حزمة من الاقتراحات والتوصيات في مجموعة من الجوانب والتي نتمنى أن ترتقي بمديرتنا لتكون نموذجاً يحتدى به: الجانب الأمني: اعادة تأهيل مباني أقسام الشرطة الموجودة فعلياً في كل مناطق المديرية بشكل راقي وحضاري ويعكس شكل الدولة، ومن خلال الإعتماد على القوة البشرية من أبناء البريقة نفسها وبحيث يتم الإلتزام بالزي العكسري والتشديد على الانضباط في مواعيد الحضور والإنصراف و تقسيم العمل الى ورديات ( صباحي، ظهر، مسائي) لكل ورديه ثمان ساعات ووضع الهيكل التنظيمي والإداري بحسب المعايير والأنظمة المتعارف عليها، وعلى أن يحتوي كل قسم شرطة على ادارات متنوعة ولكل ادارة قوة بشرية تتعبها من ابناء المدينة نفسها، وأهمها في المرحلة الحالية هي ادارة التحريات والأمن السري على أن يتكون من عناصر أمن سري يتم اختيارهم بدقة ويتم تأهيلهم التأهيل المناسب وتوفر لهم أدوات العمل ويقتصر عملهم على التقصي عن الاشخاص المشتبه بهم داخل التجمعات السكانية وجمع أكبر قدر من المعلومات عنهم وتوثيقها بالشكل المناسب وباستخدام وسائل التكنولوجيا المختلفة، كما يجب تنشيط دور (الشرطة المجتمعية) من خلال اطلاق حملة (الأمين) بحيث يتم مكافئة من يرشد افراد الأمن لأي نشاط مشبوه أو يساعد على اكتشاف أوكار الارهابيين أو الخارجين عن القانون بمكافأه مجزيه وضمان السرية بحيث لا تعرض حياته للخطر، والترويج لتلك الحملة بالشكل المناسب وعلى أوسع نطاق. الجانب الحضاري والقضائي: الجانب الحضاري في اي مدينة يعتبر أهم ما يميزها ويعكس حضارة ورقي أهلها وبالتالي يجب اعطاءه القدر الكافي من الاهتمام، من خلال أولا اعادة تأهيل مباني البلدية وصيانة معداتها وسياراتها كنقطة بداية للعمل على أساس صحيح، وأقترح أن يتم بدء دوام العمال من بعد منتصف الليل كما هو معمول به في دولة الامارات، بحيث يتم توزيع العمال على المناطق والشوارع والمتنفسات والشواطئ لتنظيفها وتفريغ براميل النفايات وشفط المجاري من الشوارع، كما يجب فرض غرامات مالية كبيرة لمن يرمي النفايات بعيداً عن الأماكن المخصصة لها ويصل الى حد السجن والايقاف لمن يعبث بالمرافق العامة ويكسرها أو يقوم بالبسط على الاراضي والبناء بدون تصريح وبشكل عشوائي كما يجب ازالة تلك المخالفات وتوضيح تلك الغرامات والعقوبات بلوحات محددة وواضحة في الأماكن المخصصة، كما أقترح تعيين مجموعة من الشباب الجامعيين العاطلين عن العمل كمفتشين لضبط المظهر الحضاري والالتزام به من قبل الأهالي والمحلات والمطاعم في الشوارع والمواقف العامة للسيارات وسيارات الاجرة والمتنفسات والشواطئ بزي رسمي وبحيث يتم صرف المخالفات للمخالفين بعد تحديد أنواع المخالفات وتحديد الغرامات والعقوبات المناسبة حسب معايير محددة وبحيث يتبعون لبلدية المدينة، كما أن العدل هو أساس الحكم فلذلك يجب اعادة العمل في المحاكم و التأكيد على القضاة بضرورة مباشرة عملهم ولو في أضيق نطاق ولساعات محددة في اليوم لحل النزاعات والقضايا واصدار الاحكام بين المتخاصمين. الجانب المعيشي: كما يجب تقصي الجانب المعيشي للأهالي وعمل مسح للشباب العاطل عن العمل والارامل والايتام والاسر المتعففه وجميع من ليس له مصدر دخل ثابت ومساعدتهم على مساعدة أنفسهم والتشجيع على تبني نظام الاسر المنتجة، فالاستقرار المعيشي للناس هو اساس كل استقرار وخصوصا الاستقرار الأمني، وفي هذا الجانب اقترح تأسيس نواة لنظام "الاقتصاد الصغير" الذي كان أساس لنهضة دول كانت تعاني من نفس ظروفنا، بحيث يتم التشاور مع الاخوة في الجانب الاماراتي والحكومي على انشاء بنوك او مؤسسات تقوم على تقديم القروض الميسرة والتوجية والارشاد والاستشارة لشباب المدينة لبدء مشاريعهم الخاصة وتقييمها وتطويرها وفق بنود ومعايير تضمن حقوق وواجبات الطرفين وتضمن الايفاء بالمستحقات في وقتها، كما يجب تدريب الاسر المتعففه على المهن والحرف التي يمكن أن يقوموا على انتاجها من البيوت مثل انتاج انواع الكعك والكيك والمنسوجات والتطريز والملابس والعقود النسوية وتجميل النساء ... الخ من النشاطات المنتجة وضمان تسويقها وتحقيق عوائد لتلك الاسر لتسد حاجتهم وزرع ثقافة الانتاج والبدل في نفوس الناس و التنفير من ثقافة التواكل وانتظار المعونات من الآخرين فالمثل يعلمنا بأن "لا تعطيني سمكه ولكن علمني كيف اصطاد"، كما يجب تنظيم عمل الجمعيات المهنية والتنسيق المباشر معها بمختلف أنواعها مثل جميعات الصيادين و أصحاب الباصات وسيارات الأجرة والتنسيق مع الجهات الحكومية لدعمهم لما فيه مصلحة الناس. الجانب الثقافي والوعي العام: لا يخفى عليكم جانب الوعي بين الناس وتأثيره المباشر في كل تفاصيل حياتنا وسلوك الناس ومعاملاتهم وتصرفاتهم ولا يخفى عليكم أيضاً سياسة التجهيل وتذمير وعي الشعب ووجدانه والتي كانت متبعه خلال السنين التي تلت الوحدة ليس في البريقة فقط ولكن لشعب الجنوب بشكل عام، المهم هنا أقترح أن يكون هناك خطوات عملية لاعادة زرع الوعي بين الناس من خلال اقامة الندوات والمؤتمرات واللقاءات التوعوية والمحاضرات العلمية في شتى المجالات والعناوين بحيث يتم الاستعانة بأهل الحكمة والوعي والفكر في تحقيق هذا الهدف وكما يجب تشجيع النشئ على القراءة والاطلاع و اقامة المسابقات والجوائز، كما أن للمساجد وأهل العلم الدور الاساسي في هذا الجانب حيث يجب التنسيق مع ائمة المساجد واللقاء بهم والتشاور معهم بشكل دوري ومستمر لتحديد عناوين ومواضيع الخطب والدروس في المساجد بحيث تصب على غرس مبادئ الاخلاق والمعاملات وتعاليم ديننا ومبادئة السمحة والتحذير من عواقب التطرف والغلو والتشدد وتجنيب الناس ويلات الصراعات السياسة بقدر الامكان والتي أصبح الارهاب من أهم أدوتها. الجانب الاجتماعي والرياضي: كما تعلمون أن الفراغ رأس مال الشيطان وبالتالي غياب المتنفسات والمرافق الاجتماعية والرياضية للأسر والشباب وعدم الاهتمام بهذا الجانب له عواقبه التي قد لا نذركها الا بعد فوات الأوان، فبالتالي يجب أن نشجع على إقامة النشاطات الاجتماعية والرياضية بشكل مستمر وعلى أوسع نطاق لتشغل الناس بالاشياء المفيدة وتصقل مهاراتهم وتنمي مداركهم وتعود على الاطفال والعوائل بالبهجه والسرور، فمثلاً أن يكون هناك سوق أسبوعي للأسر مقابل حديقة البريقة لعرض مشغولاتهم وبيعها بشكل منظم و حضاري، واستغلال شواطئنا في اجازات نهاية الاسبوع لاقامة المباريات والمسابقات الرياضية كالجري وكرة السله والسباحة و سباقات القوارب وتقديم جوائز قد تكون رمزيه لكن سيكون لها وقعها الجميل في قلوب الناس. وفي الختام أحب أن أوضح فكرة مهمة جداً، فدائماً وفي اي مدينة أو مؤسسة أو شركة أو أي كيان من أي نوع فهما كانت هناك خطط طموحة و مثالية فلن تجدي نفعاً اذا لم يكن هناك مجموعة من الشباب المبدعين المتميزين الذين يقيموا على تنفيذها بخطوات عملية على أرض الواقع وهم متحمسين و محبين و مؤمنين بما يقوموا به، وبالتالي أتمنى أن يتم تنفيذ بعض هذه الاقتراحات بما ترونه مناسباً وبما فيه الصالح العام.