بعًد ان تورطنا نحن الجنوبيين قيادتاً وشعباً بما تسمى بالوحدة اليمنية المشؤمة في عام 1990 م وادركنا بعدها اننا وقعنا في فخ خطير وكبير وصعب وان الخروج منه سيدفعنا الكثير خاصةً بعد ان اتضح لنا اننا توحدنا مع عصابة محترفة تتمتع بكل طرق الغدر والخيانة والاتفاق ولا تمتلك مقومات للدولة الحقيقية بل مجموعة من القبائل تتحكم بمصير امه باسم دولة واحزاب شكليين وتترزق من مكتسباتهم وباسمهم من ما تتحصل من معونات وهبات من دول الجوار والعالم وما يوصل لشعبها الا الفتات منها والذي غالبيتهم في دول المهجر ولدى هذه الشلة المتنفذة قله من الموظفين باسم الدولة يتقاسمون فتات الهبات وما تيسر من الدخل القومي فيما بينهم اذا وجد لان الدولة لا تمتلك اي قاعدة اقتصادية تذكر . عكسنا تماماً في الجنوب الذي يخضع كل شيء في الوطن للدولة وتحت اشرافها وملكيتها ، فحين ارادة قياداتنا اصلاح وتغيير ما امكن اصلاحه قامت العصابات المهيمنة على الحكم بتصفيتهم خاصة من تراه يشكل خطر على مصالحها في حكم واستنزاف البلد من كل ثرواته وما تأتيه من هبات ، استمرت حالت الشد والجزر بين الطرفين حتى اوصلوا الشطرين الى حرب اهلية اعلنها المخلوع صالح من شارع السبعين على الجنوب في صيف عام 1994 م واجتاح الجنوب هو وحزب الاصلاح وتم تدمير مؤسساته ونهبها والاستيلاء عليها وتقسيمها بين المتنفذين كفيد من الحرب لانهم في الاصل ليس دعاة دوله استمر النهب والاستحواذ على كل مرافق الدولة واخراج كل العاملين منها المدنيين والعسكريين وبدأ بعض من ابناء الجنوب محاولة انشاء حركات مقاومة لكنها لم تستمر بسبب عدم توفر الدعم السياسي والمالي لها من دول الجوار والعالم ، وبعدها حركة المتقاعدين العسكريين الذي نشاء منها الحراك السلمي الجنوبي واستمر قرابة السبع سنوات منثم ظهرة وثورة 11 فبراير وحركة 21 فبراير 2014 م وتطورت الاحداث وتسارعت حتى تم التغيير الوزاري في صنعاء بعد رفع الجرعة النفطية ولم يدخل الحراك في هذا التغيير الوزاري وبعدها مؤتمر الحوار الذي كان سبب الانقسام وسبب الحرب في صنعاء التي امتدت الى الجنوب بعد هروب الرئيس هادي الى عدن . وهنا بدأ التحول الحقيقي الذي شكل انطلاقة للثورة المسلحة في الجنوب التي كانت تهدف منها الشرعية والتحالف مساعدة هادي فقط وفي نفس الوقت كان هدف الجنوبيين الاكبر اخراج الوحدات العسكرية الشمالية من عدنولحج التي ضلت تقتل وتقمع شباب الحراك ورجاله خلال فترة نضالنا السلمي منذ انطلاقته في 2007 م وحين تم دحر كل الوحدات الموالية للحوثي وصالح من بعض مناطق الجنوب وتم التجاوب التدريجي مع المقاومة الجنوبية من قبل التحالف واعتماد لبعض عناصرها مرتبات من خلال ضمهم الى الامن وبدأت الشرعية وهادي هي الاخرى تتفهم كما يبدو وان كان غير معلن بإيعاز من دول التحالف وقامت الامارات بتبني بعض المشاريع مثل ترميم الكثير من المدارس والمستشفيات في عدن . فبقي الجانب الامني والعسكري يؤرق التحالف خاصة وانه هو المسؤول عن الاوضاع في عدن لم تستطع او لم تريد هذه الشرعية تحمل المسؤولية وضبط الامن وتوفير السلاح الذي تحتاجه المؤسسة الأمنية الناشئة اصلاً والمقاومة الجنوبية توفيره ولم تتمكن من تقويم مؤسسات الدولة المدنية واخراج من يسيطرون عليها من المقاومة وغيرها وزاد الانفلات الامني والقتل الذي راح ضحيته العشرات من الضحايا الابرياء جنوبيين ومن جنود الأخوة في التحالف بعدها ادرك التحالف ان الشرعية غير قادرة على السيطرة في عدن وضبط الامن فقرر ان يطلب من المقاومة الجنوبية القيام بهذا الدور وان تشارك في تولي بعض المناصب مثل محافظ عدن ومدير الامن فيها للأخوة العميد عيدروس والعميد وشلال وايضاً الدكتور الخبجي بعدها محافظ لمحافظة لحج وقبلت هذه القيادة بعد طرحها بعض الاشتراطات . ونحن في الجنوب وفي الحراك الأغلبية ايدنا هذه الخطوة لعدة اسباب اولها لخدمة امن عدن والجنوب ثانياً لفرض امر واقع خاصة ان الشرعية ليس لديها القدرة على السيطرة وهذه عدن عاصمتنا ولنا الحق في ادارتها والسيطرة عليها بالتعاون مع التحالف والشرعية في ذلك ، فبذلك نجد ان هناك بعض من يطرح في الصحافة تساؤلات كيف قبلت المقاومة والحراك هذا الشراكة مع الشرعية وتقول ان الحراك كان رافض المشاركة في الحوار الوطني وغير معترف فيه ولا معترف بالشرعية . لم يدرك هؤلاء ان الوضع ليس بهذا الشكل ولا الاوضاع كما كانت في السابق وان هناك امور وتطورات تغيره مع الشرعية لصالح الجنوب بعد سيطرة الحركة الحوثية على صنعاء واننا يجب علينا فهم الموقف جيداً والتعامل معه بما يخدم مصلحة قضيتنا وشعبنا لا يمكن ان نضل رافضين حتى تأتي الدولة كاملة السيادة ، هناك مؤشرات وهناك احداث و واقع جديد فرضته الحرب لصالح الجنوب يجب استثماره بشكل ممكن وهناك تطورات حصلت في الجنوب لصالحنا لا يمكن ان تعود للوراء تخدم فضيتنا وسيطرتنا على الارض يجب استثمارها ، فانا ارى ان ما اقدمت عليه قيادة المقاومة هو الامثل والضروري والمفرض ومن يقول غير دلك هو لا يريد يفهم المتغير او يريد ان يحط العربة قبل الحصان نأتي له بدولة وبعدها نتشارك في حكمها وهذا سيبعد اي حلول اولية نمتلكها اليوم .ش