تلقت (عدن الغد) نسخة من بيان صادر عن الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب جاء فيه : بسم الله الرحمن الرحيم البيان الصادر عن هيئة رئاسة المكتب التنفيذي للجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب
عقدت هيئة رئاسة المكتب التنفيذي للجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب ، اجتماعاً لها صباح يوم الاربعاء 6 يناير 2016 م في العاصمة السياسية " عدن " برئاسة الاستاذ / محمد علي شايف رئيس الجبهة ، حيث وقفت أمام جملة من القضايا السياسية والتنظيمية ، ولاسيما ما يعتمل في المشهد السياسي وفي الصدارة : تغييب قضية شعب الجنوب الوطنية وتفاقم حالة الفوضى الأمنية في عاصمة الجنوب السياسية " عدن " ، وسير التحضيرات لتشكيل فرع الجبهة الوطنية في العاصمة " عدن " والأعداد لإنجاح الندوة الي تنظمها الجبهة الوطنية بمناسبة الذكرى العاشرة للتصالح والتسامح ، وللاحتفاء بالذكرى ذاتها .. وقد صدر عن الاجتماع البيان التالي نصه :
يا ثوار الجنوب البواسل .. أيها المرابطون خلف حق شعبكم الشرعي والعادل في تحرير ارضه واستعادة عزته وكرامته في دولة مستقلة كاملة السيادة .. ان التحرير العسكري الجزئي من قوات الاحتلال ، الذي اجترحته المقاومة الوطنية الجنوبية الباسلة ، مسجلة اروع الملاحم البطولية خلال العام المنصرم 2015 م ، بالاستفادة من تغير خارطة التحالفات التي قادت إليها صراعات مراكز النفوذ والقوة في سلطة الاحتلال ، لتفضي الى تهديد امن وسلامة المنطقة برمتها ، ليدخل " التحالف العربي " ساحة الصراع عسكرياً ، في إطار صراع المصالح والنفوذ الاقليمي والدولي ، الذي يجتاح منطقتنا العربية ، طوفان حروب ودمار دول . وإذ تنفس شعبنا الصعداء منتصف العام المنصرم ، لكن مسار النصر العسكري الجزئي لم يتحرك باتجاه الآمال الشعبية الجنوبية ، بل انكسر قبل ان تتبلور ملامح صيرورته . ليهل العام الجديد 2016 م حاملاً وساحباً خلفه تداعيات الاحداث في مشهد سياسي يسعى - عبثاً - للتبلور في سياق محكوم بالمفارقات والتناقضات غير القابلة - منطقاً وعقلاً - للتحقق ، الأمر الذي انتج حالة من الفوضى الأمنية والإدارية والخدمية في مناطق ومدن الجنوب المحررة ولاسيما العاصمة " عدن " التي تركت منذ تحريرها مكشوفة لهيمنة الفوضى الأمنية والإدارية ، مما سهل لجماعات وعصابات القتل والإرهاب المنظمة وغير المنظمة ممارسة نشاطها الإجرامي ، فارضة حالة من الرعب والإرهاب على المدينة لم يسبق لها مثيل . وفي هذا المضمار ، ترى الجبهة الوطنية ، بان مواجهة النتائج لم ولن ينهي المشكلة ، ان لم يتم إدراك الأسباب التي قادت الى استفحال ظاهرة العنف والإرهاب في عاصمة الجنوب الباسلة والتي من ابرزها من وجهة نظر الجبهة الوطنية التالي :
1 ) تهميش المقاومة الوطنية الجنوبية ، وإزاحتها من المشهد بالحيلولة دون تمكينها لإدارة المناطق المحررة امنياً وعدم تمكينها عسكرياً ، وشمل الإهمال اسر الشهداء والجرحى في الداخل والخارج .
2 ) السعي لاحتواء المقاومة الوطنية الجنوبية ، بافراغها من محتواها السياسي التحرري ، من ةخلال إجراءات التهميش والإهمال ، دون تفكير بالنتائج المترتبة عن ذلك .
3 ) الفصم القسري بين وجهي عملة الاحتلال الواحدة ، ومحاولة فرض هذه المفارقة على مناطق الجنوب المحررة ، منح منظومة الاحتلال في صنعاء وخارجها ، امكان تعزيز خلاياها النائمة بالوافدة الى " عدن " تحت مظلة [ الشرعية ] ، فضلاً عن ان هذه الأخيرة منحت كل من لا زال حبلهم السري في صنعاء مظلة الحركة الآمنة .
4 ) ان الإجراءات السياسية الآنفة الذكر ، كانت وما زالت تستهدف فرض إعادة انتاج الاحتلال الذي شبع موتاً في الجنوب الثائر ، وبما ان ذلك ضرب من المستحيل ، فان النتيجة هي تقديم النموذج السيء للمناطق المحررة ، يستغلها تحالف الاحتلال الحو- عفاشي في معركته مع التحالف العربي لمصلحته .. فهل تستوعب قيادة التحالف العربي المخاطر المترتبة عن سياسة غير موضوعية كهذه ؟؟؟ !
أيها الثوار المقاومون .. ان الجبهة الوطنية ، اذ تدين بشدة كل أعمال العنف والإرهاب ، وإذ تدين عمليات الاغتيالات التي حصدت العشرات من القيادات الأمنية والعسكرية وأبطال المقاومة والكوادر القضائية الجنوبية منذ التحرير العسكري لعدن ، وصولاً الى المواجهات العسكرية التي شهدتها " عدن " يوم 3 يناير وتوجت بمحاولة اغتيال محافظي لحجوعدن ومدير امن عدن وقبلها اغتيال القيادي في الثورة احمد الإدريسي ومن معه ، كما تدين عمليات الاغتيال التي تمت امس في عدن وحصدت أرواح 6 من أبناء الجنوب الأبرياء وعليه فان الجبهة الوطنية تؤكد على : 1 ) ان المواجهات الي شهدتها عاصمتنا " عدن " ، وبحجمها المعروف ، ليست سوى نتيجة منطقية للسياسة التي تم تطبيقها بحق المقاومة الوطنية الجنوبية الآنفة الذكر .
2 ) ان ما حدث ويحدث في " عدن " حاضرة التسامح والمدنية ، دليل حسي دامي عن فشل سياسة تغييب قضية شعب الجنوب الوطنية وحقه الشرعي والعادل في التحرير والاستقلال ، وان السياسات غير الموضوعية التي تسعى بالمفارقات السياسية بلوغ هذه الجريمة ، لم ولن تحصد غير الفشل حاضراً ومستقبلاً .
3 ) ان السياسات التي أتبعت للحيلولة دون التحرر السياسي للمناطق المحررة عسكرياً في الجنوب بتجاهل سافر لثورة شعب الجنوب بمختلف مكوناتها ، زد الى ما سبق ذكره ، كان وسيبقى سبباً منتجاً للمشكلة الأمنية بأبعادها السياسية .
4 ) ان ثورة شعب الجنوب التحررية مستمرة حتى يتحقق استكمال النصر العسكري والسياسي للجنوب من المهرة شرقاً الى باب المندب غرباً .
5 ) ان عدم إعادة النظر من قبل التحالف العربي بالنص المغيب لحق شعب الجنوب ، وعدم الاعتراف بالمصلحة المتبادلة التي تقتضيها الحاجة المتبادلة بين شعبنا والتحالف ، امر سيلقي بظلالة القاتمة على العلاقة بين الطرفين ولن يخدم سوى تحالف الاحتلال الحوفاشي ومن في فلكة ومن خلفه ، ليس الا . 6 ) ان تمكين مقاومة الجنوب الوطنية امنياً ومنحها كل عوامل ضبط الامن وتوفير كل اسباب تنظيمها عسكرياً لتكون نواة جيش دولة الجنوب القادمة هما محور ضمان فرض الامن والاستقرار للمناطق المحررة ، لان شعب الجنوب سيكون بكل مكوناته وأطيافه السند القوي لمقاومته الوطنية وحصنها المنيع .
7 ) ان العالم كله يعلم بان القاعدة المادية والفكرية للغلو والتطرف الديني ، لم تكن في الجنوب قط ، وانما في ال ( ج ع ي ) ، وان انتشار ما عرف بتنظيم القاعدة بمختلف مسمياته في مناطق الجنوب ،تم بعد احتلال دولة الجنوب عام 1994 م ، واستغلت هذه الجماعات كفزاعة للخارج للابتزاز المالي ولضمان الهيمنه على الجنوب : الارض والإنسان . 8 ) ان امن " عدن " الباسلة لن يتأتى من خارجها ، وانما بأبنائها في كل حي وشارع ، وبمواجهة الأسباب وسد الفراغات المصطنعة .
9 ) تؤكد الجبهة الوطنية ان الثبات الواعي خلف الحق الوطني الجنوبي ، وهدف شعبنا التحرري سوف يسقط كل رهانات ضرب قضيته واغتيال تطلعاته واهدار تضحياته .
10 ) تؤكد الجبهة الوطنية على ضرورة وأهمية الربط بين ما حدث في مدينة " عدن " نهار 3 يناير الحالي وخلال اليومين الماضيين والمتغير في مسار الحرب ، ولاسيما في منطقة كرش م / لحج ، والمعني بالمقام الاول بذلك - لاريب - هي قيادة التحالف العربي ، التي عليها ان تقراء النتائج المترتبة عن سياسة تجاهل قضية شعب الجنوب وتهميش مقاومتة وإهمال الجرحى و ... الخ .
أيها الثوار الأحرار .. ان طغيان الهم السياسي والأمني على مناقشات وتداول هيية رئاسة المكتب التنفيذي للجبهة الوطنية في هذه الظروف العصيبة التي تضع تحديات كبيرة أمام ثورتنا التحررية راهناً ومستقبلاً .. امر فرض نفسه بقوة استشعار مخاطره والمسؤولية الجنوبية الجماعية نحوه .. بيد ان ذلك لم ولن ينل من إرادة شعبنا وتصميمه على بلوغ هدفه المركزي في تحرير ارضه واستعادة دولته المستقلة .. وان شعباً حياً ابياً لم ولن تنال من عزيمته المؤامرات ولا المصاعب ، ولذلك فقد ناقشت القضايا التنظيميه والسياسيه الداخليه واتخذت القرارات لاستكمال تشكيل فرع الجبهة في العاصمة " عدن " واستكمال التحضير للندوة التي أقرت تنظيمها بمناسبة الذكرى العاشرة للتصالح والتسامح والتضامن الجنوبي - الجنوبي ، مهيبة بالمكلفين بأوراق الندوة إتمام مداخلاتهم في الموعد المحدد ، وكذلك فيما يخص تشكيل فرع الجبهة في العاصمة .. ومع حلول الذكرى العاشرة للتصالح والتسامح والتضامن الجنوبي ، تدعو الجبهة الوطنية شعب الجنوب الأبي الى احياء هذه الذكرى والمشاركة الفاعلة في انجاحها بالتعبير عن دلالاتها القيمية والسياسية .
لا للعنف والإرهاب .. لا لتغييب قضية شعب الجنوب الوطنية .. لا لتجاهل ثورتنا التحررية .. لا للتفريق بين شهداء ثورتنا .. لا لإهمال جرحى المقاومة في الداخل والخارج .. لا لفرق الموت والاغتيالات الظلامية منها والسياسية الأهداف .
الرحمة للشهداء الأبرار .. الشفاء للجرحى .. الحرية للأسرى ..
وأنها لثورة حتى النصر مهما كانت المصاعب بإذن الله ..
صادر عن : هيئة رئاسة المكتب التنفيذي للجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب عدن 6 يناير 2016 م .