مهمتنا الاساسية هي كيف نستعيد الدولة ، الدولة التي رافقت احلامنا زمنا طويلا ورفعنا رايات النضال من اجلها لتسع سنوات عجاف ، قدمنا خلالها قوافل من الشهداء والجرحى ، ولازالت ضريبة الحرية تدفع من دماء وارواح ابناءنا البواسل بصورة مستمرة يوما اثر يوم . مؤكد ان قيادة عدن الحالية ، استلمت هذه المحافظة وهي عبارة عن اطلال وركام ، وتركة ثقيلة من مخلفات عهد بائد، ترك اثراً بالغ التشوية والقبح ، وعلى الرغم من اننا تجاوزنا ذاك العهد المؤلم ، الا ان اثارة لازالت ماثلة للعيان وتكرس بصورها المختلفة ، تحاول التشبث باي شيء كالغريق الذي يحاول التقاط ولو حتى ( قشة ) ولكنها الحركة الا ارادية التي تحضر لحظة لفظ الانفاس الاخيرة . الدعامة الاساسية لأي دولة هي الامن والاستقرار وفرض هيبة النظام والقانون ، بدون هذا لا يحق لأي انسان ان يتحدث عن شيء اسمه دولة ، لان الامن والاستقرار هو الذي يعطي المناخ المناسب لاستمرارية عجلة الحياة ، ويبث النشاط على كافة اصعدتها . الخوف والجوع هما كرة الهدم للمجتمعات ونحن في الجنوب جربنا هاتين الصفتين ،وعانينا منهما معاناة قاسية ، ولكن بعد ان منّ الله علينا بالنصر وهذا كان من فضلة اولا وبفضل تضحيات الابطال من ابناء شعبنا ثانيا، وما كان له ان يتحقق لولا تظافر الجهود من كل ابناء الجنوب الاحرار على امتداد رقعته المترامية الاطراف. اليوم بلدنا بأيدينا ولازال هناك من يعكر صفو هذا الانتصار بإحداث بعض الاختراقات الامنية ، ولكننا نستطيع ان نسد هذه الفجوة إذا تظافرت جهودنا مجدداً ، لان الوطن هذا وطنا جميعا ، ولم يكن ملكا لاحد بعينة ، ونحن جميعا على ربوعه ، نتقاسم ( الزين و الشين ) . إذا اختل البلد كلنا سندفع ثمن هذا الاختلال ، ولذلك فإن من لدية اعتقاد ان هذه هي مهمة الشرطة وحدها سيكون باعتقاده هذا مخطئاً. ان أمن هذا البلد لا يقع على عاتق عيدروس وشلال وحدهما ، ولكنه يقع على عاتق كل مواطن شريف غيور على وطنه وشعبه . وكل مواطن هو رجل أمن اينما وجد في المدينة ، في الشارع ، في الحي ، في الوحدة السكنية ، في الحافة ، أين ما تكن يا أبن الجنوب ضع نفسك كارجل أمن ، وبهذا وحده نستطيع القضاء على هذه الاختلالات الامنية التي تعكر صفو الحياة بين حين و آخر ، فهي بالواقع دخيله على شعبنا ومجتمعنا ، ولم تكن من عاداتنا وتقاليدنا ولا من ثقافتنا . انا على يقين ان شعبنا العظيم بالجنوب شعب غيور ، شعب يعشق الحرية ، ويحترم النظام والقانون ، وهو شعب لا يستطيع العيش خارج أطار الدولة ، وليس بإمكان أياً كان ان يعيد هذا الشعب المدني المتحضر الى الغابة ، حيث تهيمن القوة والهمجية واحتقار الحياة ، وبالذات المجتمع المدني في عدن الذي عرف الحياة المدنية على مدى مائتين عام خلت ، المجتمع الذي تعلمنا منه فنون الحياة ومعنى ادمية الانسان . نعم نستطيع يا ابناء الجنوب ان نحقق حلمنا وان نستعيد دولتنا ، دولة المواطنة المتساوية ، دولة الحقوق والحريات دولة العدل ، دولة الامن والامان والاستقرار، التي ننعم فيها بالعيش الكريم والحياة الهانئة الرغيدة ، ولكن هذا لا يتحقق إلا اذا كنا جميعنا أمن هذا البلد ، بأمانة وإخلاص وتجرد ونكران الذات . علينا جميعا يا ابناء الجنوب ان ننبذ هذا القبح ، وان نقف صفا واحدا حياله ، مثل ما وقفنا صفا في وجه اسياده واعدناهم خائبين الى زرائبهم المبثوثة . هذه القوى يا ابناء شعبي ، لا يجب ان تكون لها حاضنة شعبية بين صفوفنا لأنها لا تجلب الا الموت والخراب .