رعيل يقضي بقيت عمره بضمير يتحسر وجراح تتألم؛ على زمن مضي، عاينه ونشأ خلاله لم يعد له وجوداً أمام ناظريه، فكل ما يراه اليوم ليس سوى مجتمع استهلاكي يتغلغل داخل المحيطين به من أهل ورفقة وخلان. مجتمع يتفكك، ينهار بنيانه، وتتهاوى أركانه وتوشك أن تقضي على حياة أجيال وأمم.. ذلكم هو لسان حال المواطنين في مديرية البريقة م/ عدن أينما التقيناهم في مناطقهم القريبة أو البعيدة من مركز المديرية.. أمن مفقود، فقر وبطالة مستعرة، حقوق منتهكة، صحة معلولة، أموال مهدرة، مؤسسات أساسها الخراب، مسؤولية لا يدرك أصحابها مساوءهم، أمانة عشعشت وفرخت على أغصانها الخيانة، تعليم عقيم وثقافة مشوهة، أجيال كسيحة المبادئ والقيم، فاسدة الأخلاق ترتوي من سارب الفراغ، تمتلئ سنابلها بالوهم هي حصيلة مجتمعات نشأت في بيئة موبوءة يحيى سكانها بلا هدف ولا طموح.. صرخات وأنين ونواح، وأصوات غيظ مكتوم، تنتظر الخلاص ولا مخلّص من واقع تراجع الناس فيه إلى ما خلف التخلف. "أخبار اليوم"/ رصدت جملة من الهموم اليومية للمواطن في مديرية البريقة والمتعلقة بالقضايا المجتمعية.. "يجب وضع لكل مسألة أولويات ومحاور ويأتي في مقدمة ذلك الجانب الأمني.. لكن وللأسف بأننا نعيش انفلاتاً أمنياً في ظل إمكانيات شحيحة والمواطن يطالب بالأمن في الوقت الذي لم يعط هذا الجانب أهمية وبالتالي تتصاعد أرقام البلاطجة ويتناقص الوعي الثقافي بحيث وبدلاً من محاربة الظواهر السيئة تُعطى مساحة واسعة للتوسع وهذا أخطر ما يكون على المجتمعات والأوطان". وأضاف الصحفي/ أحمد قاسم صالح 14 أكتوبر : على المديرية إيجاد قوى وطنية صادقة تعمل على اجتثاث الفساد من أرضية واقعها لأنه عندما يمتلئ المجتمع بالبلاطجة والمفسدين يلحق الضرر بالجميع، لذلك نحن بحاجة إلى قوى وطنية تسعى للارتقاء بأمن أوطانها، لكن الحاصل أن الجميع يتجاهل الأمر ولا يدرك مساوئ الغد ولا يدري ما الذي يجري في الوقت الذي تتشكل وتنمو آلاف من الجماعات المفسدة وليست هذه الدولة وأن كانت معنية بدرجة أساسية إلا أن المجتمع شريك، سيما في الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد وبالتالي كلنا شركاء، فيما يحدث ولا أحد بريء، لأننا غضينا الظرف وتجاهلنا واجباتنا تجاه المتجمع. أنهيار التعليم لقد تراجع المستوى التعليمي للطلاب في مديرية البريقة إلى أدنى الدرجات وانهارت المنظومة التعلمية في ظل تفلت الأمور وغياب المسؤولية الجمعاء، كما أشار رئيس مجلس الآباء "منطقة صلاح الدين" خالد علوي البحبح، لافتاً إلى أن الخلل من الأعلى، فهو يرى بأن سياسية الدولة ووزارة التربية لا تريد بناء جيل متعلم، وقال: "على ما يبدو بأن هناك سياسة تجهيل متعمدة تجاه أبناءنا في الجنوب الذي كان في يوم ما ثالث شعب مثقف في الوطن العربي والشرق الأوسط وبفضل التعليم كان أول رائد فضاء في الوطن العربي هو الكابتن/ بكيل هاشم رحمة الله عليه وأضاف البحبح: "اليوم ماذا لدينا وما الذي تخرجه مدارسنا؟ تخرج أجيالاً فاشلة، عصابات بلطجية ومحششين ولصوص وقطاع طرق والكل على علم ابتداءً من رئيس الجمهورية وانتهاءً بأصغر مسؤول، فالجميع يعرفون بأن الشهادات التي تمنح للطلاب مزورة وبالتالي فإننا سنجد المحامي والطبيب والطيار الفاشل والمسؤولية تتحملها وزارة التربية، لأنها لم تقدم لنا المدرس الكفؤ والمعلم اليوم تحصيله العلمي ضعيف جداً.. الخلل لفت الصحفي أحمد قاسم إلى أن وزارة التربية والتعليم، وكذا البيئة الاجتماعية لم توجد للطالب بيئة تعليمية صحية، بحيث ترتقي بالجوانب التربوية والتعليمية ما انعكس سلباً على واقع الطلاب ما أدى إلى تسربهم إلى الشارع و السهر ليلاً إلى ما بعد منتصف الليل والبعض إلى الساعات الأولى من الفجر في اللهو دون هدف ودون رقيب، ما أدى إلى ظهور المظاهر السيئة البلطجية، والفساد الأخلاقي. في ظل تجاهل الجهات المختصة والمجتمع دونما إدراك لخطورة الأمر، منوهاً إلى التربية والتعليم مفصل بل ركيزة هامة في بناء المجتمعات والأوطان، مشدداً على ضرورة تكاتف الجهود مواطنين ومؤسسات حكومية لتصحيح الواقع وإيجاد نواة حقيقة للقيم والسلوك الحضاري وقبله الإسلامي، مستنكراً صمت المجتمع على بعض الممارسات الخاطئة التي يلاحظها الكثير في شواطئ البريقة من جعل منها "مقايل القات"، بل هناك من يتبول أمام مرأى الأسر خارج الحمامات دون استشعار أن ذلك السلوك غير حضاري ولا إنساني، ملمحاً إلى أن مثل تلك الظواهر وغيرها يجعل من المجتمع متأخراً في الصف الخلفي، بل إلى درجة ما خلف التخلف، مشدداً على التعاطي مع الأمور بجدية وأخذ القضايا من منطلق وطني إنساني أخلاقي لتحسين صورة تاريخنا الذي سعى من بعض المهتمين من المواطنين والمعلمين لوضع أنشطة لاصفية بمشاركة أولياء الأمور لربط الطالب بالمدرسة بدلاً من أن يقع عرضة للشارع والفراغ إلا أنهم لم يجدوا تفاعلاً لا من المجتمع ولا من الجهات المختصة.. الانفلات من جهته أوضح رئيس مجلس الآباء بمنطقة صلاح الدين خالد علوي البحبح بأنه ومنذ بدء العام الدراسي هناك 3 مواد لم تدرس في الصف التاسع "مادة اللغة العربية ومادة القرآن الكريم" وفي الصف الثاني ثانوي علمي مادة الرياضات لم تدرس، لافتاً إلى أن الصف الثالث ثانوي أدبي الطلاب غير موجودين فيه وكأنهم معفيون من الدراسة، كما أن هناك نقصاً في المعلمين في ثانوية البنات وفي المدرسة الابتدائية، وأن الصف التاسع يوجد فيه 10 طلاب من أصل 60 طالباً لعلمهم مسبقاً بأنهم سينجحون في الامتحان الوزاري عن طريق الغش. وحَّمل رئيس مجلس الآباء بمنطقة صلاح الدين وزارة التربية والتعليم ممثلة بمكتبها في عدن مسؤولية تردي أوضاع التعليم في البريقة عموماً وفي صلاح الدين بشكل خاص وقال: "عندنا أكثر من 30 معلماً من خارج المنطقة وبحكم بعد سكنهم تم الاتفاق معهم على الحضور 3 أيام في الأسبوع، إلا أنهم لم يلتزموا بها، بينما شارف الفصل الأول على الانتهاء والطلاب لم يتعلموا شيئاً، لافتاً إلى أن التوجيه زاد الطين بله وراح يأخذ المعلمين الجيدين من أبناء المنطقة وضمهم إليه، مشيراً إلى أن الآباء شكلوا وفداً برئاسة رئيس المجلس وتم إطلاع مدير مكتب التربية عدن سالم مغلس ونائبه ومدير مكتب التربية البريقة أ. طه نعمان إلا أن الجميع تجاهل الأمر بحجة أن وضع التعليم متدهور في البلد ولا يمكنهم تغيير الوضع واتهم رئيس مجلس الآباء خالد البحبح اتهم من أسماءهم بقايا النظام من مدراء العموم الذين لازالوا في مكاتب الدولة ويهدفون إلى خلخلة المجتمع، كما حَّمل رئيس المجلس المحلي في صلاح الدين المسؤولية عن تردي أحوال المنطقة وقال بأنهم هم رأس كل بلاء مطالباً بتغييرهم، مشيراً إلى أن مجلس الآباء قرر الإشراف على عملية الامتحانات الوزارة وأنه لن يسمح بعملية الغش وتضييع الاجيال حسب قوله. مر قرابة 30 يوماً على توقع العملية التعليمية في مدرسة فقم للتعليم الأساسي بعد تنفيذ الهيئة التدريسية فيها الإضراب احتجاجاً على استيلاء أحد أهالي المنطقة على حرم المدرسة. أوضح نصيب عبده سيف مدير مدرسة فقم للتعليم الأساسي بأن أفراداً من عائلة واحدة في المنطقة بسطوا على مساحة المدرسة المخصصة كملعب للمدرسة التي عمرها يتجاوز ال"35" عاماً، مشيراً إلى أن الباسطين لديهم إمكانيات مادية استغلوا وضع البلد وقاموا بالبسط على مساحة المدرسة، حيث وضعوا الأحجار "والبردين" بهدف البناء فيها ثم بيعها، لافتاً إلى أنه تم إبلاغ إدارة التربية بعدن وبدورها وجهت إلى مدير عام المديرية الذي وجه هو الآخر مكتب الأشغال بالنزول لمعاينة الموقع وتم الاجتماع على إزالة تلك الأحجار ونزل المأمور إلى المدرسة وتم الانفاق مع مدير الأمن الذي تكفل بالحماية الأمنية على أن يتم توفير "شيول"، إلا أن المدة طالت ولم يتم رفع أحجار الباسطين من حرم المدرسة، بعدها تقدمنا بشكوى إلى النيابة وبدورها وجهت إلى قسم شرطة البريقة التي من جهتها وجهت استدعاء للباسطين، إلا أنهم لم يحضروا.. الحسرة أشار مدير مدرسة فقم للتعليم الأساسي إلى أنه لم يتبق على فترة امتحانات الفصل الأول سوى شهراً، بينما العملية التعليمية في المدرسة متوقفة في الوقت الذي كان متأخرة بسبب النازحين، منوهاً إلى أن هيئة التدريس أقرت الإضراب حتى تعاد مساحة هيئة التدريس معتبرين أن تجاهل الأمر يعد امتهاناً لكرامة المعلم واستباحة لحرمات التعليم ولفت مدير المدرسة إلى أن الطلاب بعد توقف الدراسة التجأوا إلى مواقع النفايات للبحث عن القنينات وعلب البلاستيك لبيعها والبعض منهم اتجه إلى العمل في البحر، معتبراً ذلك انتهاكاً لحقوق الطفل وسبباً في القضاء على مستقبله، مستنكراً صمت الأهالي والجهات المختصة، مناشداً محافظ عدن ووزير التربية التدخل السريع لاستعادة حرم المدرسة وهيبة التعليم ومكانة المعلم، محذراً مما أسماه تضييع الأمانة الدينية والأخلاقية والمسؤولية الوطنية. هموم الصيادين يعيش الصيادون في مديرية البريقة أوضاعاً بالغة الصعوبة والتعقيد، حيث فقد الصياد دعم الدولة ورعايتها ممثلة بوزارة الثروة السمكية في الوقت الذي ظل الصياد يمد الدولة بالموارد وخيرات البحر طيلة "40" عاماً، بينما اليوم يعاني من ارتفاع تكاليف معدات البحر والمشتقات النفطية مع شحة الصيد في البحر لعوامل عديدة، حيث أصبح الصياد لا يستطيع تغطية نفقات الرحلة، نظراً لقلة المردود البحري في الوقت الذي لا يحصل على أية امتيازات ولا قروض ولا مكافأة ولا أي نوع من أنواع الدعم او الرعاية من وزارة الثورة السمكية، ناهيك عن إصابة الكثير من الصيادين بأمراض نتيجة تعرضهم للمخاطر والبعض منهم مات وفقدت أسرته مصدر دخلها الوحيد دون أن تقدم لها أي ضمانات معيشية، سيما وأن معظم الصيادين ليس لهم وظائف حكومية. معاناة الطيارين في مديرية البريقة يوجد حي للطيارين في منطقة صلاح الدين عبارة عن أربع عمارات تصميم "الأحمدي" تم بناؤها في بداية الثمانيات ونتيجة لسوء التنفيذ من قبل الجهة المشرفة على المشروع أضحت منازل الطيارين عرضة للخطر وتوشك أن توقع كارثة إنسانية، حيث تشققت أعمدة الأبنية بفعل الملوحة التي أحدثت تشققات على جدرانها، بينما أسطح البنايات المكون من "الزنك" أخذت تتآكل بفعل الصدى، وقد شكا الطيارون تسرب مياه الأمطار إلى منازلهم، سيما الأدوار العلوية، بينما يشكو الأدوار السفلية نزول المياه إلى منازلهم، بما فيها دورات مياه المطابخ والحمامات، كما أبدى الطيارون قلقاً من السلالم "الدرج" التي هي من الحديد، حيث أخذت تتآكل هي الأخرى بفعل الصدى أيضاً وغدت تشكل خطورة على الأطفال، مناشدين مدير عام مديرية البريقة ومحافظ عدن سرعة التدخل لترميم مساكنهم، سيما وأنهم لا يملكون غيرها، مذكرين بدورهم في خدمة الوطن في القطاعات الجوية. غياب الرقيب أهالي منطقة فقم شكوا تردي أحوال النظافة بعد توقف سيارات البلدية عن رفع المخلفات من الأحياء والتي تسببت بالتلوث البيئي، كما شكا الأهالي عملية البسط على مساحة المقبرة، مستنكرين ما أسموها وحشية الإنسان الذي بات يطمع حتى في مساكن الموتى وتناسى أنه هو الآخر سيموت وقد لا يجدون له قبراً يدفن فيه ولا ثرى يوارى جثمانه. الإفتقار للصحة والوضع الصحي أحاديث مؤلمة في مديرية البريقة وقد يذهل المرء حين يسمع بأن مديرية البريقة المترامية الأطراف من حدود مدينة إنما إلى حدود باب المندب لا يوجد بها مستشفى عام إلا من وجود وحدات صحية ومراكز متفرقة معلولة، هي ذاتها تفتقر إلى الصحة ناهيك عن سوء الخدمات الطبية المحدودة التي تقدمها في ظل تفشي الأمراض، بما فيها الخبيثة والمزمنة.. مركز النساء والولادة مؤخراً تم افتتاح مركز صحي لأمراض النساء والولادة في مديرية البريقة، مزوداً بمعدات طبية وكادر صحي وقابلات وبدأ المركز يعمل في بداية افتتاحه بدوام ال24 ساعة، إلا أنه تقلص عمله لفترة واحدة لا تتجاوز ساعات محدودة صباحاً وكانت الرسوم فيه رمزية لا تتجاوز 800 ريال حسب إفادة عوض أبو ماهر الذي قال:"جاءنا الأعاجم وزودوا المركز بمعدات وباصات وأدوية مجانية ورواتب للحراسة وميزانية، إلا أن أبناء جلدتنا وعلى رأسهم مدير مكتب الصحة محمد عبود مدير البريقة، ومعه مدير الحسابات تلاعبا بالمخصصات المالية المقررة للحراسة شهرياً، ما أدى إلى امتناع الكادر الطبي في المركز عن العمل لعدم وجود حراسة أمنية، بينما هناك ملايين الريالات مقدمة للمركز وبالتالي فإن الضحية هو المواطن وأشار أبو ماهر إلى أنه ألزم زوجته بالمناوبة ليلاً في المركز وأنه شخصياً تطوع بالحراسة تقديراً منه للمواطن البسيط الذي تتسع به السبل ولا يجد مركزاً لأمراض النساء والولادة سيما القادمين من المناطق النائية عمران رأس العارة وغيرها "، مناشداً مدير عام المديرية اتخاذ الاجراءات الصارمة ضد المتلاعبين وإعادة تشغيل مراكز الولادة لما له من أهمية.. البطالة الجامعات والمعاهد المختلفة تشكو من تفشي البطالة بسبب حرمان شباب المديرية من الدرجات الوظيفية الحكومية والقطاع الخاص، لافتين إلى أن أسماءهم مقيدة في مكتب الخدمة المدنية منذ أكثر من 10 سنوات، إلا أنه في كل عام يتم اعتماد درجات وظيفية محدودة لمديرية البريقة، بينما يتم استثناء الكثير منهم في الوقت الذي يتم فيه منح وظائف في شركة مصافي عدن لمئات من خارج المديرية والمحافظة. وطالبوا مدير عام مديرية البريقة الاهتمام بشؤون المديرية بما فيها قضايا الشباب وأهمها الدرجات الوظيفية.. من ناحيتهم شكا المتعاقدون في أكثر من مرفق حكومي من تأخير إجراءات التثبيت الوظيفي، فالأخ/ محمد أحمد ثابت متعاقد في البلدية منذ ما يزيد عن 13 عاماً لا يزال بالأجر اليومي ويمر بظروف صعبة كونه يعول أسرتين. متقاعو مصافي عدن هاشم علاء من أبناء مديرية البريقة متقاعد من شركة مصافي عدن أورد جملة من هموم متقاعدي المصفاة بسبب فقدان حقوقهم وقال علاء: "للأسف إن المتقاعد الذي قضى من عمره أكثر من 40 عاماً في خدمة المصفاة والوطن مجرد ما يحال إلى التقاعد يبدأ في العد التنازلي للحرمان ابتداءً من التكريم وانتهاءً بالمستحقات، فالمتقاعد من المصفاة لا يعطي له حتى الحد الأدنى من الحقوق والعجيب أن المعاناة أصبحت تقليداً سنوياً لكل من ينهي خدمته من الشركة فمن قبل آباءنا ثم نحن وبعدها أبناءنا والسبب أن الإجراءات التي تسير عليها إدارة المصافي الخاصة بالمتقاعدين هي أصلاً خرق لقانون التأمينات والمعاشات للعام 2007م، ومخالفة له مادة مادة.. وأضاف علاء: "صحيح أن شركة مصافي عدن عملت مؤخراً على إجراء تعديل في الأجور وأقرت زيادة فيها وتُشكر على ذلك، إلا أنها ليست كافية مقارنة بحقوق العمال والمتقاعدين، إذ أنها لم تضع استراتيجية ثابتة بل معالجات وقتية أشبه بحقن مخدرة يتم بها تخدير العمال كلما نفذوا إضراباً، فزيادة الأجور أنية وليست لما بعد التقاعد وكان الأحرى مناقشة ومعالجة الزيادة وكان المفترض بالنقابة المطالبة بتأمين حقوق العمال حتى ما بعد إنهاء الخدمة. مستشفى المصفاة لفت علاء إلى أن عامل المصفاة يفتقر للرعاية الطبية، مشيراً إلى أن المستشفى به كادر طبي لا يحصى عدداً ولكن النوعية مفقودة، كما أن ميزانية المستشفى تخصص للأدوية، إلا أن ما يصرف للعمال بعض أدوية السكر تعطى له كل شهر، منوهاً إلى أن المستشفى تنقصه الجوانب الفنية، مستنكراً قيام المصفاة استحداث مبنى ضخم مصمم كمستشفى جديد، إلا أنه فارغ المحتويات ومتروك للزينة حسب تعبير علاء الذي أوضح بأنه بني في خليجي 20 شأنه شأن مشروع جسر البريقة، الذي قال بأنهما غطاء لمبالغ صرفت، مناشداً إدارة المصفاة بأن ترفق بحقوق المتقاعدين الذين لولاهم لما ظلت الشركة صامدة إلى اليوم حد قوله.. التصحيح الشيخ/ هاني اليزيدي إمام وخطيب مسجد أشار إلى فساد مالي وإداري في شركة مصافي عدن وقال بأنه مرصود بالأرقام، انعكس سلباً على وضع المصفاة والعاملين فيها وعلى واقع المديرية التي حرمت من خيرات المصافي في الوقت الذي تشكل أهم مورد اقتصادي للوطن. وأضاف اليزيدي في خطبة الجمعة: "أموال الشركة لا يتم تسخيرها لخدمة الوطن والمواطن، بل تصرف على الفاسدين وعلى المحرمات، معتبراً صمت العمال والأهالي على ما يجري في المصفاة من فساد تضييعاً للأمانة ويدخل في باب عدم إنكار المنكر، مطالباً الجميع بتغييره، وتصحيح الوضع، محذراً مما أسماها تحايل الإدارة على العمال بما يصرف مع الزيادات التي قال بأنها لا تتناسب مع الطاقة الإنتاجية للمصفاة وتأثيرات سمومها على الأهالي البريقة الذين وضعوا السموم مع حليب أمهاتهم، بينما الخيرات تذهب لأناس لا صلة لهم بالمصفاة سوى النفوذ وإهدار المال العام واصفاً الزيادات بأنها محاولة لتغطية الفساد واستمراراً لعملية العبث بالأموال ونهب الثروة لصالح المفسدين الذين قال بأنهم يهدفوا إلى الحفاظ على مصالحهم الخاصة عن طريق الحقن المسكنة لانتفاضة العمال.. لصرف أنظارهم عن المطالبة بتصحيح الأوضاع في المصفاة حسب تعبيره. مستشفى صلاح الدين العسكري وعلى الصعيد الآخر طالب أهالي منطقة صلاح الدين بالبريقة طالبوا الجهات المختصة بتصحيح وضع مستشفى صلاح الدين العسكري والتحقيق في قضية الترميم وإعادة التأهيل والذي قالوا بأن 63 مليون ريال خصصت لتحسين أوضاع المستشفى، مستغربين أن يكون المبلغ صرف فقط على تحسين الواجهة الخارجية، بينما الخدمات الطبية لازالت في ترد مستمر والأحوال في تدهور مستمر.. اللجان الشعبية رئيس اللجان الشعبية بمديرية البريق الشيخ/ عبدالرب صالح أوضح من جهته بأنه أعضاء اللجان الشعبية هم من أكفأ العناصر في المنطقة وبجهودهم نشطت في كافة المجالات التي تمس حياة المواطن وقضاياه، مشيراً إلى أن اللجان الشعبية تشكلت في ظرف استثنائي، إلا أنها استطاعت أن تعالج أكثر من 200 قضية في الوقت الذي أغلقت المحاكم أبوابها وغابت الدولة، فأصبحت اللجان الشعبية تمثل القانون في الحفاظ على الأمن والسكينة العامة وقامت بضبط عناصر تخريبية، كما حاولت اللجان مساعدة مدراء المدارس في ضبط العملية التعليمية، لافتاً إلى أن عدم تكاتف المجتمع مع اللجان وتجاهل الجهات الحكومية عن دعم اللجان جعل صعوبة كبيرة في ضبط الأمور، حيث اتسع "الخرق على الراتق".. وأضاف الشيخ عبدالرب للأسف اليوم البريقة تعاني من تدهور الأوضاع بكل المقاييس وضع صحي سيء نظافة متردية مكاتب معطلة تعليم مشوه بطالة وفقر أمن مفقود قسم شرطة لا يؤدي دوره ولا يوجد فيه سوى 3 أفراد بسبب شحة الإمكانيات وظلم الحقوق. التهميش وناشد رئيس اللجان الشعبية بمديرية البريقة محافظ محافظة عدن م/ وحيد علي رشيد والمجلس المحلي الاهتمام بالبريقة التي قال بأنها أصبحت 3 مديريات من حيث عدد السكان والتوزيع الجغرافي مشيراً إلى أبسط مثال أن كل مديرية في عدن تم منحها 3 سيارات "وشيول" خاص بالنظافة، إلا مديرية البريقة لم تمنح حتى سيارة واحدة، متسائلاً عن السبب الذي يجعل البريقة مستثناه من بين سائر مديريات عدن؟ ولفت الشيخ/ عبدالرب إلى أن اللجان الشعبية بالبريقة إلى الآن وهي لا تمتلك مقراً خاصاً وتعاني من شخة الإمكانيات وليس لها ميزانية معتمدة، بل لا تمتلك قيمة مواد قرطاسية ولا أجرة تنقلات، منوهاً بأن اللجان الشعبية تقدمت بطلبات إلى المديرية إلا أنها تجاهلت الأمر، كما تقدمت إلى شركة مصافي عدن وتم وضع المطالب في أدراج المكاتب في سلة المهملات بعد أن عجزت اللجان في الوصول إلى المدير التنفيذي ولّد لديها الإحباط، مؤكداً بأن اللجان الشعبية لا تستطيع العمل لوحدها في ظل امكاناتها، المحدودة، إذا لم تقدم لها الدولة، والمؤسسة المسؤول، والمواطن، والمنظمات المدنية، والمجتمع، دعماً حقيقياً وتكاتفاً من قبل الجميع بمسؤولية وطنية.
