نجاة برلماني من محاولة اغتيال في تعز    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    الدوري الانكليزي: مان سيتي يسترجع امجاد الماضي بثلاثية مدوية امام ليفربول    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    شعبة الثقافة الجهادية في المنطقة العسكرية الرابعة تُحيي ذكرى الشهيد    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    قبائل وصاب السافل في ذمار تعلن النفير والجهوزية لمواجهة مخططات الأعداء    هيئة الآثار تستأنف إصدار مجلة "المتحف اليمني" بعد انقطاع 16 عاما    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    كتائب القسام تسلم جثة ضابط صهيوني أسير بغزة للصليب الأحمر    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رحلة يونيو 2015: نصر الجنوب الذي فاجأ التحالف العربي    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    الحراك الجنوبي يثمن إنجاز الأجهزة الأمنية في إحباط أنشطة معادية    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    حزام الأسد: بلاد الحرمين تحولت إلى منصة صهيونية لاستهداف كل من يناصر فلسطين    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    عملية ومكر اولئك هو يبور ضربة استخباراتية نوعية لانجاز امني    نائب وزير الشباب يؤكد المضي في توسيع قاعدة الأنشطة وتنفيذ المشاريع ذات الأولوية    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    عين الوطن الساهرة (1)    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    الدوري الانكليزي الممتاز: تشيلسي يعمق جراحات وولفرهامبتون ويبقيه بدون اي فوز    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    المستشفى العسكري يدشن مخيم لاسر الشهداء بميدان السبعين    وفاة جيمس واتسون.. العالم الذي فكّ شيفرة الحمض النووي    بحضور رسمي وشعبي واسع.. تشييع مهيب للداعية ممدوح الحميري في تعز    الهجرة الدولية ترصد نزوح 69 أسرة من مختلف المحافظات خلال الأسبوع الماضي    القبض على مطلوب أمني خطير في اب    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    ضيوف الحضرة الإلهية    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاحتلال البريطاني لعدن
لموقع عدن الجغرافي.. وصلاحية مينائها جعلها عرضة للأطماع الأجنبية

بحكم موقع عدن الجغرافي الذي يربط بين طرق التجارة العالمية شرقاً وغرباً.. جعلها عرضة للأطماع الأجنبية ذات الأهداف الاستعمارية التي تتصارع على مواقع النفوذ الدولي منذ 1513م ونظراً لذلك فقد تعرّضت عدن للعديد من الغزوات الحربية الهادفة لاحتلالها إلا أنها لم تتمكن من السيطرة عليها، وعلى هذا ظلت محل اهتمام دول العالم في العصر القديم، حيث قدم إليها عدد من البعثات العلمية والاستكشافية أهمها البعثة الاستكشافية الدنماركية تلا ذلك الغزو البريطاني لموانئ اليمن منذ 1799م وحتى 1839م حينما احتلت القوات البريطانية عدن.. ثم أبرمت مع الحكام المحليين «35» معاهدة حماية و«90» اتفاقاً يقضي بتبعية مناطق الجنوب لسلطة الاحتلال وتمخض عنها إنشاء حكومة اتحاد الجنوب العربي الفيدرالي “المزيّف”.. واستناداً إلى ذلك لنا أن نشير هنا إلى الأسباب الحقيقية لاحتلال عدن ومنها أولاً : الأهمية الاستراتيجية.
حينما كانت حكومة التاج الملكي البريطاني الممتدة مستعمراتها ومتناثرة في أصقاع كثيرة داخل الكرة الأرضية وكانت أكبر مستعمراتها الهند والتي كانت تسمى آنذاك “درة التاج الملكي البريطاني” ولذلك كان لزاماً عليها إيجاد موقع جغرافي هام يربط بين كبرى مستعمراتها ولأجل تموين سفنها التجارية بوقود الفحم الحجري، وقاعدة عسكرية، لأن سفنها التجارية كانت حينها تتعرض لعمليات القرصنة البحرية، ولأن باب المندب ممر بحري هام وهمزة تواصل بين بريطانيا وكبرى مستعمراتها الهند.
لأن موقع عدن جغرافياً قد أضفى عليها أهمية بالغة وكان في تلك الفترة سبباً في ثراء مواطنيها لأنها تربط بين طرق التجارة البحرية ومن ذلك بين الوطن العربي وقارة آسيا شمالاً وبين الوطن العربي وأفريقيا جنوباً عن طريق باب المندب.
ومنها إلى بلدان العالم الأخرى ومن شبه الجزيرة العربية وإيران وعبرها إلى شمال آسيا ومنها إلى شمال الكرة الأرضية، لأن البضائع كانت تصل إليها بسفن تجارية كبيرة وتمر منها عبر سفن صغيرة إلى بلاد الشرق ووادي النيل لأن البضائع التي كانت تصل إليها حينها من الضروريات والأقمشة والعقاقير الطبية والأغذية من قمح وغيره من المستلزمات الأخرى فصارت عدن سوقاً ولذلك أقام فيها التجار الأجانب وأسسوا فيها شركات للبضائع التي كانوا يستوردونها ثم يصدرونها إلى بلدان العالم الآخر.
ثانياً : صلاحية ميناء عدن
لقد عاصر شعبنا اليمني مرحلة جديدة هي بداية حكم الأئمة “الدويلات المستقلة” بعد ما استقلت اليمن عن الدولة العباسية في عام 1528م الموافق 935ه وكانت لحج خاضعة أو ملحقة بتلك الدويلات المتعاقبة.. وكانت هي الميناء الذي ترسو عليه السفن الكبرى، نظراً لخاصية ميناء عدن، وتميزه عن غيره من الموانئ الأخرى بشبه الجزيرة العربية فقد ميزها الله سبحانه وتعالى بموقع طبيعي هام ومرموق لتكويناته الصخرية والتي جعلته محمياً من الرياح والعواصف بسبب السلسلة الجبلية التي تحيط به من كل الجوانب.
السلطنة العبدلية
يعتبر مؤسس السلطنة العبدلية التي حكمت لحج آنذاك هو “علي بن صلاح بن سوام” الذي عين من قبل الإمام “المنصور بن حسين بن قاسم” بعد توليه السلطة بصنعاء في بداية عام 1728م لكنه بعد فترة انفصل عن الحكومة المركزية بمساعدة السلطان الفضلي وسلطان الحواشب، وأصبح تابعاً لهما لفترة قصيرة ثم تخلص من تبعيتهما، وأصبح سلطاناً مستقلاً.
الأطماع الأجنبية لعدن
إن الأهمية الجغرافية التي تتمتع بها عدن جعلتها آنذاك عرضة للأطماع الأجنبية ذات الأهداف الاستعمارية التي تتصارع على مواقع النفوذ الدولي ونتيجة لذلك كانت قد تعرضت للعديد من الغزوات الحربية الهادفة لاحتلالها ابتداءً من عام 1513م ومروراً بعام 1517م وعام 1524م وكذا بعام 1530م وأيضاً في عام 1538م وهي كالتالي :
1 1513م غزاها الأسطول البرتغالي بقيادة “ الفونسو البوكيرك ري” ولم يتمكن من احتلالها.
2 1516م غزاها الأسطول الدنماركي بقيادة “فان دي بروك” وأخفق في الاستيلاء عليها.
3 1524م حاول الاحتلال التركي غزوها لكنهم بعد ذلك أرجأوا مسألة الاحتلال وبقيت قطعهم البحرية بخليج عدن.
4 1538م تم احتلال عدن من قبل القوات الغازية التركية بعد سقوط عدد من الشهداء والجرحى وتم إعدام الحكام الطاهريين، شنقاً وتعليقهم على إحدى السفن من بينهم “عامر بن داوود الطاهري ومرجان حاكم عدن واثنين آخرين” وبعدها تركوا مفرزة عددها خمسمائة جندي. وأبحروا لاحتلال باقي الأراضي اليمنية بالغزو العسكري الأول لكن الأهالي بعدن اشتبكوا مع الحامية التركية وحرروا الشهداء.
البعثات العلمية الاستكشافية
ظلت عدن محط اهتمام دول العالم في العصر القديم حيث قدم إليها العديد من البعثات الاستكشافية خلال الأعوام 1609م 1612م 1614م 1616م 1618م 1708م 1711م 1738م 1762م.
وكانت أهم تلك البعثات العلمية هي البعثة العلمية الدنماركية والتي أرسلت من قبل الملك “تيدور الثامن ملك الدنمارك” مرسلة خصيصاً لاستكشاف الجزيرة العربية تحت إدارة البروفيسور العالم “مارتن نيبور” والبروفيسور “نور هيفن” والعالم اللغوي البروفيسور “نور اسكال” والعالم في العلوم الطبيعية الدكتور كريمر والعالم في الرسومات الدكتور “بور نفند”.
كانت البعثة قد وصلت أواخر ديسمبر 1762م لكن العلماء أصيبوا بمرض الملاريا الخطير وبسببها مات البروفيسور «نور هيفن» في عام 1763م.. أما الرسام بور نفند فمات في وسط البحر قرب جزيرة سقطرى وكذلك توفي عالم العلوم الطبيعية الدكتور كريمر في 29 أغسطس 1763م في بومباي بالهند ولم يبق على قيد الحياة فقط سوى العالم مارتن نيبور فقد نجا من الموت واستطاع مقابلة الإمام عباس المهدي ملك اليمن في صنعاء.
مراحل الاحتلال
قدمت الحملة بقيادة العميد البحري جنوب بلانكث والكابتن مواري 1799م لكن جون بلانكث انضم للتعزيز بالسويس في 1800م بغرض إخراج الفرنسيين من قناة السويس.
1 مايو 1799م تم احتلال جزيرة ميون أو بريم سابقاً 1800م القوات البريطانية بعدن لأن جزيرة ميون ليس فيها مياه صالحة للشرب وذلك بضيافة السلطان محسن بن فضل بن عبدالكريم وفي عام 1802م اتفاقية مخزن للفحم الحجري بعدن.
2 اتفاقية عدن 16 سبتمبر 1802م أرسلت حكومة بومباي البريطانية آنذاك السفير البريطاني سيربوفام في أواخر أغسطس عام 1802م ثم طلب من السلطان محسن بن فضل تنفيذ طلب رغبة حكومة بومباي البريطانية في إبرام اتفاقية مع حكومة السلطان وبعد فترة وافق السلطان محسن شريطة أن تكون اتفاقية تجارية ومساعدة في المجال العسكري بالمعدات للسلطان لكي يتمكن من إحراز التفوق الحربي على أعدائه فقد كان حينها على خلاف مع السلطان الفضلي.. وتم إعداد اتفاقية من الجانب البريطاني بعد موافقة السلطان محسن بن فضل بن عبدالكريم بتكليف حاكم عدن أحمد باصل نيابة عنه والسفير سيربوفام نيابة عن الحكومة البريطانية وهكذا أحضر الأمير أحمد باصل الاتفاقية للسلطان محسن بن فضل فنظرها ووجدها مكونة من “18” مادة كلها تتحدث عن الجوانب التجارية ما عدا المادة “ 14” التي تنص عن بيع مدينة عدن للبريطانيين بمبلغ قدره السلطان.. وقد كان نص اتفاقية عدن عام 1802م بموجب اقتراح الطرف البريطاني نصياً على النحو التالي المادة “14” يتم التنازل عن الجزيرة الصغيرة الموجودة غرب الرصيف للأمة البريطانية مقابل مبلغ مالي..
يتم دفعه حال إقرار هذه المعاهدة.. بحيث تتمكن من تحصينها والدفاع عن الخليج ضد أي من أعداء السلطان الأوروبيين أو الخارجيين.
السلطان محسن بن عبدالكريم رفض بيع الجزيرة للبريطانيين , وفي اليوم الثاني رجع الأمير أحمد باصل حاكم عدن من عند السلطان أحمد عبدالكريم فضل إلى عدن ومعه المعاهدة موقعة من قبل السلطان، رافضاً فيها المادة “14” الخاصة بحيازة الجزيرة التي تقع على الجانب الشرقي من مدينة عدن.. والتي أبدى السلطان تحصينها على نحو ما يراه البريطانيون، حينها وافق السفير سيربوفام، وتم قراءة المعاهدة، بعد تعديلها من سبع عشرة مادة مستبعدين المادة “14” الخاصة ببيع الجزيرة، ثم وضع السلطان توقيعه وختمه على نسخة باللغة العربية وكذلك وضع سير سيربوفام توقيعه وختمه على نسخة باللغة الإنجليزية بعد ذلك قام سيربوفام بتحرير مذكرة إلى المركير” ولنري الحاكم العام للمملكات البريطانية في الشرق الأوسط” حيال رفض السلطان بالتنازل عن الجزيرة.. ما يلي نصها على الرغم من أنني اعتبر أن سعادتكم لن تكونوا راضين عن أي شيء أقل من حيازتها في أي وقت تختارون، إصدار الأمر باحتلالها، وفي هذا الشأن أعتقد إنه خلال وقت قصير سوف لن تكون هناك أي صعوبة.. فيما قال السلطان محسن بن فضل بن عبدالكريم: أهون على المرء أن يحرق جسده، أفضل من أن تقتطع قطعة أرض من وطنه..
3)1805م محاولة احتلال جزيرة كمران أو قمران.
4) 1817م 1820م محاولة احتلال ميناء المخا من قبل الكابتن بروس البديل للعميد جون بن انكت.
5)1833م محاولة احتلال جزيرة سقطرى أو “ سوقطرة” ورحيل القوات البريطانية منها في يونيو 1835م بعد إفشال محاولتهم من قبائل قشن المهرية بقيادة عامر بن سعيد الطوعري ضد محاولة بروس والمكلف بدلاً عن الكابتن موراي.
قائد السفينة الحربية كوت« الكوماندر بيتنورث استافورد هنس».
6)جنوح السفينة التجارية الهندية بغية سيلان.. بعرض البحر في خليج عدن في 8 فبراير 1834م “ دريا دولة” وتم إسعاف الركاب الذين كانوا فيها وجميعهم من الأجانب الغربيين وصاحب البضاعة التي عليها هندي يتاجر بها لنواب محافظة مدراس الهندية.. وتم إرسال رسول إلى سلطان لحج لأن عدن حينها كانت تابعة له، فأوصى برسالة إلى قاضي عدن علوي بن زين « العيدروس» بحل الإشكال وإنقاذ البضاعة لأن النوافذ « البحارة» رفضوا إسعاف البضاعة إلا باتفاق، فتم بعد ذلك تقسيم البضاعة إلى ثلاثة أقسام قسم لابن السلطان أحمد بن محسن بن فضل، لأنه كان له قارب كبير وواسع استطاع من حمل أكبر كمية من البضاعة، وكان هذا بحسب الاتفاق المبرم كتابياً بينهم.. وعندما الكوماندر بيتنورث استافورد هندس .. سمع بما حدث وهو في سقطرى أو اتخذ ذلك حجة على السلطان محسن بن فضل بن عبدالكريم فضل السلامي العبدلي.. وظل يبتزه مادياً، ورغم أنه تم دفع قيمة البضاعة مضاعفاً له، لكنه ظل يطالب بأكثر من ذلك، ويدعي بأن ركاب السفينة الأجانب أهينوا من قبل البحارة.. وأخذ ملابسهم ويريد التعويض عن الإهانة مادياً.. وبعد أخذ وردبا في الرسائل من قبل السلطان إلى قيادة القوات البحرية البريطانية، في بومباي، وحكومة الهند الشرقية البريطانية ثم حكومة بريطانية بلندن، وقد ساعده هندس “ هنس” أحد المسؤولين بالموافقة على الاحتلال..؟
وهكذا بدأت الإعدادات بأضخم أسطول بحري يحتوي على فرقاطات وبوارج حربية وقطع قتتاليه بحرية، وطرادات قتالية وسفن للذخيرة وأخرى للمؤن منذ نوفمبر « 1838م» توقفت العمليات الحربية البريطانية مؤخراً بسبب وفاة الملك يتدور الثاني ولما تولت ابنته الملكة فكتوريا الثانية، فأعطت الموافقة بحيازة عدن وضمها لمملكات التاج الملكي .. فتم حينها إرسال القطع البحرية الحربية المعززة لتنضم إلى القوات السابقة التي كانت تحاصر عدن من قبل وهي على النحو الآتي:
1 ثلاث فرقاطات لم تشترك بقتال جوي وإنما اشتركت بقتال بحري وأرضي وهي بناريوس وكوت وفولاج.
2 اثنتا عشرة سفينة حربية قتالية للقنص المدفعي الثقيل 3 اثنا عشر طراداً قتالياً.. تغلغليه وعائدة. 4)أربع سفن حربية قتالية 5) ثلاث سفن أخرى 6) اثنتا عشرة سفينة للمؤن والإمداد الحربي 7)اثنا عشر صفاً من السفن الحربية القتالية..
هذه القوة بقيادة الكوماندر بيتنورث استانورد هندس ، وقائد عملياتها الكابتن سميث، ونائبه الميجر بيلي.
الحسم النهائي .. باحتلال عدن..
بدأت العمليات الحربية البريطانية بواسطة البوارج الحربية تصب نيران حممها، ابتداءً من يوم “ السبت 11 يناير 1839م منذ الصباح الباكر، حتى فترة الظهيرة يومياً واستمر ذلك حتى 18 يناير 1839م لكن يوم الاثنين 19 يناير 1839 كان هو اليوم الحاسم للمعركة جرى فيه قتال ضار غير متكافئ من حيث التفوق التكنولوجي للأسلحة الحربية المتطورة بالإضافة للذخيرة المعدة بكميات كبيرة للمدفعيات والأسلحة المتوسطة والمؤن الأخرى علاوة إلى عدد كبير من القوات البريطانية.. المجهزة للقتال.. فضلاً عن القوة الهندية التي أحضرت للمساندة ..بينما كانت ذخيرة المدافعين عن المدينة قد نفذت من قذائف الأسلحة الفردية “ البنوت” خلال تسعة عشر يوماً، وما قبلها بشهرين، لكن الرجال صمدوا في وجه العدوان بقدر ما تضررت مواقع الدفاعات في قلعة صيرة، وبندر دراس، والحصون، والبوابة الشمالية وقرب جبل حديد، والبوابة الجنوبية وقرب البوابة الشمالية التي كان يتمركز فيها آنذاك اثنا عشر مدفعاً، لصد الهجمات عن مدينة عدن وهي:
اثنان منها نحاسيان بطول 18 قدماً عيار 64 رطلاً.
ثلاثة مدافع “ فوق قلعة صيرة” 1 مدفع عند “ بندر دراس” للسيطرة على الممر، مدفعان عند “ البوابة الجنوبية” مدفعان اثنان عند إطلالة الحصون في الجهة الشمالية من البوابة الشمالية مدفع قرب “ جبل حديد” أربعة مدافع صغيرة للمحافظة على الشاطئ من قرب.
نتائج المعركة
أما نتائج المعركة، فقد كانت على النحو الآتي:
1 استطاع أحد المدافعين إنزال العلم البريطاني، ووضع العلم اللحجي اليمني بديلاً له وسط الهجمات الحربية وطلقات الرصاص التي تطال جسمه..
2 ظلت بنادق المدافعين عن المدافعين عن المدينة الفردية “ البنوت” تطال الجنود البريطانيين حتى نفاد الذخيرة منها، بعد أن نفدت ذخيرة المدافع وتضررها من القصف المدفعي الثقيل من القطع الحربية البريطانية، ولم يأبهوا من التفوق التكنولوجي للمعدات الحربية والعتاد والعدة والمؤن بأسطول بحري كبير.
3 قال الميجر بيلي بعد تلقيه الأوامر من الكابتن سميث قائد العمليات المكلف بتصفية الجيوب وتجريد الأسرى، والسيطرة على المواقع، كانت النتيجة ستكون مرضية للجانب البريطاني رغم الخسائر بالأرواح، لكن اثناء تجريد 139 سجيناً عربياً، كانوا محاصرين بعد نفاد الزوارق ونزول القوة البريطانية.. وقد نفدت منهم الذخيرة والمدافع تقصف مواقع الخروج، حدثت أغرب حادثة لم يشهد مثلها أبداً، في وقت تجريد الأسرى، وقد تم حينها تسليمهم للميجر “ أزبون” المسؤول في تجريد الأسرى وأثناء تجريد السلاح الأبيض، أبدى الرجال الأسرى، مقاومة شديدة. فقد كتب بيلي.. وكان اللفتانت “دوبري” من فرقاطة صاحبة الجلالة “فولاج” وقد أرسلهم بصحبة الجنود، فاستطاعوا الهرب، بعد أن قتلوا ثلاثة من الجنود البريطانيين وجرحوا خمسة أخرين وولوا هاربين.. وتبقى حادثة محزنة أثناء تجرير 140 أسيراً وتم تسليمهم للميجر “أزبون” ابدى أحد الجنود البريطانيين خشونة في أخذ السلاح فسمعنا حينها صرخة مدوية، بعد أن اخرج العربي خنجره، وقتل الجندي وسمعنا طلقات الرصاص واستل كل عربي خنجره.. ووجهه إلى أقرب بريطاني.. حدث ذلك في دقيقة واحدة، وثم هرب بقية الأسرى، وكانت النتيجة بعد ذلك بأن قاوم البريطانيون بأسلحتهم النارية وبأي سلاح، حيث كان ثمانية من الجنود البريطانيين ممددين على الأرض اثنين صرعى والباقون جراحهم خطيرة.. جداً.. مات بعد ذلك واحد أو اثنين.
خسائر الجانب البريطاني
بقدر ما كانت النتيجة النهائية.. هي كالآتي:
1 15 قتيلاً بريطانياً منهم 8 من حادثة الأسرى الهاربين.
2 أصيب هندي “هنز” برصاصة مست رأسه لم تجرحه جرحاً بليغاً.
3 أصيب “سميث” برصاصة برأسه بجرح طفيف.
4 ومن ضمن القتلى: طعن رقيب بريطاني قتل على إثره، جرح أربعة جنود من الفوج الأوروبي، جرح المترجم البريطاني العربي، قتل رقيب من الفوج الأوروبي، قتل واحد من الفوج الأوروبي.
خسائر الجانب العربي
أما خسائر الجانب العربي هي:
1 40 فقدوا نهائياً.
2 25 جروحهم خطيرة.
3 جرح راجح العزيبي توفي بعدها في اليوم الثاني متأثراً بجراحه.
4 جرح علي بن سلام الذي كان يقود المعركة للدفاع عن المدينة.
5 استشهد 139 شخصاً.. حسب المعلومات من الجانب البريطاني..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.