1//تفاقمت حوادث الاغتيالات في جنوبنا، ومحصلتها فاقت التصور ،وفي المقابل تعددت الكيانات المسلحة التي يصر كل منها على ان يفرض لنفسه مكانا على الارض، والسلاح موجودا على معظم الاكتاف ،وعلى الدراجات النارية الغير مرقمه وفي الاسواق العامة.. الخ ،وكل هذا صار مشهدا مألوفا ،مع ان الحرب قد حطت اوزارها منذ اكثر من ثلاثة اشهر! فماذا يجري اذا! 2//حتى الان لا يمكنني ان اجزم ان السيناريو السوري او الليبي سوف يخيم على تخومنا ،ولكن ثمة شواهد عده توحي باننا نضع خطواتنا الاولى على مساره ،وهذا ليس افتراضا ،ولكنها تجليات الواقع المعاش ،مضافا اليها استمرار الحضور الباهت والعشوائي للسلطة الشرعية المفترضة، واكملتها المخططات الدولية )الصهيونية (لتمزيق رقعتنا العربية ،وهذه يساعدها اداء بعض الدول الاقليمية في تنفيذ هذا المخطط الجهنمي، وكلها مجتمعة عوامل يمكننا البناء في توقعاتنا لهذا المآل الاسود..
3//ولنقرأ في شيء من ركام القضايا والملفات المحورية التي عبثت وتعبث بها السلطة المفترضة حتى اليوم.. ولنأخذ ملف المقاومة الجنوبية انموذجا :فلماذا العبث بهذا الكيان الجنوبي الاصيل ¿ او السعي الى تشتيته وغربلته او تنويمه عبر الاستمارات الوهمية المتعددة بالانضمام الى الامن او الجيش! استمارة اولى وثانية ..و.. وكله عبث ولا شيء ،واسواء منه في اتاحة الباب مواربا في هذه الكذبة لتيارات التطرف وحتى بلاطجة الشوارع وغيرهم من غير المقاومين اصلا.. بل بلغ الامر الى الدعوة الرسمية لتيارات المقاومة الزائفة هذه لزيارة السلطة في الرياض! واغلب هؤلاء من قيادات جماعات التطرف المدسوسة من صنعاء ومن لم يكن لهم اي دور حقيقي في المقاومة.. فلماذا هذا العبث الذي بالقطع له ارتداداته السلبية على المقاومة في الداخل ام انكم كسلطة لا تفهمون هذا الامر ولا تعون تبعاته!
4//يا هؤلاء.. حتى الشهداء الجنوبيون واسرهم لم تسلم من عبثكم واستهتاركم بدمائهم، استمارات وعبث ومتابعات ووعود.. الخ ،وماهي المحصلة!! لا تعويضات ولا اي شيء ،فليموتوا بحسرتهم وقهرهم على ذويهم الذين قضوا في هذه الحرب اللعينة ،اما انتم فقد هربتم انتم واولادكم بعيدا عن هذه الحرب.. ويا اسفاه.
5//في جانب آخر ،وتحت ذريعة الحفاظ على وحدة السوء القائمة ،فقد تغاضت السلطة المفترضة وبعض الاحزاب السياسية عن توافد اخوتنا الشماليين الى جنوبنا المحرر وبدون حسيب او رقيب ،مع ان الحرب لم تنته بعد ،كما ومحافظاتهم لاتزال تضرب حتى اللحظة! وبين هؤلاء تدافع جموع قتلة صالح ومجرميه ثانية الى جنوبنا ،بل وحتى من قاتلونا في الميادين! واليوم من هؤلاء من يعبثون بالأمن في جنوبنا المحرر عبثا لامثيل له ،فمنهم المفجرون والانتحاريون وفرق الاغتيال ، ومنهم الخلايا النائمة والجاهزة لإلحاق الاذى بنا ، ومنهم من يدخلون او يستقبلون شحنات المتفجرات والاسلحة التي ضبطت نقاطنا الامنية البعض منها.. اي انهم مصادر قلق وبؤر عبث وتدمير ليس الا ،لذلك افلا يهمكم مثل هذا الامر الجلل على السكينة والامن في جنوبنا او لا يعنيكم كل هذا!
6//ولنقرأ في نوعية اخرى من ملفات تهاون السلطة المفترضة وعبثها الذي قادنا الى هذا المآل الدرامي الاسود الذي يخوض فيه جنوبنا اليوم ، فالسلطة حتى اللحظة لم تسع الى استبعاد اذناب عفاش واتباعه في جنوبنا شبه المحرر ،او حتى سواهم من اللصوص والفاسدين ،وهؤلاء في كل المفاصل الحيوية في الجهاز الاداري للدولة في عدن كمثال ،والذريعة الحفاظ على الوحدة الوطنية ،مع ان هؤلاء عبثوا واضروا بالبلاد كثيرا ومازالوا.. حتى من فلول حزب الاصلاح المشهور هو الاخر بانتهازيته وفساده وعبثه ،وكأنموذج فقط لننظر ما يقوم به مدير ادارة التربية والتعليم في عدن ،فهذا قد حول هذه الادارة الى اقطاعية خاصة به وباتباعه من حزبه وابناء منطقته )الحجرية (وفي كل الدوائر ،فلا شيء هناك الا عبرهم وحسب ،ويصل العبث في هذه الادارة الى تعطيل العملية التربوية والتعليمية برمتها ،ولنأخذ من مدرسة احمد بن ماجد في الخيسة /البريقة بعدن انموذجا لمثل هذا الاداء بسبب اعادة بناء هذه المدرسة عبر مقاول منهم ،وتعطل البناء وتعطل حتى استكماله عبر اخوتنا الخليجيين الذين سيستكملونه في ايام كبقية مدارس عدن ،والسبب هو الاداء المناطقي والحزبي في هذه الادارة ،واليوم المدرسة معطلة عن اداء مهمتها تجاه طلاب هذه المنطقة!!!!
7//هذه هي بعض الملفات الساخنة التي تعاطت معها السلطة بكل عبث وتراخ ،وهذه لها مردوداتها السلبية على الجانب الامني والاقتصادي والتعليمي وغيره ،فلماذا يحدث كل هذا؟؟ وهل تضمن السلطة ان لا تزيد الامور سوءا على هذه الوضعية التي نحن فيها اليوم؟ وطبعا هناك غيرها من الملفات الساخنة الاخرى كتعثر تسليم المواطنين مرتباتهم ،وغياب المشتقات النفطية او ندرتها ،وخدمات الكهرباء المتردية ..و.. وكلها تشعرنا باننا في دولة منفلتة العقال ،او في دولة قد انتهت تماما .. اليس كذلك!