منذ تحرير العاصمة عدن وإلى يومنا هذا لا تزال المحافظة في حالة من الفوضى لم تشهدها منذ عقود مضت كما ولا تزال تعاني من عبث العابثين في إفتعال الأزمات المتكررة في مجالات عدة كإنقطاع الماء والكهرباء وانعدام الغاز والبترول والديزل وصار ما يلبث المواطن في عدن أن ينام على انتهاء أزمة ليصحو على بدء أزماتٍ جديدة والسبب الرئيس والوحيد والأخطر في كل ذلك هو غياب سلطان الدولة وغياب الأمن لأن أعضاء الحكومة الموقرين لا زالوا في غيبوبة من الترف في الاغتراب وفي مفارقة وتناقض عجيب وغريب ما زالوا رافضين الحضور والبقاء في عدن بسبب ما فيها من إختلالات أمنية من تفجيرات واغتيالات فقد اتفقوا في الرياض مؤخراً على أن تكون العاصمة المؤقتة هي تعز ولعل هذا ما أثار حفيضة دولة رئيس الوزراء خالد بحاح حين علم بأن وزير الخارجية/رياض ياسين استبق الأمور في افتتاح مقراً لوزارته في عدن ووجه الوزراء بمباشرة عملهم من مأرب لحين تحرير مدينة تعز . ولعل الحكومة تناسبت مهامها وإن من أولويات عملها هو مباشرة عملها من داخل محافظة عدن عاصمة الجنوب، ولعل وزير الداخلية وهو المعني الأول بحفظ الأمن تناسى بأن مهمته ووظيفته تحتم عليه البقاء في عدن للحد من تلك الإختلالات الأمنية الحاصلة لا الهرب منها والاكتفاء بموقع المتفرج فقط لأن أعلام الجنوب ترفرف في سماء المدينة ورسمت على جدرانها وهذا ما أستفزه وجعله يرفض دخول عدن مرة أخرى ، لقد تناست حكومة الكفاءات والتي بات جلياً بأنها حكومة محاصصة من طراز جديد ليس إلاّ تناست بأن عليها تحمل مسئوليتها كاملة تجاه شعب الجنوب وخصوصاً أبناء عدن فعلى الحكومة أن تبقى في عدن لتعيش ما يعيشه المواطن البسيط من أزمات عدة في كل يوم من حياته وتعاني القلق ذاته من غياب الأمن والذي سببه غياب تلك الحكومة عن الأرض. كثيراً من الكلام سمعناه وكثيراً من الأحلام عشناها منذ تحرير عدن ولكننا لا زلنا لم نلمس شيئاً على الواقع فحوادث الاغتيالات والقتل وعلميات البلطجة مستمرة فلا زال الكل يحمل السلاح في الشارع ولا زالت الدراجات النارية تحوم وتجول في أرجاء المدينة المكلومة ولا زالت السيارات بدون أرقام معتمة النوافذ تدور وتترصد في أركان الشوارع . - فمن مع من ومن ضد من لا ندري ولا نعلم – فالغريب والعجيب بأن الكل من جماعات وتنظيمات إرهابية متطرفة ومن أحزاب دينية مسلحة ومتبجحة تمارس لعبة قدرة بحق المواطنين الأبرياء فقد صار الجميع يتكلم ويتحدث باسم المقاومة مسيئاً بتلك الأفعال والأقاويل للمقاومة الباسلة وكل رجالها الشرفاء وكل ذلك في ذمة الحكومة الغائبة فما بقى لدينا هنا إلا أن نذكر تلك الفئات بأن المقاومة الجنوبية الباسلة ورجالها الشرفاء هم من قاموا بالتضحية والدفاع لأجل هذه المدينة وليس هم من يقومون اليوم بترويع سكانها ومعاقبتهم . كما ونذكر تلك الحكومة بأن عدن ستظل دائماً وأبداً عاصمة الجنوب الشامخة والباسلة وفخر كل جنوبي حر . وحسبنا الله ونعم الوكيل ولكِ الله يا عدن ..!! والله من وراء القصد