أولا يعذرني الجميع في تشاؤمي المبني على وقائع لابد من قولها لتوضيح الحقائق بعد أن كثر الحديث والوعود والتصريحات بقرب أطلاق المعتقلين الجنوبيين الثلاثة وزير الدفاع محمود الصبيحي ومسؤل الأمن السياسي في عدن ناصر منصور هادي واللواء فيصل رجب والذين تم أسرهم بالقرب من قاعدة العند الجنوبية في 25 مارس 2015م بعد تعرضهم لكمين حوثفاشية .. وما دفعني للحديث يتشائم في هذه المسألة هو تصريحات المبعوث الاممي ولد الشيخ احمد الذي يتحفنا بها بين حين وآخر ويبشرنا بقرب الإفراج عنهم في كل زيارة له إلى صنعاء ويؤكد بأنه تلقاء تطمينات من الحوثيين عنه صحتهم وسلامتهم بدون ان يكلف نفسه طلب الالتقاء ما يعني عدم السماح له بزيارتهم بهم..ومن هذا المنطلق ومنطلقات أخرى سنورد بعض منها ولهذا تؤكد بان الثلاثة القيادات قد صفية جسديا وما يشاع عن بقاء حياتهم لا يعدوا ذر الرماد في الأعين والمتاجرة والمناورة بحياتهم سياسياً .. وإذا تتبعنا أمور كثيرة منها مثلا تصريحات ياسر يماني المقرب بالفعل من علي صالح والذي أكد في صفحة الاجتماعية بان ناصر منصور قد تم قتله من قبل طيران التحالف وان جثته موجودة في ثلاجة احد المستشفيات بصنعاء وسوا كان ما نشره يماني صحيح أو غير صحيح ألان هناك أمور أخرى يجب أن نضعها في الحسابات السياسية والعسكرية ..
أولا باعتقادي الجازم بان الحوثي وصالح يفهمون جيدا بان من مصلحتهم السياسية والعسكرية أن يطلقوا سراح الثلاثة القياديين خصوصا وان احدهم ذكر بالاسم في قرار مجلس الأمن الدولي 2216 ولم يحصل ذلك إذاً ما فائدتهم من بقائهم سجنا وثانيا يطلب منهم قبل كل تفاوض إثبات حسن النوايا فلماذا لا يطلقونهم ؟ وهم يعون تماما أن وجودهم في السجون لن يقدم شي ولن يؤخره شي ناهيك عن أطلاق سراحهم سيخلق مجال أوسع للمناورة العسكرية والسياسية .. ولم يحصل ذلك ..
مهلاً ليس ذلك فحسب.. فهناك لقائين تمت بجنيف وقبلها وعدوا المبعوث ألأممي بإطلاق سراح الأسرى ولم يحصل ذلك ..!! و يوم أمس خرج المبعوث الدولي ولد الشيخ في تصريح يبشرنا بإطلاق سراح وزير التربية الشمالي الأصل ويطمنا بان الحوثيين أكدوا له أن الصبيحي ورحب وناصر هادي بخير..
ومن المنطقي ان نتسائل ألا يعني الرفض بحد ذاته دليل على ان القيادات الجنوبية قد تمت تصفيتهم من قبل رجال صالح والحوثيين ؟ وأليس من الافضل ان يهدون الشارع ويظهرون حسن نواياهم ؟ ربما البعض يقول هذا الإشارات والدلائل ليست كافية ان تؤكد مقتل الثلاثي القيادي وان الحوثيين وصالح لهم حساباتهم السياسية ألاخرى لا يعلمها الكاتب ؟ وهذا تسائل مهم ولكن اي حسابات نقرائها لابد ان تشير الى ان من مصلحة الحوثي المرحلية أن يطلق سراح الأسرى الجنوبيين اذا كانوا على قيد الحياة ..او اقلها ظهورهم مع المبعوث الاممي وهو يسلم عليهم .. وعليه فانني اكاد اجزم ان ما يؤخر الإعلان عن مصير الأسرى الجنوبيين هو ما تقتضيه المرحلة الحالية من عدم الإعلان عن وفاتهم فقط لأغير.. وباعتقادي ان الحوثي سيظل والمخلوع يناور بهم وحياتهم وقد ربما لن يتمكنون من الإعلان ليندفن سر قتل الثلاثة القيادات خفي على الجميع ولغزمتروك للكل ان يكتب عنه, وبدون ان تجد الحقيقة طريقها للنور ..