إنَّ المتابع لكلمة (زعيم التنظيم القبلي في اليمن)-كما أحب تسميته- صالح في حديثه الأخير والذي بدأ فيه متقمصاً ثوب الحزن والإنكسار..ليجد في خطابه الباهت- على غير العادة -كما تعودنا عليه يحمل نبرات الحدَّة والاستعلاء..وما يؤكد ذلك ظهوره بقميص أسود اللون وهو لون الحزن -كما أراد الظهور به-إن مما يريده الرجل هو استعطاف دول العالم والظهور بمظهر المظلوم.. ومما لفت انتباهي في حديثه تساؤله عن سبب عداء دول التحالف لليمن-حد تعبيره-وحديثه عن حق الجوار..وهذا التساؤل نجيب عليه بنفس الطريقة التي تحدث بها زعيم التنظيم القبلي ..ماهو سبب عداءه والحوثيين للجنوب ..؟إنَّ دول التحالف تدخلت في اليمن لإنقاذه من مليشيات كانت من صناعته ..وكان ذلك التدخل بطلبٍ رسمي من الحكومة الشرعية ..ولكن سبب تدخل زعيم التنظيم القبلي وأعوانه في الجنوب كان طمعاً في الانفراد بالحكم والإطاحة بالرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي الجنوبي الأصل..الأمر الذي يضع المفارقات وهو فترة حكم زعيم التنظيم القبلي للبلاد لفترة ثلاثة عقود متتالية لم يكن لأحد أبناء الجنوب صلاحية في أدنى أساسيات الحكم ..ولكن حقده الدفين والرخيص جعله يستشيظ غيظاً بأن الحاكم جنوبي.. طريقته التي أطاح بها بالرئيس السابق للجنوب علي سالم البيض -والذي كان نائباً له في 94م-تحت مسمى الشيوعية، هي نفس الطريقة التي أراد بها زعيم التنظيم القبلي وأعوانه الإطاحة بشرعية الرئيس هادي تحت مسمى الدواعش . أما حديثه عن العار والعيب ففي ذلك سذاجة واضحة فكيف ينسب العار لمن استنصروا إخوانهم فنصروهم ..وينسى نفسه وأعوانه أنهم أدوات رخيصة في يد إيران تحركها كيفما شاءت ..أليس من الأولى بالأمر أن يقطع علاقته بإيران وتحالفه معها قبل الحديث عن العار..؟!..لكن الرجل أثنى على دولة الإمارات العربية المتحدة ..الأمر الذي يوضح مدى خوف الرجل على مصالح نجله الذي يعيش هناك ..وليس بالشيئ الغريب عليه في ذلك فقد نجد التناقضات في حديثه كثيراً..ومن تلك التناقضات حديثه لعداءه مع نظام آل سعود -حد وصفه-وفي نفس الخطاب يقول:( ليس لدينا أي عداوة مع السعودية)..فلا مجال لتصديق مايقول ..فخلال فترة حكمه للبلاد كان يظهر العداوة مع إيران ويتبجح بذلك في خطاباته ..واليوم يصف إيران بالدولة العظيمة ..لاتنتظروا من الرجل إلا الجنون في القول والفعل ..ولا تأخذوا كلامه بأنه مجرد هستيريا ،بل لابد من التركيز على كلامه والجزم بأنه وصل لمرحلة الانتحار والإفلاس وبإمكانه الزج بقواته وأعوانه في حروب لا يعلم نتائجها وذلك بداعي الجنون والشعور بالغيظ ..فالرجل أصابه مرض حب السيطرة على الجميع وهذا من شأنه التضحية بمزيد من الدماء والخسائر في سبيل إشباع رغباته .. ومن هنا نوجه دعوة للحكومة الشرعية ودول التحالف إلى الأخذ بعين الاعتبار كل مايتحدَّث به هذا الرجل ..ومحاولة اتقاء ماسيفرزه جنونه الهستيري من حماقات ..دمتم ودامت أرضنا شامخة عالية..