تمكنت البحرية الملكية البريطانيه بقيادة القبطان هنس من إحتلال مدينة كريتر عدن ففي عام 1837م إبان حكم سلطنة لحجوعدن ، وقعت حادثة غرق السفينة البريطانية " داريا دولت " قرب الشواطئ الجنوبيه فوجدت بريطانيا ضالتها لاحتلال عدن وادعت بأن الصيادين من ابناء الجنوب قاموا بنهب تلك السفينة وطالبت بالتعويض من قبل سلطان سلطنة لحجوعدن وكان حينها السلطان محسن فضل بن محسن فضل بن علي بن صلاح بن سلام بن علي السلاّمي 1827 1847 ه أو بتمكين بريطانيا من السيطرة على ميناء عدن وكان موقف السلطان محسن رفضاً بالمساس بسيادة السلطنة من قبل الانجليز على اراضيها وبحرها ووافق على دفع أية تعويضات أخرى. ولكن بريطانيا التي لم يكن في نيتها الحصول على أية تعويضات وإنما هدفها هو الاحتلال وفرض سيطرتها العسكرية على مدينة عدن ومينائها الاستراتيجي فعدلت عن قبول التعويض وطلبت احتلال عدن مقابل التعويض عما ادعته من نهب الصيادين اليمنيين لمحتويات السفينة داريا دولت وبدأت في الاستعداد لتنفيذ غرضها بالقوة المسلحة.
وفي 16 يناير 1839م دفع القبطان «هينس» بعدد من السفن الحربية بهدف احتلال منطقة صيرة فقاوم الجنوبيون بشراسة مستميتة الأمر الذي أجبر السفن البريطانية بالتراجع والانسحاب ولعل هذه الخطوة من قبل البريطانيين كانت بمثابة بالون اختبار لمدى إمكانات المقاومين اليمنيين والذين بالطبع كانوا يمتلكون أسلحة بدائية ومنها عدد قليل من المدافع التقليدية الرابضة فوق قلعة صيرة المطلة على ميناء عدن القديم.
وفي 19 يناير من عام 1839م عاد القبطان " هينس " بقوته البحرية لاحتلال منطقة صيرة وهناك خاض المقاومون الجنوبيون ملحمة اشترك فيها الأهالي وقبائل لحجوعدن والمشايخ إلى جانب الجنود المدافعين عن عدن الذين كانوا اصلاً من جيش السلطنه من قبائل لحجوعدن .
ونظراً لعدم التكافؤ بالعتاد العسكري والعدد البشري فقد بلغ عدد قتلى الجنوبيين المدافعين عن مدينتهم المئات من الشهداء على رائسهم شيخ قبيلة ال السلاّمي وشيخ قبيلة العزيبه واستخدم المقاومون في تلك المعركة الأسلحة البسيطة التي توفرت لديهم ومنها الأسلحة البيضاء من سيوف وحراب وخناجر .
استمر الاحتلال البريطاني لعدن نحو 129 عام حتى تمكن ثوار واحرار الجنوب من تحرير وطنهم والحصول على استقلاله في 30 نوفمبر 1967م