التاسع عشر من يناير من عام 2015 كان اليوم الذي استيقظ فيه اليمنيون على أصوات الرصاص والمدافع في العاصمة صنعاء ليتفاجأوا بأن الجيش سلم دار الرئاسة لميليشيات الحوثي وليقبع الرئيس الشرعي والمنتخب بعد ذلك رهن الإقامة الجبرية في منزله ويقدم استقالته بعد يومين من اقتحام دار الرئاسة رغم استياء الشارع اليمني مما حدث إلا أن أحدا" لم يخرج للشارع ليعلن رفضه واحتجاجه على ماحدث فالشارع كان عاتبا" وغاضبا" من تصرفات هادي ومؤامراته وبرودة أعصابه فكما كان يتفرج على الحوثيين وهم يقتربون رويدا" رويدا من أبواب العاصمة وقف الشارع اليمني متفرجا" لعملية سجن رئيس الجمهوريه في منزله وأعقب ذلك العمل وضع عدد من المسئولين الكبار تحت قيد الإقامة الجبرية !!! كان ذلك اليوم يوم صدمة كبيرة والشعب يرى الجيش اليمني متواطئا" في تسليم دار الرئاسة ولم يحرك ساكنا" إزاء ماحدث ومنذ ذلك اليوم انتهت علاقة دار الرئاسة بأبناء الشعب واتجهت أنظارهم نحو منزل الرئيس في شارع الستين الذي تحول إلى معتقل له ولأفراد عائلته ! إلى أن هرب في الحادي والعشرين من فبراير بعد شهر تماما" من تقديم استقالته والتي لم يبت في شأنها أحد وخصوصا" مجلس النواب فقد سارع الحوثيون بحل ذلك المجلس في بيان إعلانهم الدستوري المزعوم ! وحلهم لمجلس النواب هو تأكيد لشرعية هادي فهو المخول بقبول استقالته من عدمها ! لكنهم كانوا يخافون من مكر صالح كونه يترأس المؤتمر صاحب الأغلبية البرلمانية وكان منبع خوفهم من أن يقبل البرلمان تلك الإستقالة ويدعو لإنتخابات رئاسية قد تعيد سلطة وسطوة صالح بإنتخاب نجله أو أحد المقربين له وكونهم يعرفون أكثر من غيرهم أن الجيش مازال تحت أمره ورهن إشارته !!! في التاسع عشر من يناير انقلب الحوثيون على اتفاقية السلم والشراكة ودخلت البلاد مرحلة جديدة كانت البداية والمدخل للحرب التي تشهدها البلاد ولتدخل قوات التحالف في الشأن اليمني ! في ذلك اليوم الأسود بدا واضحا" أن البلاد تتجه نحو منزلق خطير فما فشل صالح أن يفعله وهو في قمة السلطة والقائد الأعلى للقوات المسلحة أثناء الثورة عليه من جر البلاد نحو حرب أهليه استطاع من خلال تحالفه مع الحوثي وبتخاذل من هادي أن يوصل البلاد إلى هذا المنزلق الخطير بعد أن تأكد أن ولاء معظم ألوية الجيش مازالت له ولنجله ورغم أن مخططه كان العودة للسلطة عبر نجله والإنقلاب على الحوثيين ولكن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله ! صالح الذي اتخذ الحوثيون مطيته في تحقيق أهدافه كونه وقع على المبادرة الخليجية التي رفضها الحوثيون وهذا ماجعلهم الحليف الأنسب له رغم العداء السابق والحروب السته! فقد جعلهم صالح مطيته وواجهة أهدافه ومخططاته وأصبح كمن يأكل الثوم بفم غيره ! ولكن الرياح أتت بما لاتشتهي سفن صالح ولا الحوثي بتدخل السعودية وحلفائها الذي خلط أوراقهم وزاد من عمر تحالفهم حتى اللحظة فكل طرف يتمسك بالآخر ليس حبا" فيه ولكن لما تقتضيه مصلحته من مواصلة الصمود أمام مد المقاومة الذي يتنامى ويتمدد من محافظة إلى أخرى ! مضى عام على ذكرى أحداث التاسع عشر من يناير الأسود ولم يستطع تحالف صالح والحوثي أن يعينوا رئيسا" بدلا" من هادي أو يشكلوا حكومة وهاهم يرون بأعينهم هادي وقد عاد إلى عدن يصول ويجول فيها وأصبح لديه نائب رئيس جمهورية وحكومة تعترف بها كل بلدان العالم وسط عزلة شديدة للتحالف الحوثي مع صالح الذي يبدو أنه لن يصمد كثيرا" في ظل الظروف الراهنة والمتغيرات الحاصلة والتي جعلت صالح الطرف الخاسر الوحيد حتى هذه اللحظة في ظل انفراد الحوثيين بالقرار السياسي في أماكن نفوذهم وانحسار دور صالح !