لم اتوقع حفاوة الاستقبال التي حضيت بها وبمعيتي اخي وصديقي الدكتور سند المحلاوي عند زيارتنا لمنتدى اليابلي فما ان علم الاستاذ نجيب اليابلي بوجودي وصديقي في منتداه حتى اتى مهرولا قبل وقته المعتاد كانت البلد حينها في اوج فترة الحرب وكانت منطقة الشيخ عثمان التي تحتضن المنتدى من اكثر المناطق التي تدور في اطرافها العمليات العسكرية وتنعكس مترتباتها على قلب الشيخ عثمان نفسه لكننا لم نلحظ أي تغير في نفوس اعضاء ومرتادي المنتدى سوى ضيقهم الشديد يومها من ارتفاع درجة الحرارة اللاهبه التي تكون في اعلى منسوبها في تلك الايام . ما ان دخل الاستاذ نجيب الى المنتدى وسلم علينا حتى جثم على ركبته لأكثر من نصف ساعة ظل خلالها يتحدث عن لحج وتاريخ لحج وريادة لحج ورجال لحج ونهضة لحج وكان كل من في المنتدى منصتا صامتا وكان الطير وقع على رؤؤسهم وعندما جاء الحديث عن النزوح قال ان الشيخ عثمان خاصة وعدن عامه عندما استقبلت اهلها من لحج انما كانت ترد جميل لأهل لحج عمره عشرات السنين فقد قام السلطان عبد الكريم فضل بإرسال حافلات نقل باصات من لحج الى الشيخ عثمان وكافة مناطق عدن لتقوم بنقل الاسر العدنيه عندما كانت تتعرض مناطق الشيخ عثمان وعدن لقصف طائرات المحور التي كانت تقلع من اسمره وترمي بحممها الى مناطق في الشيخ عثمان وعدن مما اضطر اهالي عدن الى النزوح الى لحج في الحرب العالمية الثانية .
عصرية اخرى لمحت فيها الاستاذ اليابلي في قلب الساحة اللحجيه في الشيخ عثمان وما ان اقتربت منه وسلمت عليه كرر قصه رد الجميل العدني للملاذ اللحجي فقلت له ان لحج كانت ملاذا عبر التاريخ سواء في التاريخ القديم او في الدولة الاسلاميه وما بعدها او في عصر الدويلات اليمنيه وقلت له اننا في صدد تجميع كل هذا ونشره في دراسة قادمة بحول الله فتهلل وجه اليابلي وقال نعم اجمعه وانشره.
اليوم بعد ان هدأت طبول الحرب في مناطقنا وبالذات لحج ارى ان صارت تبحث عن ملاذ لها من نفسها من كثرة المنغصات التي تحيط بها من كل جانب ولا ادري هل هذا الامر من مترتبات الحرب السيكلوجيه ام ان الامر عائد الى الناس انفسهم سؤال سيظل قائما حتى يقضي الله امرا كان مفعولا.