اعتقد ان الاداء بعبث وعشوائية قد طبع سمته في دواخلنا ،وتقريبا اصبح جزءا اصيلا في كينونتنا ،اذ ما ان نحقق نجاحا في خطوة ما الا ورافقها شيء من هذا العبث الممزوج بشيء من اللا مبالاة بهذا النجاح وما بعده ،فيضيع نجاحنا وكأن لم يكن.. ففي حراكنا الجنوبي فقد عصفنا بالأرض تحت اقدام السلطة ،وتاليا تمت الاختراقات وتعددت المكونات والقيادات.. الخ ،وعدنا الى النقطة رقم واحد ،كما وما حققته مقاومتنا الجنوبية الاصيلة مؤخرا الاخير دليل على مثل هذا الطرح ،اذ اين هي اليوم بعد نصرنا المؤزر هذا! اليوم تحتل مقاومة الزيف موقع الصدارة في خارطتنا الجنوبية ،فهم اليوم المتحدثين باسم مقاومتنا ،وهم الممسكين بأختامها ،وهم من يحدد هذا مقاوم وهذا لا.. وياللعجب هنا ،وهؤلاء يعرف شارعنا الجنوبي انهم كانوا بعيدين تماما عن دائرة القتال مع الحوثعفاشيين ،فهم قد دأبوا على الحضور الشكلي في اطراف ساحات المواجهات ، ولكنهم لم يخوضوا جولة واحدة من القتال مع العدو ،ويعرف الشارع الجنوبي اليوم ان هؤلاء هم من الاتباع او الشركاء التجاريين للنافذ الصنعاني حميد الاحمر ،او من الاتباع المواليين للدراكولا علي محسن الاحمر ،وبتعبير ادق )قاعدة علي محسن (او من حزب الاصلاح وكوادره المعروفة )اي جميعهم توليفه اصلاحيه (ناهيك عن بعض بلاطجة الشارع ممن امتطوا صهوة المقاومة الجنوبية الان.. الخ.
بصراحه ،لقد اسهمت سلطة الرياض في تكريس هذه الوضعية المشوهة ،وتحديدا بعد استدعائها الرسمي لقيادة مقاومة الزيف لزيارتها في الرياض ،مايعني اعطائهم حق الحديث باسم المقاومة الجنوبية ،ولاحظوا انهم قبلا لم يقبلوا مطلقا مجرد اسم المقاومة الجنوبية.. وبأمانة يمكننا افتراض ان هذا الاجراء قد جاء متعمدا ،وهو يهدف الى تجريد الجنوب من قواه الحية وامكاناته الفاعلة على الارض ،كما واجراءات التهميش والتلاعب بالمقاومة الاصيلة عبر استمارات العبث للانتساب الى الجيش والامن وسواها من الاجراءات الا خير دليل على كل هذا.
ان عصب مشكلتنا في المقاومة الجنوبية هي ذاتية في الاصل __اي منا نحن __لاننا لم نسع بعد النصر الى اعادة ترتيب صفوف مقاومتنا في كيان مقاوم موحد ،ولم نواصل فعل الضغط والتصدي لفلول مقاومة الزيف هذه ،او من ازاحتهم وعدم تمكينهم من السيطرة على مسمى كياننا المقاوم الاصيل ،وهم قد لعبوا بمكر ودهاء كعادتهم ،اولا باخفاء كينونتهم الاصيلة كقيادات مقاومه زائفه وتابعه لنافذين في صنعاء ،وثانيا في استغلالهم فرصة الحركة بحرية على الارض وفي غفلة منا وتشكيل مكونات الزيف التي استحوذوا عبرها على مفاصل قرار المقاومة الموجودة ،وهنا مصدر خبثهم ولؤمهم ،وهنا مكمن تهاوننا ويمكن غباؤنا ان جاز التعبير بموضوعيه..
اليوم لم يبق لنا من مقاومة جنوبية خالصة الافي منطقة الضالع تقريبا ،وحتى هذه يسعون حثيثا لتفكيكها واختراقها ،وبالتالي الحديث باسمها او السيطرة عليها تماما ،واعتقد انه لم تفت اي جنوبي الدعوة الرسمية التي وجهت لقيادتها __شلال والزبيدي __لزيارة السلطة في الرياض ،وهما عنصران جنوبيان محوريان ،وحتى الان فالتواصل معهما متعثرا الا من بعض تصريحات صحفية نادرة لهم ،ويمكن وراء هذا ما وراءه.. كما ولا نغفل قطاعات مقاومة السلفيين الجنوبيين ،وهؤلاء قد قاتلوا وبشراسة ،وما انفكوا مقاومين حتى اللحظة ،وان كانوا في الظل بالنسبة لأي حراك سياسي بسبب موقفهم الرافض للحضور والمشاركة في رسم خارطة التحكم بالقرار في البلاد.
مع كل ذلك اثق باننا كشعب جنوبي لن نفرط مطلقا بخيارنا في استعادة دولتنا ،وخصوصا بعد النصر المؤزر الذي حققته مقاومتنا على الارض ،واثق بانه لن تفرض علينا مخرجات الاعيب ودسائس مقاومة الزيف والمقاولات ووكلاء النافذين في صنعاء ،بل ولن نمكنهم من لي عنق ارادتنا ومهما سعوا او بذلوا.. ولذلك على كل القوى الجنوبية الحية التداعي للتواصل العاجل للملمة صفوف مقاومتنا الجنوبية الاصيلة ،والسعي لإعادة تأطيرها في كيان جنوبي حي وفاعل يفرض نفسه على الارض ويفرض عدم تجاوزه في اي استحقاق جنوبي ،فالمقاومة الجنوبية الخالصة هي الاصل ،وهي الحامل الموضوعي للجنوب اليوم واداة نيله لتطلعاته في استعادة دولته وارضه.. اليس كذلك!