أعداء الأمس اصدقاء اليوم ؛ هكذا هي السياسة عندما تكون مضطر ان تفعل ما لم ترضى بها مبادئك وقيمك وكرامتك ؛ فالسياسة تجبرك على ان تتخلى عن اقرب الناس وتتصادق مجددا مع عدوك بالأمس. في إعتقادي إن إجتماع جنيف2 يعتبر طريق الخلاص للمؤتمر الشعبي العام من الحوثي؛ اولا المؤتمر جعل الحوثيين هم من يكونوا في واجهة مع المجتمع الدولي وهم من يقوموا بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين لبناء الثقة مع الحكومة الشرعية ووقف اطلاق النار وفتح الحصار . لهذا لا نقول إن جنيف2 فاشل بكل المقاييس وإنما هو مدخل لتسوية قادمة لتحقيق هدف ثعلب السياسة المخلوع صالح؛ وهو الإبقاء على المؤتمر الشعبي العام كلاعب سياسي وحزب قوي وشريك بالسلطة القادمة من خلال الاتفاق مع الجنرال العجوز محسن والذي كان بالأمس الذ أعداء صالح ؛ واليوم عفى الله عمى سلف وصداقة جديدة تحفظ لهم عودة العلاقة كما كانت من قبل بعد القضاء على حليف صالح الحوثيين ؛ وياتي هذا العمل خلال الفترة ما بين انقضاء مؤتمر جنيف الى تاريخ 14 يناير العام القادم اي بعد 26 يوم موعد استئناف المباحثات يلعب المخلوع صالح لعبة سياسية الان خلال هذه الفترة للقضاء على الحوثيين وتقليل مكاسبهم السياسية والعسكرية ولا يمكن أن يتم هذا في جنيف2 بسبب انهم الطرف الاقوى في هذا الوقت. ولكن نتيجة لأجندة سياسية داخلية وخارجية للمخلوع صالح وحزبه ؛ ليكون المؤتمر قوة رئيسية فاعلة في المرحلة المقبلة بعد أن يخلع صالح أجنحة الحوثيين ولن يتم دلك إلا بسقوط محافظات و مناطق حول العاصمة صنعاء وكان ذلك بانسحاب الحرس الجمهوري وسيطرة قوات الشرعية على هذه المناطق كالجوف ومارب وميدي وحرض ومناطق الهلال المحيط بصنعاء من الجهة الشرقية والشمالية والشمالية الغربية وسيكون الحوثيين محاصرين بحصار مطبق على صنعاء ويكونوا وحيدين في المواجهة مع قوات الشرعية وقوات التحالف بعد تخلي المخلوع صالح والحرس الجمهوري وإختفائهم عن المشهد الحالي ؛ وسيكون الحوثيين في كماشة مطبقة عليهم . بعدها هم من سيطلب من الأممالمتحدة إنقاذهم ووقف اطلاق النار والقبول بأي تسوية تحفظ لهم حكم ذاتي في شمال الشمال وتسليم اسلحتهم الثقيلة والخروج من صنعاء. بعدها سيتمكن الجنرال العجوز محسن من إحكام سيطرته الأمنية على صنعاء وبمساندة قوات الحرس الجمهوري الذي سيكون شريك بالقوات المسلحة الشرعية لحفظ الأمن والإبقاء على الدولة بتعليمات من الاممالمتحدة ممثلة بهم وتسليمهم جميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة حتى لا يكون هناك فراغ سياسي وأمني للدولة . بهذا يكون الدهاء السياسي للمخلوع قد جنب صنعاء مواجهة حقيقية كادت أن تدمر العاصمة؛ وحقق مكاسب سياسية لما بعد التسوية السياسية والقضاء على حليفه الحوثي بكل مكر ودهاء الذين لا يفهموا شيء بالسياسة سوى لغة المدفع والرصاص. ولن يتمكن المؤتمر الشعبي العام أن يكون طرف سياسي في التسوية السياسية إذا لم يقم بهده المناورة السياسية بعيدا عن المواجهة الفاشلة أمام قوات التحالف . إننا في هده المرحلة أمام خيارين ؛ خيار المواجهة العسكرية وهي تعني الانتحار العسكري والسياسي . وخيار المناورة السياسية وهي الاحتفاظ بشيء افضل من فقدان كل شيء وحتى لو ذهب صالح عن المشهد فحزبه باقي في المشهد القادم إنها السياسة تلعب بكل شيء من أجل أن توصل لشيء.