كشف عدد من وسائل الإعلام اللبنانية اليوم الجمعة عن رصد الرئيس السابق "علي عبدالله صالح " لملايين الدولارات لدعم ماقالت أنها مشاريع خيرية في لبنان في حين كانت تقارير دولية حذرت أمس من أن أزمة الجوع في اليمن تؤثر على واحد من كل شخصين وتعرض ما يقرب من مليون طفل لخطر سوء التغذية الحاد، كما تهدد بعرقلة جهود التنمية والاستقرار في اليمن، ما لم تتم معالجتها فوراً. واليوم الجمعة نشرت عدد من وسائل الإعلام اللبنانية صوراً لرئيس اركان قوات الأمن المركزي في اليمن، العميد يحيى محمد عبدالله صالح اثناء لقائه بعدد من المسئولين المحليين في لبنان لمناقشة إقامة مشاريع خيرية تقدر قيمتها بملايين الدولارات . وقالت وسائل الإعلام هذه ان الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، يعد من أكبر الداعمين لأنشطة جمعية كنعان، . وأشارت وسائل الإعلام هذه ان الجمعية وقعت عقد تنفيذ معهد الرئيس الصالح للعلوم الزراعية في مدينة "جنين" مع شركة اتحاد المقاولين العالمية (C.C.C)، بتكلفة مليون دولار، وبتصاميم معمارية يمنية، ليمثل ثاني صرح تعليمي تقيمه الجمعية بعد افتتاحها مدرسة بلقيس الثانوية للبنات في غزة، والذي كان الانتهاء من بنائه ايذاناً للانطلاقة الجديدة في جنوب لبنان. وبحسب هذه المصادر فقد بدأت جولته ووفد كنعان المرافق له- الذي ضم الأخ ياسر الارياني عضو المجلس الاستشاري للجمعية، والأخ أسامة عبد ربه عضو الجمعية- بمنطقة "خلدة"، مروراً ب"صيدا"، و"النبطية"، و"سهل الميدنة"، و"جسر الخردلة"، ثم جنوب نهر "الليطاني" وصولاً إلى منطقة "مرج عيون"! وتم تحديد موقعين في "مثلث مرج عيون" لإقامة مشروع الرئيس الصالح الأول. وخلال تواجده في "مرج عيون" قام يحيى صالح بزيارة لعائلة الأسير المحرر الرفيق أنور ياسين- عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني، تداولا خلالها الحديث عن أيام الإحتلال الاسرائيلي للمنطقة والمواقف النضالية التي جسدها الأهالي في مقاومة المحتل، والصمود بوجه ممارساته القمعية.
وقد واصل رئيس جمعية كنعان جولته برفقة عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني إلى "صور" مرورا ب"النبطية" وصولاً الى منطقة "برج الشمالي" حيث تم الاطلاع فيها على موقع آخر لاقامة مشروع الرئيس الصالح الثاني.
وفي "برج الشمالي" التقى يحيى صالح برئيس البلدية السابق "مصطفى شحيتله"، ورئيس البلدية الحالي "علي ذيب"، وأحد المهندسين المختصين في البلدية، وتم التداول بشأن مشروعي الرئيس الصالح، حيث ستقوم الجمعية بعقد لقاءات مع عدد من الفعاليات اللبنانية للوقوف على أولويات الاحتياج، ليتم بعد ذلك عرض المشاريع المقترحة على المجالس البلدية للبت فيها بما يتوافق مع برامجها وخططها التنموية. وجاء الاعلان عن تحركات "يحيى محمد صالح فين حين حذّرت ثماني وكالات إغاثة إنسانية دولية ومحلية في تقرير مشترك أصدرته الخميس، من أن أزمة الجوع في اليمن تؤثر على واحد من كل شخصين وتعرض ما يقرب من مليون طفل لخطر سوء التغذية الحاد، كما تهدد بعرقلة جهود التنمية والاستقرار في اليمن، ما لم تتم معالجتها فوراً.
والوكالات المعنية هي أوكسفام، وميرسي، والإغاثة الإسلامية، وكير إنترناشونال، وميرين، والهيئة الطبية الدولية، والمنتدى اليمني للإغاثة والتنمية، والمنتدى الإنساني. ودعت الوكالات الإغاثية الدول المانحة إلى تقديم المزيد من المساعدات الطارئة إلى صنعاء، مع انعقاد اجتماع مجموعة أصدقاء اليمن في نيويورك، وقالت إن الرد الدولي ما يزال دون المستوى المطلوب وعلى نحو خطير رغم تعهد الدول المانحة في مؤتمر الرياض لمجموعة أصدقاء اليمن بتقديم 6.4 مليار دولار مساعدات لهذا البلد.
وأضافت وكالات الإغاثة الإنسانية أن نداء الأممالمتحدة هذا العام لجمع 585 مليون دولار لتأمين الاحتياجات الطارئة لليمن لم يصل إلى نصف المبلغ المطلوب ويعادل نحو 4% من الأموال التي تعهد بها مؤتمر الرياض لأصدقاء اليمن، واعتبرت أنه لا يوجد مبرر لهذا النقص في تمويل الاستجابة الإنسانية.
كما حثّت الوكالات الإغاثية نفسها الجهات المانحة على عدم تكرار أخطاء الماضي حين تعهدت بضخ المال لليمن إلا أن ذلك لم يتحقق ووعدت عام 2006 بمنحه خمسة مليارات دولار، لكنها لم تقدم سوى 10% منها في أوائل عام 2010. "وضع إستراتيجية" " كما دعت وكالات الإغاثة الإنسانية مجموعة أصدقاء اليمن إلى "ضمان وضع إستراتيجية شاملة وخطة مفصلة شفافة خاضعة للمساءلة عن كيفية إنفاق الأموال والموعد المخصص لذلك، ومنح منظمات المجتمع المدني الدولية والوطنية إمكانية مراقبة هذه العملية. وقالت المديرة القُطرية لمنظمة أوكسفام في اليمن، كوليت فيرون إن الأزمة في اليمن تتفاقم مع مرور الأيام، وإن مستقبل أطفاله، الذي يعانون من أسوأ معدلات سوء تغذية بين نظرائهم في العالم، أصبح في خطر أكبر، كما أن حياة النساء ازدادت سوءاً منذ الاضطرابات السياسية في العام الماضي وصرن غير قادرات على تحمل نفقات الطعام أو إيجاد عمل.
وأضافت فيرون أن الآباء والأمهات يسحبون أطفالهم من المدارس ويدفعونهم إلى الشوارع للتسول، ويزوجون بناتهم في سن مبكرة، ويقدمون على بيع ما بقي في حوزتهم من مقتنيات للحصول على غذائهم اليومي، وعلقت فيرون بالقول "الناس لا يستطيعون العيش على الوعود مهما كانت سخية".
ومن جانبه، قال مدير برنامج الإغاثة الإسلامية في اليمن هاشم عون الله إن معدلات سوء التغذية في الحديدة تجاوزت عتبة الطوارئ بنسبة 100%، وإن هناك حاجة للمزيد من الموارد للحفاظ على عمليات الإغاثة الجارية وتقديم المساعدات للمزيد من المحتاجين.