الوحدة اليمنية التي حققها الشعب في العام 1990م كحدث تاريخي معاصر في ظروف صعبة يعيشها العالم العربي والدولي, هي في ذكراها الرابعة والعشرين لاتزال فخر كل اليمنيين برغم التحديات التي واجهتها اليمن, ومرّت عليها صعاب الطقوس السياسية ورافقتها حتى توافق كافة أبناء الشعب في حوارهم الوطني على مخرجات صيغت من خلالها دولة جديدة قائمة على الشراكة الوطنية وفق آليات جديدة عزّزت من قوة التمسُّك الشعبي والسياسي بالوحدة اليمنية كخيار لقوة وعزّة ومستقبل اليمن وشعبه.. الوحدة في سلام أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الدكتور أحمد عوض بن مبارك يرى أن أساس الوحدة الوطنية في ظل الدولة الاتحادية هو ثقة اليمنيين بتلبيتها مصالحهم ومطالبهم المستقبلية.. وأضاف بقوله: ستكون الوحدة في سلام إذا شعر المواطنون اليمنيون أن هذه الوحدة تحقّق مصالحهم وأمنهم واستقرارهم, أما إذا كانت هذه الوحدة مفردة لا تحقّق هذا الأمن والسلام؛ فبالتأكيد ستكون في خطر, وعلينا أن نركّز ولا نجعل هناك تناقضاً بين الدولة القادمة والوحدة؛ كون الدولة القادمة ستحقّق مزيداً من الوحدة الوطنية إذا ما روعيت عوامل المواطنة المتساوية والشراكة الحقيقية في السلطة لمختلف اليمنيين, والدولة اليمنية القادمة هي دولة اتحادية تراعي كل الاختلالات التي تمّت في قضايا الشراكة, لقد تم الاتفاق على آلية واضحة لشكل هذه الدولة بأنها دولة اتحادية ذات طابع فيدرالي, قائمة على ستة أقاليم ذات الخصوصية لمدينتيها صنعاء وعدن, وهناك آليات واضحة ومحدّدة في آليات توزيع السلطة والثروة التي تنعكس بحلولها على القضية الجنوبية.. مؤكداً أن هناك أبعاداً سياسية وحقوقية يجب أن تبدأ من الآن, مبيّناً أن الأبعاد الحقوقية هي استحقاقات سواء تم الاتفاق على شكل الدولة أم لم يتم الاتفاق عليها؛ لكنها يجب أن تبدأ في الشكل السياسي الذي يمنع مستقبلاً تكرار المآسي التي مرّت بها اليمن بالاتفاق على شكل الدولة الجديد الذي ستتعمّق من خلاله وتكرّس وحدة أبناء الوطن كافة. الوحدة العظيمة ويقول وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور أحمد عبيد بن دغر: لدينا شعب عظيم وحيٌّ يصنع المعجزات، واحتفالنا هذا العام بالذكرى الرابعة والعشرين لعيد الثاني والعشرين من مايو، اليوم الوطني العظيم له قيمة خاصة في قلوب كل اليمنيين الذين يدركون جيداً أننا لن نستطيع أن نحقّق نجاحات كبيرة في اليمن دون وحدة الأرض والإنسان.. مضيفاً بالقول: قد جرّبنا التشطير؛ وكانت مشاريعنا هزيلة وضعيفة في الشمال أو في الجنوب؛ فقط في اليمن الموحّد نستطيع أن ننجز ما نريد جميعاً لأنفسنا ولشبابنا وللمستقبل، لهذا فالوحدة عظيمة بكل المقاييس، والحفاظ عليها هي مسؤوليتنا جميعاً، ويجب عدم التفريط بها, وكل دعاة الانفصال وكل الذين لديهم مشاريع صغيرة سوف يتراجعون، وستنتصر الوحدة وتنتصر اليمن على متاعبها وتحدياتها ولا يمكن للإرهاب أن يتصور بأنه سيعيق التنمية في اليمن, أو يمزقنا من جديد, ولا يمكن للإرهابيين التفكير بأنهم سيحكمون اليمن, لأن اليمن شعبه عظيم وتعداده أكثر من 25 مليون نسمة بالإضافة إلى الملايين خارج اليمن أيضا, هذا الشعب العظيم صنع معجزات كبيرة في التاريخ وسيصنع معجزاته في الحاضر وفي المستقبل. صدق المشاعر من جهته رئيس التكتل الوطني للتصحيح اللواء حيدر بن صالح الهبيلي يقول: إن الوحدة اليمنية التي أنجزها شعبنا يوم 22 مايو 1990م، تعتبر من أغلى الأهداف وأكبر المنجزات التي حققها شعبنا خلال فتراته النضالية، وبالتالي فإن الحفاظ على الوحدة اليمنية هدف غالٍ ومقدس، كما أن اصطفاف أبناء الشعب على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وعدم وضع العراقيل تحت أي مبرر يعد كذلك في مقدمة الأهداف التي على الجميع أن يعمل لأجلها يوماً بعد يوم بما يوفر الطمأنينة والسكينة وحياة معيشية تتوفر فيها سبل الرخاء والسعادة والأمن والاستقرار لكل يمني ويمنية على تراب الوطن الحبيب, بحيث يأمل الجميع بأن مستقبلاً زاهراً وسعيداً سيخيم على هذه الأرض الطيبة، ولن يتأتى ذلك إلا بصدق المشاعر والنوايا الطيبة والأعمال المخلصة والخالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، ولهذا الوطن الذي يحتاجنا جميعاً كما نحتاجه في خيمته الواسعة. الاصطفاف الوطني اللواء حيدر الهبيلي أكد أن الوحدة الوطنية في ظل نظام الأقاليم القائم على اللامركزية في السلطة و الثروة بما يحقق الأهداف والطموحات التي لأجلها قامت الثورة سيجعل اليمنيين يعملون كفريق واحد ويصطفون وطنياً حول القيادة السياسية بتغليب المصلحة الوطنية العليا على ما عداها من المصالح الضيقة, والولاءات الحزبية والعشائرية والمناطقية, وهو ما سيجعل من أبناء اليمن الذين هم أصحاب المصلحة الحقيقية من جني ثمار الوحدة أن يسعوا إلى إصلاح البلاد ويحافظوا على وحدتها وأمنها واستقرارها ونهوضها على كافة الأصعدة وفي مختلف مجالات الحياة وسيظل هدفا رئيسيا لكل الأقاليم الستة في الدولة الاتحادية لتحقيق تطلعات أبناء اليمن من خلال تلبية طموحات أبناء الشعب في التغيير لبناء الدولة اليمنية الحديثة العادلة والذي بجهود أبنائه المخلصين سيتبوأ اليمن مكانته بين بقية الشعوب. الوحدة في ظل الدولة المدنية وأوضح الهبيلي أن الدولة الاتحادية المستقية دستورها من مخرجات الحوار الوطني وآلياته المتوافق عليه من كافة اليمنيين ستضمن فيها وحدة اليمنيين احترام حقوق الإنسان دون تمييز، وستقوم الأقاليم فيها على النزاهة والعدالة والاختصاص, ووضع حد للفساد المالي والإداري المستشري في مؤسسات الدولة, والعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار في أنحاء اليمن, ووضع حد للانفلات الأمني والاختلالات, وكذا نزع السلاح من كافة الأحزاب والمليشيات, وستكون القوات المسلحة والأمن وحدها التي تحمل السلاح في خدمة الوطن والمواطن، وسيتم إعطاء المرأة والشباب الأولوية في الفرص المتاحة والمشاركة في صنع القرار البناء والهادف إلى تحقيق العدالة والمساواة, وستكون حرية المواطن وكرامته وحقوقه من المبادئ الرئيسية التي تمكن الجميع في تقديم أفضل الخدمات التنافسية لهذا الشعب الذي نفتخر جميعاً بالانتماء إليه، وبالحفاظ على الوحدة اليمنية في ظل الدولة المدنية الحديثة ستوجد المؤسسات ويتحقق العدل والمواطنة المتساوية. ثمار الوحدة الخبير الاقتصادي والأكاديمي د.أحمد اسماعيل البواب يقول: إن الوحدة اليمنية إحدى ثمار ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر, وإن ثمار الدولة الاتحادية ستخلق التنافس الإيجابي, وتنتشل اليمن من الصراعات والنزاعات, وتخلق التنافس الإيجابي بين الأقاليم, وتعمل على استقطاب الاستثمارات ورؤوس الأموال, وتشييد المشاريع الصناعية والتنموية والاستثمارية, وتمتص البطالة المتزايدة بين صفوف الشباب, وتثبت دعائم الأمن والاستقرار في كافة ربوع اليمن الموحد بقوة وثبات لبناء يمن جديد يكون سنداً للأشقاء, فالدولة الاتحادية تضمن التوزيع العادل للثروة والسلطة, والمشاركة الواسعة في صنع القرارات وتظهر الطاقات والابتكارات والإبداعات والتنوع الجغرافي والديموغرافي لليمن, وما تمتلكة من تنوع بشري ومن ثروات طبيعية واستغلالها بالصورة التي تلبي طموحات وتطلعات كافة أبناء اليمن وترسي مدامك بناء الدولة الاتحادية المدنية الحديثة القادرة على تحقيق العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية وتضع أقدامنا في الاتجاه الصحيح لبناء اليمن الجديد القوي, الذي يقع على عاتق الجميع دون استثناء. التمسك بالوحدة وينطلق رئيس اتحاد الرياضة للجميع حسن الخولاني برأية قائلاً: المبادرة الخليجية التي أيدها العالم نصت على الحفاظ على وحدة اليمن, ومخرجات الحوار الوطني هي أيضا حافظت على الوحدة اليمنية, الشعب اليمني هو صاحب المصلحة من الوحدة اليمنية وهو الذي سيحافظ على الوحدة وليس السياسيين, و لا الأحزاب, وليس المجتمع الدولي, كما أن المشاركين في الحوار الوطني لن يستطيعوا الخروج عما أقره الشعب اليمني في تمسكهم بالوحدة وتجسيدها في الدولة الاتحادية من خلال تنفيذ مخرجات الحوار الداعية إلى الوحدة والشراكة الوطنية والمساواة وتوزيع الثروة والمواطنة المتساوية وتماهي المصالح الذاتية وتجسيد المصلحة الوطنية العليا التي ستقود إلى وحدة يتساوى فيها الجميع تحت دستور يستظل به اليمنيون كافة. كلمة جميلة الأخ رئيس مركز الخيرات العلمي الدعوي في صنعاء عبدالفتاح بن صالح قديش اليافعي تحدث قائلا: الوحدة كلمة جميلة ورائعة, الوجود كله وحدة واحدة بتوحيد الواحد جلّ جلاله, والمطلوب وحدة الإنسان قبل وحدة الأرض وحدة القلوب قبل وحدة القوالب وحدة الأرواح قبل وحدة الأشباح وحدة الباطن قبل وحدة الظاهر, الوحدة لا تقوم ولا تدوم إلا على أساس الحب والحرية والعدل والمساواة والنظام والقانون, وحدة على أساس الكراهية لا تدوم, وحدة على أساس الإكراه لا تدوم، وحدة على أساس الظلم لا تدوم, وحدة على أساس التمييز لا تدوم, وحدة على أساس الفوضى لا تدوم, نتمنى أن تدوم الوحدة اليمنية ويكون أساسها الحب والحرية العدل والمساواة والنظام والقانون بإذن الله.