صعدت أمل عبد الله القبيسي إلى قمة رئاسة المجلس الوطني الاتحادي(البرلمان) بدولة الإمارات العربية المتحدة، في نوفمبر(تشرين الثاني) من العام الحالي، في سابقة لم تحدث عربياً من قبل. ووصفت وسائل إعلام عربية صعود القبيسي إلى قمة البرلماني في دولة الإمارات، بالأمر الذي ينبئ أن الدولة أمام قفزة نوعية مدهشة في مجال احترام حقوق المرأة والاعتراف بمهاراتها الاجتماعية والإيمان ببراعتها السياسية. وتعد أمل عبد الله جمعة كرم القبيسي أول إماراتية تفوز برئاسة المجلس الوطني الاتحادي عبر انتخابات تشريعية، كما أنها الخليجية الأولى التي تصل للبرلمان عبر صناديق الاقتراع، وكانت أيضاً أول إماراتية تترأس جلسة المجلس الوطني السادسة التي انعقدت في يناير(كانون الثاني) 2012. وقوبل خبر فوز الإمارتية برئاسة المجلس الوطني الاتحادي بارتياح كبير من قبل قطاع واسع من المثقفات والناشطات والصحفيات والسياسيات. وعبرت صحفيات وناشطات عربيات عن اعتزاهن بتعيين أمل القبيسي رئيساً للبرلمان في دولة الإمارات العربية المتحدة. تمكين المرأة وقالت الصحفية المصرية، ولاء عمران: "سعدت كثيراً بحصول الدكتورة أمل القبيسي بمنصب رئيس البرلمان بدولة الإمارات الشقيقة وسعادتي الأكبر لكونها أول امرأة عربية تشغل هذا المنصب، وهي بذلك تكون أول امرأة كسرت القاعدة وحطمت القيود التي كانت تكبل دور المرأة لسنوات وسنوات والتي ظل قاصراً فقط علي الوظائف الإدارية والمحلية". وأرت عمران ل24 أن "القبيسي بهذا المنصب ردت للمرأة العربية جزءاً من حقها وتمكينها سياسياً، بعد أن عانت المرأة العربية من التهميش، وبعد أن كان هذا حلماً بعيد المنال"، مؤكدةً أن "أمل القبيسي غيرت المفاهيم وشجعها على ذلك دولة احترمت المرأة وناصرتها ودعمتها ووثقت في قدراتها ومنحتها هذا المنصب، بعد أن أيقنت أن قدرات المرأة العربية غير محدودة ولا تقل أبداً عن قدرات المرأة في الدول الغربية". وأضافت "أتمنى أن تتم المساواة بين الرجل والمرأة في كل المناصب السياسية والقيادية وأتمني أن يأتي اليوم الذي نجد فيه المرأة العربية وهي تتقلد زمام أمور الدولة، وهذا ليس بعيداً، وأعتقد أن هناك اتجاهاً عاماً لدعم المرأة في المنطقة العربية بعد أن أثبتت للعالم كله أنها قادرة على تغيير مجري الأحداث والأمور، وظهر هذا الدور جلياً وواضحاً في معظم الدول العربية التي حدثت فيها الثورات، وكيف أنها استطاعت وبيد من حديد أن تحافظ علي كيان دولتها وشاركت في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، بل إن الأعداد التي شاركت في الانتخابات الرئاسية مثلاً في معظم الدول العربية كانت أضعاف عدد الرجال". وأكدت ولاء عمران أن "تعيين الدكتورة أمل القبيسي بالتزكية رئيساً للبرلمان خطوة مهمة ورائعة ليس لأمل القبيسي وحدها بل لكل امرأة بالعالم العربي". ديمقراطية أما الناشطة اليمنية المقيمة في أمريكا إفراح قاسم فقالت إن "الإمارات تجسد الديمقراطية وروح الثقافة الإنسانية بمعناها الصحيح حين تحترم دور المرأة وتجسده أهميته واقعاً". وأثنت إفراح قاسم في حديث ل24 على جهود حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، قائلة: "يدهشونا هؤلاء ليس بعمرانهم لبلدهم فحسب بل بعمران يطال الإنسان والسياسة". وقالت إن "احترام دور المرأة هو انعكاس للوعي المتميزة للعقلية التي تؤمن بأن للمرأة مكانتها الاجتماعية والسياسية في المجتمع". وقالت الصحفية المصرية، سحر رجب: "مما لا شك فيك أن تعيين أمل القبيسي في هذا المنصب الرفيع وهو إنصاف للمرأة عموماً، والمرأة العربية بشكل خاص، ويبرهن على تراجع النظرة الدونية للمرأة، والاهتمام في مجتمعاتنا العربية بدورها الذي تقوم به في بناء المجتمع الذي نعتبره دوراً لا يمكن إغفاله أو التقليل من شأنه". اعتراف وأضافت رجب "قدرة المرأة على القيام بهذا الدور تتوقف على نوعية نظرة المجتمع إليها والاعتراف بقيمتها ودورها في المجتمع، وتمتعها بحقوقها وخاصة ما نالته من تثقيف وتأهيل وعلم ومعرفة لتنمية شخصيتها وتوسيع مداركها، ومن ثم يمكنها القيام بمسؤولياتها تجاه أسرتها، بالإضافة إلى دخول ومشاركتها في ميدان العمل والمشاركة في مجال الخدمة العامة". وأوضحت سحر رجب "منذ بداية العقد العالمي للمرأة في 1975 و مؤتمر بكين 1996، بدأ الاهتمام العالمي بقضية تنمية المرأة وتمكينها من أداء أدوارها بفعالية مثل الرجل، والمشاركة في اتخاذ القرار في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والناتج هو ما نراه من انتخاب امرأة في هذا المنصب الرفيع". ومن جهتها عبرت الناشطة اليمنية آيات حسين عوذلي، عبرت عن اعتزازها بفوز السيدة العربية الأولى أمل القبيسي بمنصب رفيع "رئاسة المجلس الوطني الاتحادي". صنع القرار ولفتت عوذلي ل24 أن "المرأة في عدن كان لها دوراً كبيراً في صنع القرار ووصلت إلى قيادة الطائرة، ولكنها تعرضت للتهميش منذ ربع قرن". وحيت آيات دولة الإمارات على تمكينها للمرأة الإماراتية التي أثبتت جدارتها في بناء دولة إولاد زايد. وقالت عوذلي: "نرسل تحياتنا الحارة لأمل القبيسي بمناسبة فوزها برئاسة المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن خلالها إلى كل نساء الإمارات وبذات أمهات الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الأمة العربية والإسلامية".