قرأت واعدت مرارا نص البلاغ الصحفي الصادر عن المقاوم سابقا الوزير البكري اليوم ، وخلال اعادة القراءة ايقنت بالمطلق ان البكري قد كذب كذبا فجاً بتصريحه انه قد فك ارتباطه بحزب الاصلاح ، لان نص بلاغه ذاك برفض حل المقاومة اصلاحيا وبالحرف ، بل ويومئ صراحة الى الرؤية الاصلاحية بالنسبة لاعتمالات اللحظة الجنوبية الراهنة وتقييماته بالنسبة للغد فيها ، واهم منه حرصه على بقاء ذراع عسكري بيده امام اعين الملا.. فنص البلاغ في فقرته الثانية كان يقول صراحة : (ان شباب المجلس وقيادته الميدانية لا يزالوا في خطوط التماس يواجهون العدو الباغي، فلم تنته الحرب بعد، وسيستمر رباطهم حتى تحقيق النصر الكامل بإذن الله تعالى) اي بعد تحرير كل محافظات الشمال ، وهذا موقف ليس في وارد نظر وطروحات (المقاومة الجنوبية ) كما سموها زورا في تذييل نص البيان .. اضافة الى قوله وبالحرف في خاتمة الفقرة الثالثة من البلاغ : (من اجل تثبيت الشرعية ، وكسر الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة والانتقال بالبلاد الى مرحلة الاستقرار ) والحصيف يقرأ من هذا الرؤية الاصلاحية الفاقعة من هذه العبارة ، وهي ايضا ليست في مجال نظر المقاومة الجنوبية الحقيقية ولا في اهتمامها ، لان المقاومة الجنوبية الحقيقية اضطلعت بدورها حصرا في التصدي للعدوان الحوثعفاشي على الخارطة الجنوبية وحسب ..
مما سبق تتضح وبجلاء الرؤية الاصلاحية لمقاومتها الخاصة بها ومجال اختصاصها وعملها ، وهي ليست تلك الميليشيات المدججة والمنتشرة في كل شوارع عدن ومقرات تجمعاتها فيها، وهذه وبكل امانة مصدرا من مصادر استمرار القلق والانفلات الامني في عدن عموما ، لأنها مجالا رحبا لتجوال الارهابيين والفوضويين والقتلة بين اوساطهم ، وهنا لامجال للتفريق بين هؤلاء واولئك ، ولذلك تستدعي الضرورة تجريد كل الموجودين في نطاق عدن من كل العتاد الحربي ، وخصوصا الثقيل منه ، بالإضافة الى اتخاذ تدابير امنية وقائية بنشر افراد الامن الرسميين وببزاتهم الرسمية وحيث تقتضي الضرورة ذلك ..
ولذلك ايضا يرفض الوزير الاصلاحي البكري وحزبه الاصلاح تجريد الميليشيات المسلحة من السلاح، وحتى يتم تحرير كل محافظات الشمال، اي ان تبقى عدنا في حالة الفوضى واستمرار القتل والانفجارات بين سكانها ! وهو امر لا يمكن ان يقبل به احدا مطلقا ، ولان رؤية الاصلاح في استقرار عدن وثبات الامن فيها معناه المزيد من التوجه لفصل الجنوب ، وسكان عدن بعد التحرير بحاجة ماسة الى الامن والاستقرار اليوم ، وهذا ما لا يريده الاصلاح كما يبدو صراحة من طبخه لكل هذا العبث الجاري في البلاد اليوم .
بصراحه ، لا نريد ان نلبس الامور بغير ثوبها، ولكن ما يظهر من نص هذا البلاغ الصحفي ، وهو قد طبخ في مطبخ الاصلاح انه يصر على ابقاء مفاعيل الانفلات والقلق ، ولأجل اظهار عجز المرشحين الرئاسيين-الزبيدي وشلال - عن تثبيت الامن والاستقرار ، ولان ترشيح هؤلاء هو من الدبابيس التي تشك في جسد الاصلاح ولاشك ، وان اظهروا خطابا مهادنا في بلاغهم الصحفي ذاك ، وهو بعيد اصلا عن مكنون ما يدور في دخيلتهم .. وهنا لاتهم الاصلاح حالة الرعب وعدم الامان السائدة في عدن ونواحيها ، ولا تهمه الدماء التي تسفك يوميا على ارصفة شوارعها وازقتها بكل اسف ..
لترسيخ الامن بالضرورة استبعاد كل الميليشيات من الشوارع والثكنات ومهما تلبست باي لبوس ، ونشر رجال الامن الرسميين في كل نواحي عدن ، ومن يرفض ذلك هو ضد الامن والاستقرار ولاشك .. ولافت ان يجيئ مثل هذا البلاغ الصحفي الاصلاحي من رجل هو في ثوب وزير في الدولة القائمة اصلا، اي من المفترض ان يكون الاكثر حرصا على كل اسباب استتاب الامن ، والاكثر حرصا على استبعاد كل دوافع ومسببات هذا القلق الامني ولو انتشر في ثوب ميليشيات تحمل مسمى مقاومة البسوها زورا بالجنوبية كما يتضح من صحيح النية المبطنة لهؤلاء، لان المقاومة تتواجد حيث يوجد العدوان وحسب ..ولا اعتداءات في عدن اليوم ..
دعوا عدناً تستقر وتأمن ، ودعوا الرجال يعملون ، ولا تدعوا برغماتية حزبكم وانتهازيته التي لا تتورع عن ارتكاب ابشع الموبقات لتمرير سياساتكم واهدافكم لتكون سبيلا لاستمرار المزيد من الانفلات والقلق الامني في عدن وربوعها .. وكفى انتهازية .. كفى .