التعاطف جميل ونبيل ولكن في السياسة لا اظن ان التعاطف قد يؤدي الى هدف وغاية (فالسياسة كما قالها احدهم هي فن الممكن لاعداء دائم ولاصداقه دائمة انما مصالح دائمة ومن يقول ذلك فهو مدلس كبير) ماعلينا المهم تعاطف الجنوبيين المفرط فيه لازم له حل! انا اعتقد انه كان له اسهام وارتباط كبير بمصيرهم اليوم بشكل او بآخر في كتب التحفيز الذاتي يقولون: قراراتك اليوم هي اللتي تصنع مصيرك غدا فإن كانوا الجنوبيين يعدون انفسهم بالامس دوله فالمفترض ان يتعاملوا اليوم مع الجميع كدولة لا اقصد في الرسميات فقد لاتوجد لديهم رسمية دولية تؤهلهم لذلك حاليا ولكن على الاطر السياسية اقل شيء بامكانهم ان يفرضوا تعاملهم على الجميع بانهم هم اصحاب القرار وان باستطاعتهم ان يقولوا لا في الوقت المناسب اي ان يتعاملوا مع الآخر بنوع من الحزم والثقل السياسي وليس على حساب العاطفة ولايفترض ان يقدموا تنازلات ليس مجبرين على تقديمها فأي تنازل غير مدروس سيؤثر على القضية بشكل او بآخر مستقبلا وقد حصل . فمثلا قبولهم بقرار الرئيس هادي في ضم المقاومة الجنوبية ضمن تشكيل الجيش الشرعي وموافقتهم على ذلك ارى ان ذلك القبول ما كان له داعي فذلك القبول ميع القضية وصار الجميع يعلم بان الجنوبيين طيعين وسهلين وسلسين ومميعين وليست لديهم قضية وإن كانوا محاربين ومقاومين اشداء الا انهم ليست لديهم قضية فعلا اذ كيف يقبلون ان يكونوا جزء من ضمن جيش محتل، بعض القرارات جدا خطيرة وإن سياسية ماذا لو وقفوا صف في وجه الشرعية والتحالف اوانها بقلب واحد وبصوت واحد واخبروا العالم وشرعيته ان هذه المقاومة لن تنتهي الا بجيش جنوبي لاستعادة الدولة وقالوا لاااا لضم المقاومة وهضمها ضمن جيش نعده محتلا ماذا سيكون رد الاخر؟! اقل شيء سيعلم انها توجد دولة ورائها من يسعى لاستعادتها ولو حسب لهم الرئيس وشرعيته والتحالف كل حساب لتقرير مصيرهم ولو ان ذلك القرار لم يعتمد بالشكل الكامل ولكن الموافقة بحد ذاتها عليه تهور ! ثانيا ذهاب المقاومة الى تعز خطاء آخر فادح وكبير كان بامكانهم تلافي الخطاء الاول بان يقولوا للتحالف والشرعية الى هنا نحن حدودنا فقط ومن اراد ان يذهب فليذهب اما نحن ان ذهبنا سيعدوننا غزاة كان بالامكان اغتنام الفرصة ورسم الحدود مرة اخرى وتلافي الخطاء الاول بالثاني ولكن ذهبت المقاومه الى تعز وبماذا عادوا من تعز؟ عادوا بقرار من التحالف بإن يعودوا الى حدودهم السابقة اليس الاحرى ان يكون القرار مسبقا منهم دون الذهاب الى ذلك ؟! منذ الحوار الوطني والجنوبيين يدربجون رؤوسهم مع الرايح ومع الجاي املا في لفت انتباه العالم لهم ويعدون ذلك تفاوض سياسي! ربما يكون كلامي تقليدي بعض الشيء ولكن اعتقد ان فرضية السياسة ان تبقى في مكانك ولا تساوم على حدودك وارضك وشهدائك ولا تشرعن لاصحاب الاحتلال ان يجدوا ثغره من مساومتك في ذلك ولا لغيرهم فالكل بالتالي سينفض عنك وتبقى وحدك تواجه مصيرك فالمصالح تجمع الجميع بالتالي وانت ليس منك مصلحة! اعتقد ان مثل تلك التنازلات جعلت العالم يظن ان الجنوبيون متساهلين ومتسامحين وقد تساهل العالم معهم الى حد ان تجاوزهم وسيتجاوزهم طالما وانهم قبلوا بقرارات مسبقه تسهم في تمييعهم واشراكهم من ضمن الآخر وهم من ذهبوا محررين الى الشمال واصبحوا جزء لا يتجزء من قوى الشرعية فلا اعتقد يحق لهم اليوم الاعتراض على اي قرار رئاسي آخر ومن ثم اعتقد ان هناك اشياء كثيره مبالغ فيها عاطفيا . اولا الحرب كانت مشتركة والغزو واحد على الجميع والمصير واحد فالتحالف صحيح اتى محررا ومشكورا على ذلك ولكن لا ننسى انه قبل ذلك اتى مستبقا الضربة قبل ان تصل اليه وكنتم له ايها الجنوبيون على الارض خير عون وسند وذلك لانها ارضكم ومصيركم فهل سيكون لكم كذلك؟ غير ملزم ان يكون لكم كذلك؟ وغير ملزمين ان تكون عواطفكم هذر لذلك! فإن سقط الجنوب العربي قد تمتد المعاناة الى الخليج العربي فلا داعي لتضخيم الشعارات والجميع مشترك في المصير ،صحيح انه من لا يشكر الناس لا يشكر الله ولكن الشكر مره واحده يكفي اعتقد وسيقدرون شكركم الناس مجبرين على ذلك، فانتم انتم خاصرة الجزيرة العربية والعقد والحل فيها وانتم المخلصين وانتم المحررين ولأمنه لاحد عليكم المفروض ان تقتنصوا الفرص وتفرضوا املآتكم وقراراتكم على الجميع لتحقيق مصيركم ماكان لازم ان تميعوا انفسكم من ضمن الآخر وعلى الاخر ورضاء للاخر وماكان يجب ان تكون عواطفكم سبيل توزع لكل من هب ودب بشعارات وصور براقة ومهرجانات دون اية قرارات جنوبية ترسي لقاعدة استعادة الدولة فإن من يهن يسهل الهوان عليه مالجرح ميت ايلام..! من غير الجيد ان نبروز صورة لا روح فيها ولا طعم للقضية فلن يقف معكم في الاخير الا قرارتكم السابقة باستعادة مصيركم وقد قطعتم شوطا كبيرا في ذلك فلماذا تتخلون عن قراراتكم في الازمات بكل سهولة اليس لديكم ادارة للازمات؟ قد نعزوا انها لاتوجد قيادة لذلك ولكن اتخاذ قرارات خطيرة كهذه امر مستغرب منه ولن يشفع له الف عذر سياسي مهما اتى مسايسا فهو يصب في خدمة الاخر دون خدمتنا ويلزم علينا اليوم كجنوبيين ان نعود من حيث بدئنا وثورة ثورة يا جنوب..!