الخطوات تتسارع ، وتتلاطم الأحداث يمنة ويسرة وبلا رتابة ، والواقع في اليمن كثير الحركة ، والتدافع فيه مميت ، ووقود معركتها لم ينضب ، وان خف يزداد قوه ، وجميع الأطراف فيها تتبادل الأدوار وتتحول في الجلوس على طاولة الحلول ، من صنعوا بالأمس ألازمه و تم أحاكتهم وبدهاء خيوط صناعة الحرب و إشعالها حمما تأكل البسطاء والخصوم نراهم اليوم يجلسون في مقاعد ما تسمى الشرعية و يتفننوا في إدارة الصراع اصبحوا اليوم رسل سلام وبناء والى وقت قريب كانوا متمردين ، وهنا بيت القصيد وتستمر الحكاية فلا الثورة أسقطتهم ولا الحرب أبعدتهم . عدن والجنوب إن ضعفتا أو خضعتا لغزو مارس 2015م لكانت الأمور في غاية السوء والمرارة ، الجنوب بكل مناطقه ورجاله كان سد منيع تحطم عليه مشروع الشمال ، والذي لا يستقيم عود هذا المشروع الا بإذلال وإخضاع وترهيب الناس ، وعندما تم إذلال الشعب في الشمال واستساغ ذلك ضعفت ممانعتهم ومقاومتهم فكان هذا مسار سلس لكل خطوات وخطى طغاتهم على رقابهم وتحركهم نحو الآخرين . من صنعاء كانت جل الأمور تحاك ،منها أعلنت الحرب الأولى والثانية ورسمت عمليات الإذابة لكل شيء وفي بوتقة لتنهي ملامح الجنوب وانتهت عرى وأواصر التوحد ، ومزقت ما يسمى نسيج التوحد الاجتماعي ، بل صنعت ممانعة لتنطلق الثورة وبزوغ محارب لا يقبل التواجد اليمني على الأرض الجنوبية . اليوم الجنوبيون يتوجهون نحو حماية أنفسهم من أي أذى ويسعون نحو بناء مدنهم وبلداتهم وإحكام سيطرتهم عليها للاستقرار والبناء ، وشرارة حمل الأعلام الجنوبية بالأمس وقتل صنعاء لكل جنوبي يحملها قنص وبالرأس أضحت اليوم نار مستعرة لا يقوى على التحكم بها وانتشرت في الإدارات وعلى العربات ويحملها الجند و تعتلي المعسكرات وتزين كل مداخل ومخارج الجنوب وبلداته بل رسميتها ترفرف على اكبر ناصية في حكم محافظة عدن ، واليوم تنطلق شرارة رفض التواجد الشمالي في الكليات والمعسكرات والإدارات والتنقل والتملك وهذا الأخير ملفه بحجم الجنوب وقضيته ! ، وسواء أن تدارك الساسة حجم القادم أم تجاهلوه فانه سيتجلى واقعا لان حجم الألم في قاع قلوب الجنوبيين عظيم وهو حقهم وعنوان حريتهم الكاملة الناجزة والتي من اجلها سالت دماء ودكت بيوت وجاعت اسر وشردت ورملت نساء ويتم أطفال ووو ، و إذا مورس دها إفراغ الشحنات في نصب الأعلام وصناعة وهم الجنوب والمجردين من تأسيس وصناعة دولة الجنوب وفق وخيار شعبه في رسم معالم مستقبلها سيتجلى واقع مغاير لشعب لن يتوقف نضاله ولن يعم الاستقرار المنشود إقليميا . الاصرار نحو القتال والقتل وهو مشروع شمالي بامتياز ملامحه تنحت اليوم في خطاب سيد أنصار الله وإلى يوم القيامة حد وصفه تعطي دلاله أن لا مشروع لديهم إلا مشاريع تسير خارج سياق الواقع والاستحقاقات ، وتصب في فرض واقع لن ترسم ملامحه ابدأ ، بن مبارك أشار بصورة خاطفه في قناة سكاي نيوز على برنامج بصراحة أن المؤتمر - أي المخلوع صالح - صنع الحرب عبر استساغة ما قدم من قبله في مؤتمر حوار صنعاء من ورقة الأقاليم ليتضح أن عزل إقليم أزال وتطويقه وإضعافه كانت بمثابة فوهة البركان التي خرجت منها الحمم الحارقة ، وسرعة هادي في كلفته مخرجات الحوار وصناعتها سرعت في تحالف الخصوم واصبحوا من بعد عداوة إخوة على زناد واحد وجميعهم أيدهم مغموسة بكل دم . استدراك بن مبارك وبخفه لمشروع الاشتراكي وما يحمله هذا المشروع من يمن اتحادي بإقليمين يحمل دلاله انه كان الأقرب للواقع وكل المشروعين سيصدم بواقع صلب في الجنوب تشكل وبقوه اثر الغزوة الأخيرة للشمال، وبلا رجعه ترسخت مطالب استعادة الجنوب لشعبه وينعم الاستقرار لكل شعب في أرضه. اليوم كل صنعاء تتخندق ويحفر لها وأصبحت طريدة ، ومن داخلها تنخر ومن خارجها تحاصر ، وبحسب تصريح الاخ ياسين مكاوي مستشار الرئيس اليمني عبدربه منصور في حوار مؤتمر جنيف في سويسرا مؤخرا قال له اليوم بحسب صحيفة الشرق الاوسط وموقع عدن الغد الالكتروني الاغر " إن مبعوثي صالح يطلبون خروج آمن لصالح " تعطي دلالات لقادم يسير باتجاه إخضاع صنعاء ليعم الاستقرار الشامل ولن يتبقى لها بعد صالح إلا الاستكانة . وميثاق شرف الحوثيين مع قبائل ومناطق طوق صنعاء سيتلاشى قوته وفاعليته كما وتلاشى ميثاق شرف وثيقة " خمر " لأولاد الشيخ حسين الأحمر . خطة إسقاط وتأمين عدن يساويها بالمقابل خطة إسقاط وتأمين صنعاء وعندها ستدنو جميع المناطق والبلدات الشمالية للحق وسيقل رفدها للفوضى تحت ضلال الحوثية ، وستلتقي عدنوصنعاء على طاولة الاستقرار العام والنماء بعيدا عن صالح وانصار الله فالواقع القادم يسير في مسالك تجب ان تصب في هذا وما دونه خراب وفوضى ولا استقرار ولن تنجو صنعاء لقد حفرت لنفسها .