بمواصلة الحرب قرارا إيرانيا بامتياز نظرا لأن الوضع الميداني القائم يؤكّد تفوّق التحالف العربي والمقاومة المساندة للحكومة الشرعية اليمنية. ولا تنفك ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح تحاول تحقيق مكاسب على الأرض تقوي موقفها السياسي.وتصدت المقاومة اليمنية أمس لهجوم شنّه المسلحون الحوثيون في أطراف محافظة الضالع جنوبي اليمن. وقالت مصادر في المقاومة وشهود عيان إن الحوثيين في منطقة الرضمة بمحافظة إب هاجموا المداخل الشمالية لمدينة دمت بمحافظة الضالع، ما أدى لنشوب مواجهات عنيفة مع المقاومة.