إسقاط طائرة تجسس حوثية في شقرة بمحافظة أبين    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    تأجيل مباريات الخميس في بطولة كرة السلة لأندية حضرموت    القوات المسلحة الجنوبية تحبط هجوما للقاعدة في أبين    السكرتير السابق للشيخ الزنداني يكشف مفاجأة عن تصريحه المتداول حول ''عودة الخلافة'' في 2020    دراسة: اقتصاد العالم سيخسر 20% بسبب التغيرات المناخية    عن العلامة اليماني الذي أسس مدرسة الحديث النبوي في الأندلس - قصص رائعة وتفاصيل مدهشة    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    المهندس صعتر و جهاد الكلمة    أضرار مادية وخسائر بشرية بسبب الفيضانات شرقي اليمن وإغلاق مدينة بالكامل    ترحيل آلاف اليمنيين من السعودية    ريال مدريد يثأر من مانشستر سيتي ويتأهل إلى نصف نهائي أبطال أوروبا    ركلات الترجيح تحمل ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب السيتي    ليلة للتاريخ من لونين.. وخيبة أمل كبيرة لهالاند    نعيبُ جمهوريتنا والعيبُ فينا    أهلي جدة: قرار رابطة الدوري السعودي تعسفي    حراس الجمهورية تجبر ميليشيا الحوثي التراجع عن استهداف مطار المخا    الكشف عن استحواذ جماعة الحوثي على هذه الإيرادات المالية المخصصة لصرف رواتب الموظفين المنقطعة    الحوثيون يضربون سمعة "القات" المحلي وإنهيار في اسعاره (تفاصيل)    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    فضيحة قناة الحدث: تستضيف محافظ حضرموت وتكتب تعريفه "أسامة الشرمي"    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    حضرموت تستعد للاحتفاء بذكرى نصرها المؤزر ضد تنظيم القاعدة    "ليست صواريخ فرط صوتية"...مليشيات الحوثي تستعد لتدشين اقوى واخطر سلاح لديها    ثلاث مساوئ حوثية أكدتها عشرية الإنقلاب    فيديو اللقاء الهام للرئيس العليمي مع عدد من كبار الصحفيين المصريين    دوري ابطال اوروبا ... ريال مدريد يطيح بمانشستر سيتي ويتأهل لنصف النهائي    مأساة إنسانية: صاعقة رعدية تُفجع عائلتين في تعز    اليمن: الكوارث الطبيعية تُصبح ظاهرة دورية في بعض المحافظات الساحلية، ووزير سابق يدعو لإنشاء صندوق طوارئ    على رأسهم مهدي المشاط ...ناشطة حوثية تدعو إلى كسر الصمت حول قضية السموم الزراعية في اليمن    رافقه وزيري العمل والمياه.. رئيس الوزراء يزور محافظة لحج    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    انس جابر تعبر الى ثمن نهائي دورة شتوتغارت الالمانية    استقرار أسعار الذهب عند 2381.68 دولار للأوقية    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    محافظ المهرة يوجه برفع الجاهزية واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية تحسبا للمنخفض الجوي    وفاة وإصابة 162 مواطنا بحوادث سير خلال إجازة عيد الفطر    أبناء الجنوب يدفعون للحوثي سنويا 800 مليون دولار ثمنا للقات اليمني    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    مصير الأردن على المحك وليس مصير غزة    من هم الذين لا يدخلون النار؟.. انقذ نفسك قبل فوات الأوان    باريس سان جيرمان يرد ريمونتادا برشلونة التاريخية ويتأهل لنصف نهائى دورى الأبطال    نيابة استئناف الامانة تتهم 40 من تجار المبيدات والأسمدة بارتكاب جرائم بيئية وتعريض حياة الناس للمخاطر    الكشف عن آخر تطورات الحالة الصحية للفنان عبدالله الرويشد    ارنولد: انا مدين بكل شيء ل كلوب    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في حوار له : صغير بن عزيز ...هناك من يسعى لتأسيس دويلات قبلية داخل الدولة
نشر في لحج نيوز يوم 10 - 10 - 2012

يؤمن بأن المرحلة الراهنة تقتضي من القوى السياسية والاجتماعية، التصالح والتسامح والابتعاد عن الحماقات من أجل الحفاظ على اليمن، «اليمن في الرمق الأخير إذا ما لحقناه وتعاونا وتداركنا أمره خرجنا من النفق، وإلاِّ فليس هناك من مصير إلاِّ الموت» بهذه العبارات الصادقة استهل حديثه الشيخ صغير بن عزيز عضو مجلس النواب، في هذا الحوار الذي تطرق فيه لقضايا عدة، عن الأزمة وكيف أثرت سلباً على السلم الاجتماعي في اليمن، وعن الشيخ المرحوم عبدالله بن حسين الأحمر الذي وصفه بن عزيز بمثابة الأب، وعن سر تعكير صفو علاقته باللواء علي محسن وما يلفت الانتباه، كيف أن بن عزيز رغم جراحه المثخنة يسمو، وترى على حائط مجلسه صوراً متعددة للزعيم علي عبدالله صالح، واللواء علي محسن الأحمر، والعميد أحمد علي عبدالله صالح، وصورة أخرى تحمل مدلولاً في قلبه هي للشيخ المرحوم عبدالله بن حسين الأحمر، ويتضمن هذا الحوار مواقف وآراء تستحق أن تقرأ.. فإلى نص الحوار:
ما تقييمك للأوضاع في اليمن الآن؟
بداية يسعدني الحديث إلى صحيفة «الوحدة» التي يحمل اسمها مدلولاً عظيماً في قلوب كل اليمنيين، أما بالنسبة لسؤالك عن الأوضاع في اليمن الآن، فنحن نأمل من الله العلي القدير أن تسير الأمور باتجاه ماهو أفضل ويصب في مصلحة شعبنا اليمني بشكل عام، إلاّ أنني أرى من وجهة نظري الشخصية، أن هناك تنصلاً من بعض الأحزاب في تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، باعتبار هذه المبادرة هي التي أخرجت اليمن من أزمة طاحنة كادت أن تعصف به نحو الكارثة، لكن بفضل الله تعالى ثم بحكمة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي لم يألُ جهداً منذ بداية الأزمة وهو يتحدث مع الإخوة في المعارضة ومن معهم بالقول بإنه ليس طامعاً في السلطة، ولن يسلم البلاد إلاّ إلى إيادٍ أمينة، لن يسلمها للخراب والفوضى، ولكن سيسلمها عبر انتخابات ديمقراطية وهذا ماحدث فعلاً وما تم بحمد الله وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية الموقع عليها من الأطراف المتصارعة، ومن ثم تم تشكيل حكومة الوفاق الوطني 50% للمشترك وشركائه، و 50% للمؤتمر وحلفائه، وحقيقة مثل هذا الأمر كان معروضاً على المعارضة قبيل المبادرة بإن يعطوا 50% من الحكومة، لكنهم أخذتهم العزة بالإثم للمضي باليمن نحو أزمة طاحنة كادت أن تسوقه نحو المجهول، واليوم ينبغي على تلك الأحزاب الابتعاد عن التعطيل وعدم التلكؤ في تنفيذ بعض بنود المبادرة الخليجية أو الاقتصار على ما هو في صالحهم فيما مصلحة الوطن لا يلتفت إليها، وأعتقد أن الأمور إذا سارت في هذا المنحى فتستسفر عما لا تحمد عقباه، وستفضي وإلى ما لا يرضاه الخيرون في اليمن ولا تلبي تطلعات وطموح هذا الشعب الصابر، لذا من الواجب أن تسعى تلك القوى لتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بكامل بنودها دون انتقاء من أجل الوصول بالبلاد إلى بر الأمان.
ما الذي تراه لم ينفذ من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية؟
يا أخي هناك تلكؤ في رفع الاعتصامات من الساحات، هناك مجاميع مسلحة موجودة في بعض مناطق العاصمة صنعاء، والمدن الأخرى مثل تعز وعمران، ناهيك عن أن بعض الالوية المنشقة لازالت تسيطر على بعض المباني الحكومية في محافظة عمران، تعز المدينة الحالمة هي الأخرى لايزال المسلحون داخل أحياء هذه المدينة التي كانت يوما ما مدينة آمنة ومدنية، والآن سادتها الفوضى، وكذلك المسلحون في أرحب وعلى طريق فرضة نهم، المسلحون متواجدون بجانب الطرقات ويمنعون بعض الوحدات العسكرية من التحرك، ثمة تلاعب واحتيال حتى جامعة صنعاء لم تعد في مأمن، فهي محاصرة بمسلحون وبمليشيات من جامعة الإيمان والفرقة الأولى مدرع وبعض من القوى التي تسعى لإثارة الفوضى في البلاد، والطامة الكبرى هي أن الحصبة لاتزال مغلقة وكأنها ليست جزءاً من العاصمة صنعاء.
بصفتك برلمانياً، مارأيك في أداء الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي؟
أداء فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، جد ممتاز فالرجل يحاول تجاوز الصعاب للمضي قدما لإخراج اليمن من محنته الراهنة، فهو يمضي بخطى ثابتة من أجل اخراج هذا البلد إلى بر الأمان، ولكي يعود الأمن والاستقرار إلى أرجائه ويحفظ وحدته الوطنية، وهذا أملنا كيمنيين جميعا في الرئيس، لكن ثمة تحيزاً نوعاً ما في قرارات الرئيس، أدرك تماماً بإنه يريد إرضاء الجميع من أجل الخروج بالبلاد من أزمتها الراهنة، لكنني على ثقة أنه مهما عمل لهذا الطرف فهو يطمع بالمزيد من أجل مصالحه وليس من أجل مصلحة الوطن.
التقى الرئيس بكم كأعضاء في مجلس النواب، وحملكم مسؤولية الخروج بالوطن إلى بر الأمان، في اعتقادك ما المطلوب منكم كبرلمانيين في المرحلة الراهنة؟
فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، قال هذا الكلام بمسؤولية، لأنه يدرك ويعرف بإن البلاد أمانة في أعناقنا جميعاً، كسلطة تنفيذية - الدولة - برئاسة فخامته، والحكومة برئاسة الأستاذ محمد سالم باسندوة، هذه السلطة التنفيذية وكذا السلطة التشريعية الثانية في البلاد، ناهيك عن السلطة القضائية، هذه السلطات الثلاث هي مسؤولة كما أشار مسؤولية قانونية ودستورية، وعلى عاتقها جميعا تقع كامل المسؤولية ولن يغفرلها التاريخ إذا لم تخرج البلاد من هذه المحنة إلى بر الأمان.
لذا فعلينا كأعضاء مجلس النواب - للسلطة التشريعية - في البلاد، التقارب والتآزر ومساعدة فخامة الرئيس من أجل نجاح مهمته والمضي بالبلاد نحو انتخابات 2014م، وبناء الدولة اليمنية التي تكفل لليمنيين الحياة الكريمة والمساواة والعدل، وكلنا معه ولابد أن يكون منصفاً للجميع وهذا أملنا بلا شك فيه..
بصراحة وأنا في منزلك، أنتم كمشائخ وأعضاء في البرلمان عسكرتم الحياة.. مسلحوكم يملأون الشوارع والأحياء، فكيف ستؤمنون البلاد وأنتم من تصنعون المظاهر المسلحة؟!
حقيقة لا أخفيك القول، أن ما تلاحظه علينا معّيب ولا يشرف أحداً، فنحن فعلاً كأعضاء في مجلس النواب أكثر من يحمل السلاح والمرافقين الكثر، وهذا ليس فخراً أو للتفاخر، نحن والله مجبرون على فعل ذلك، لأن هناك أشخاصاً بعينهم في مجلس النواب لا يتحركون إلاّ بعشرات السيارات والمرافقين المدججين بالسلاح، ومع ذلك نحن موافقون على أن يمنع حمل السلاح داخل العاصمة، وفي عواصم المحافظات وعلى مستوى المديريات، لكن بشرط أن يكون الجميع سواسية تحت طائلة القانون، أما أن يكون شخص معه عشرات السيارات ويستهدف أشخاصاً ولا يحترم أحداً، والآخر يمنع ويجب أن يلتزم بالقانون فهذا ليس منطقياً، يجب أن يلتزم الجميع بالقانون، وهؤلاء من افتعلوا الأزمة فيهم من هو معترض على قانون تنظيم حمل وحيازة السلاح الذي لم يخرج من أدراج البرلمان من قبل أربع سنوات، أما نحن وأخص كتلة المؤتمر الشعبي العام في البرلمان، فهم من يسعون من أجل أن يرى هذا القانون النور ويطبق على حيز الواقع، لكن هناك معترضين على مشروع هذا القانون داخل مجلس النواب لا يريدون إلاّ الفوضى والخراب والدمار في اليمن ولا يحبذون إلاّ مصالح أنفسهم..
.. من هؤلاء بالضبط الذين يعرقلون القانون؟!
هؤلاء يعرفهم شعبنا اليمني بأكمله، يدرك بأن هؤلاء الأشخاص هم من يقفون حجر عثرة أمام إصدار هذا القانون، وهم بعملهم هذا يهدفون إلى زعزعة الأمن والاستقرار وإلى عرقلة النظام والقانون والدستور..
أفهم من سياق كلامك كشخصية برلمانية وقبلية بأنك لا تمانع من خروج هذا القانون إلى حيز النور؟!
نعم.. أنا مع صدور قانون تنظيم حمل وحيازة السلاح، مع تنفيذه ومع أيضاً عدم حمل السلاح إلاّ بتصريح ولعدد محدود ولأوقات أيضاً محددة وفقاً للقانون..
واجهت عملية بناء الدولة معوقات كثيرة منها القبيلة ممثلة بسلطة المشائخ، بالأمس لاحظنا تحالفاً جديداً لقبائل اليمن، فهل هذا التحالف يرمي لبناء دولة مدينة حديثة؟
هم هؤلاء ولو قاطعتك هم الذين يريدون عرقلة القوانين يريدون الفوضى وقبيلة الدولة المدنية، ويسعون من وراء هذه التحالفات إلى أن تكون لهم دول داخل الدولة، وهؤلاء هم الذين يسعون إلى تشويه سمعة القبيلة التي لها الدور الأبرز في مساندة الدولة، وثمة حقيقة أن الدولة المدنية لا تتعارض مع القبيلة التي تعد النواة والبداية لنشوئها، فمثلاً حينما تسأل قبيلي في أي مكان في اليمن ما الذي ينشده، يجيب عليك بأنه يريد الأمن والاستقرار، يريد أن يترك حمل السلاح، وأن يمشي آمناً مطمئناً.
وهنا لا تتحمل الدولة وحدها مسؤولية هذه الظاهرة - حمل السلاح - لا بد أن يتعاون المواطنون جميعهم للإقلاع عن هذه الظاهرة، فكما أشرت الدولة وحدها لا تستطيع أن تنفذ القوانين إذا لم يكن هناك تعاون لتجاوز هذه المشكلة.
ولا أخفيك أن الدولة المدنية لا تمثل خطراً على القبيلة، وإن وجدت القبائل المتعلمة، التي تسعى وتنشد الأمن والاستقرار ولا تبحث عن مصالح شخصية، والقبيلة بمفهومها العام لها دور كبير في التعاون مع الدولة، فهي التي ساندتها في ثورة ال 26 من سبتمبر 1962م، وال 14 من أكتوبر 1963م، في دحر تمردات فلول الإمامة والاستعمار، كما أن للقبيلة دورا في إرساء الأمن والاستقرار ولها أدوار شتى لا يسعنا هذا الحيز لسردها، لكن هناك مشائخ تتبعهم قبائل لا يريدون دولة مدنية تتعارض مع مصالحهم وتلبي احتياجات المواطن من الأمن والاستقرار، وهؤلاء المشائخ لا يحبذون إلاّ أن تستمر سلطتهم ونفوذهم على الدولة وعلى النظام والقانون، وهؤلاء يعرفهم شعبنا، ولا أحد يستطيع أن ينكر هذا أبداً.
.. لكن ألا ترى أن هذا التحالف يخدم الدولة المدنية؟
كلاّ لا يخدم الدولة المدنية لأن هؤلاء الأشخاص لا يريدون إلاّ مصلحة أنفسهم، فالذي يسعى إلى الأمن والاستقرار لا يغلق مناطق داخل العاصمة ولا يدخل إليها المسلحين، من يسعى للدولة المدنية يهدم المتارس ولا يعيدها كرتها الأولى، وأيضاً يقوم برفع المعتصمين من الساحات، ويخلي الشوارع التي بني فيها بالبلك وأصبحت مباني داخل الشوارع، من يريد المدنية ويسعى إليها عليه أن يجمع قبائل وعلماء وشخصيات اجتماعية ومثقفين، ومن ثم يسعى لأجل التسامح والتصالح، ومن أجل رفع المسلحين من العواصم، وكذا فتح الطرقات وعدم قطع خطوط الكهرباء وضرب أنابيب الغاز والنفط ويتعاون مع الدولة، ولا يتجه إلى جمع هذه التحالفات من أجل حماية نفسه، وحماية حزب محدد، من يريد الدولة المدنية حقاً يجعل التحالفات تصب في مصلحة الوطن، ويجعل التكتلات تعمل على نسيان الماضي ونبذ الحقد والسعي من أجل الحفاظ على اليمن، اليمن في الرمق الأخير إذا ما لحقناه وتعاونا وتداركنا أمره خرجنا من النفق وإلاّ فليس هناك من مصير إلاّ الموت.
ما سر اختلافك مع اللواء علي محسن وأنتما حليفان خضتما حرباً ضروساً ضد الحوثيين؟
حقيقة ليس بيننا وبين علي محسن أي خلاف، بالعكس بيننا تحالف، والذي جعلنا لا نتفق معه في الخط الذي اختاره، هو وجود الحوثيين من ضمن التشكيلة التي افتعلت الأزمة في البلاد، وهذه من الأشياء الأساسية التي جعلتنا نفترق معه، لأن الحوثي من وجهة نظري ليس عدواً لنا ولا عدواً لأشخاص، وإنما هو عدو لليمن بشكل عام لأنه ينتهج نهجاً مرفوضاً في اليمن، نهج خارجي، وأي شخص له نهج أو فكر أو معتقد ويستمد قوته من الخارج فهذا غير مرحب به من الداخل، ونحن لا نحبذ الاقتتال مع أي أحد لا الحوثي ولا غيره.
أما بالنسبة لعلي محسن فقد تعلمنا منه ومن الوالد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر - رحمه الله - أن لا خروج على ولي الأمر، تعلمنا منهما هذا وأحببنا أن نكون في هذا الخط الذي انتهجاه ووقفنا إلى جانب الشرعية، لأن هذا في معتقدنا ومجرانا هو الصحيح، لأننا لا نحب الفوضى ولا المشاكل،نؤمن بالأمن والاستقرار، وأرى أن خروجهم عن الشرعية باعث على الفوضى وزعزعة الاستقرار والسكينة العامة للمجتمع.
.. لكن الرجل يدعي أنه خرج ليحمي الساحات؟
نعم خرج ليحمي الحوثيين في ساحة الجامعة.
كيف يصدق هذا وهو عدو لهم؟
لا أستطيع أن أنكر أنه عدو لهم، لكن هو يفهم في السياسة، بينما نحن لا نفهم فيها، نحن نفهم في المواقف، واخترنا أن نقف مع الشرعية، بقناعة تامة.
هل ثمة تواصل بينكما؟
ليس بيننا أي تواصل إطلاقاً ولا حتى لقاء.
ما الدافع من - وجهة نظرك - وراء دخول حزب الإصلاح في مواجهات دامية مع الحوثيين؟
دعني اتساءل متى قد هاجم الإصلاح الحوثيين، أذكر لي واقعة واحدة توضح أن الإصلاح فعلاً أقدم على هذا العمل.
الإصلاح في حقيقة الأمر في موقع المدافع ومن يهجم عليه هم الحوثيون وفي هذه الحالة ينكسرون أمامهم ومن ثم يطالبون الصلح، فالإصلاح كما اسلفت ليس لديه نية أبدا في مواجهة الحوثيين، صحيح هناك أجندة سياسية يتبعونها، كقدرتهم واستعدادهم للتصالح مع الحوثي ومع غيره كالمخربين، الإصلاحيون يتصالحون مع من يرون أن مصلحتهم معه، ومع من سيغلبهم، فهم مستعدون أن يسلموا صعدة للحوثي، وكذلك حرف سفيان مقابل أن يسلمهم الحوثي من الأذى.
.. الحوثيون أصبحوا جزءاً من التسوية السياسية؟
بلا شك نحن مع التسوية السياسية ولا مانع من الحوار مع الحوثي أو غيره، بالرغم مما عانيناه من الحوثي وما عمله فينا، ووقوفنا ضده عن قناعة ودفاعاً عن النفس، وفي حقيقة الأمر نحن لم نعتد على الحوثي، بل هو الذي اعتدى على مناطقنا وقرانا وأخرجنا منها قسراً، ومع ذلك قاتلناه ما استطعنا وتخلى عنا كل الناس، وقناعاتنا جعلتنا نواجهه، ولن نقبل أن يكون الحوثي دولة علينا لكننا في ذات الوقت سنقبل بالتحاور معه وأيضاً بالتصالح، ولكن متى ما وضع السلاح، ومتى ما قبل بأن لا يفرض فكره ومعتقده بالقوة على أي شخص، متى ما قبل أن يتخلى عن السلاح ويصبح مواطناً مثلنا، هنا سنقبل بهم وسنتحاور ونتصالح ونتسامح معه، وليس لدينا أية مشكلة في ذلك.
.. ومع الإصلاح؟
الإصلاح أو الحوثي إن كانا لديهما مشروع وطني يخدم البلد ويحقق أمنه واستقراره، بدون اللجوء إلى السلاح سنقبل بهذا المنطق، وأما من يجعل السلاح والعنف أداة لفرض فكره ومشروعه فلن نقبل بذلك ما حيينا، لا من الإصلاح ولا من الحوثي، ولا حتى من غيرهم وسنقاتل بلا شك من يريد فعل ذلك، ومع ذلك نحن نؤمن بالتصالح والتسامح والتعايش في ظل الدستور والنظام والقانون ومن أجل مصلحة الوطن.
بضعة أشهر تفصلنا عن انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، ما هي توقعاتكم بشأن قدرة المؤتمر على حل القضايا الجوهرية العالقة في اليمن؟
بلا شك لا بد أن يحمل الحوار الوطني في طياته معالجات لكل المشكلات والقضايا العالقة، وتصاغ من خلال نتائجه ومخرجاته معالم اليمن، ونعلق الآمال على نجاح هذا المؤتمر، لعل من أهم القضايا العالقة التي يجب التعامل معها بجدية القضية الجنوبية، فهناك قضايا حقوقية وقضايا شخصية لأبناء الجنوب يجب الحرص على معالجتها، ونثق بأن إخواننا في الجنوب حريصون على الوحدة واستمرارها أكثر من غيرهم، لأنهم وحدويون حتى النخاع، أما بالنسبة لقضية صعدة، فالحوثي لا يحمل قضية لأنه جاء بمعتقد وفكر من الخارج يريد فرضه بالقوة وهذا مرفوض، رأينا كيف شرد أبناء صعدة لأنهم خالفوه الرأي ولديهم أفكار لا تنسجم مع ما يطرحه الحوثي، لذا فرض هيبته وسيطرته بقوة السلاح، وزج بالمئات من أبناء صعدة في السجون، وهذا ما يؤكد عدم حمله لقضية.
ثمة من يطرحون خيار الفيدرالية كمشروع لنظام الحكم، وهذا الأمر ليس قراراً حكومياً ولا سياسياً من حق الدولة أن تنفذه، لكن القرار هنا للشعب اليمني هو من يحق له أن يختار نظام الحكم الذي يريد.. أبناء الشمال والجنوب هم المخولون باختياره، وحتماً سيختارون الطريق الصحيح الذي يخدم مصلحة الوطن، وأنا شخصياً على ثقة بأن الجميع وكل انسان يمني غيور وكل يمني حر لن يقبل بغير الوحدة، أما مسألة صياغة الدستور الجديد فلا أرى أن الشرق أو الغرب هم الذين سيصيغون لنا دستورنا الذي يتماشى ويتعايش ويلائم طبيعة مجتمعنا اليمني، وبلا شك أن مجتمعنا هو المعني باختيار نظام الحكم الذي يناسبه ويتلاءم مع عاداته وتقاليده ومعتقداته، وشعبنا فيه من القدرات المؤهلة للقيام بهذا العمل، ولا حاجة لنا للاستعانة بأي أحد من الخارج.
حقيقة الآمال معلقة على نتائج هذ الحوار والمواطن في الشارع ينشد الأمن والاستقرار يبحث عن لقمة العيش، وأنتم كنخب سياسية يجب أن تتوافقوا لمصلحة البلد؟
يا أخي أنا مع ما تقول وعلينا واجب جميعاً كقوى سياسية ووطنية واجتماعية أن نسعى للتوافق من أجل مصلحة شعبنا في أن يعيش حراً كريماً في وطن آمن ومستقر، حقيقة نحن في المؤتمر والمشترك نتقاسم السلطة، لكن المؤتمر الآن رغم أن المرحلة الراهنة توافقية يعاني من الإقصاء والانتقام حتى على مستوى أدنى الوظائف في جهاز الدولة، فيتم إقصاء القيادات الإدارية التابعة للمؤتمر بصورة لا تخدم التوافق ولا تخدم اليمن، نحن حقا مع تنفيذ قانون التدوير الوظيفي وتطبيق القوانين بشكل عام، قانون الخدمة العسكرية، وقانون الخدمة المدنية، والتدوير الوظيفي، باعتبار هذه القوانين رائعة جداً لو طبقت لكفت الناس القيل والقال، لماذا يستبعد فلان ولماذا عينوا علان!
الآن الذي يحدث في جهاز الدولة تعيين أشخاص حزبيين لا علاقة لهم بالوظيفة العامة وخاصة في المستويات المتوسطة والدنيا، والتي تحتاج إلى فنيين وإلى خبرات ومؤهلات، بمعنى أن الوظيفة العامة أصبحت الآن في ظل التوافق وظيفة حزبية، وهذا العمل لا يخدم البلاًد، نحن الآن فعلاً بحاجة إلى الابتعاء عن الحماقات ويجب الدعوة إلى التصالح والتسامح والابتعاد عن المكايدات السياسية والحزبية والعمل بجد من أجل خدمة الوطن والمواطن.
لو افترضنا أن هناك مشروعاً للصلح بينك وبين أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر - رحمه الله - فهل ستتسامحون؟
نعم.. نحن مستعدون للتصالح والتسامح من أعلى مستوى إلى أدنى مستوى، فمن الواجب علينا جميعاً نحن وهم التصالح والتسامح في ظل الدستور والقانون ومن أجل مصلحة البلاد، وأي طرف منا أو منهم مدان إدانة صحيحة وشرعية يجب أن يسلم للقضاء ليحاسب ويعاقب وفقا للقانون، وعلى ضوء هذا يتم التصالح والتسامح في كل الاتجاهات من أعلى مستوى إلى أدنى مستوى ليس لدينا إشكالية في ذلك.
طيب هل يمكن أن تفتحوا صفحة جديدة، فما الصورة المعلقة على جدران منزلك للشيخ الفاضل عبدالله بن حسين الأحمر إلا دليلاً على توقير واحترام هذا الرجل؟
الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر - رحمه الله - كان بمثابة والدي، بمثابة أب لنا وللكثير من اليمنيين، ونحن نقدره ونجله ونحترمه في حياته وفي مماته، لأن بينه وبين والدي رحمه الله عليه حلفا كبيرا ولولا تصرفات بعض أولاده التي لا تليق بهم كأولاد للشيخ عبدالله، لما خرجنا عن التحالف معهم، وأؤكد لك كل التأكيد وقد بينت ذلك لغيرك بأننا لم نهاجم أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر أو نعتدي عليهم، بل هم من هاجمونا واعتدوا علينا، بعد أن سكنوا حديثاً بجوارنا وبدأوا يتحرشون بنا، ونحن فقط وقفنا مدافعين عن بيوتنا وأنفسنا وعن الشرعية ضد تسلطهم وتكبرهم ليس علينا فقط بل على الجميع، ومع ذلك أكرر لك بأننا على استعداد لأن نتصالح ونتسامح في ظل تسامح وتصالح يشمل الجميع من أجل اليمن.
ما تأثيرات الأزمة التي مرت بها البلاد خلال العام 2011م على السلم الاجتماعي من وجهة نظرك؟
الأزمة الخانقة التي مرت بها البلاد أثرت تأثيراً كبيراً على السلم الاجتماعي، وبعثت بقضايا جديدة من تحت الرماد وثمة مشاكل جديدة، وكذا أحقاد نبشت قضايا كانت مغلقة ومقفلة، فعلى مستوى المظاهر المسلحة، كنت قبل الأزمة بل جميعنا يستحي أن يمشي بمرافقين مسلحين داخل أمانة العاصمة، بل وصل الأمر إلى درجة عدم حمل السلاح في الأمانة أو أي مدينة من مدن عواصم المحافظات، لكن الأزمة رمت بظلالها السلبية وغيرت هذا كله، مما أدى إلى أن تصبح الأمانة أكثر مخافة من القرية والأرياف وهذا أبسط مثال.
كيف ننهض باليمن ويتحقق التطور وتتحقق التنمية؟
لن تتحقق تنمية ونهضة في هذه البلاد إلاّ بالتعليم وبوجود الأمن والاستقرار، ولن يتحقق التطور إلاّ بنوايا صادقة ومخلصة تبتعد عن الأحقاد والمصالح الشخصية وعن الولاءات الضيقة، إذا تجاوزنا ونظفنا قلوبنا من كل هذه الشوائب مجتمعة حينها سننهض ويتطور اليمن.
ما هي رؤيتك للمستقبل في اليمن؟
أرى بأن المستقبل سيكون إن شاء الله أفضل كما تحدثت سابقاً، بتآزر وتعاون الجميع، لكن إذا ظل كل طرف متمسكاً برأيه وولائه الضيق لحزبه، ولمصلحته فقط ولا يتلفت لمصلحة البلاد فسيكون مستقبل الوطن لا يرضي أحدا وهذا ما لا أتمناه.
هل أفهم من سياق حديثك بأنك لست متفائلاً؟
أنا لست متفائلاً، إذا استمر الحوثي يفرض فكره ورأيه بقوة السلاح وبعنجهية وعدم احترام الآخر، فمثل هذا العمل يعرقل الحوار، وكذلك حزب الإصلاح إذا استمر في سياسة ليِّ الذراع للحصول على مكاسب سياسية ضيقة بقطع الكهرباء والطرقات ومضايقة وإقصاء الموظفين من وظائفهم فمثل هذين الأمرين لا يوحيان بمستقبل أفضل، لماذا لا يتعلم هؤلاء من الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قدم خدمة كبيرة للبلاد أثناء فترة حكمه وأثناء الأزمة بتخليه عن السلطة دون إراقة دماء وعلى أساس النهج الديمقراطي، وهو صندوق الانتخابات، إذن يجب أن يستمر البذل والعطاء من الجميع وإنكار الذات لأجل الوطن..
اسبوعية الوحدة اليمنية
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.