في احيان كثيرة اسمع وكغيري من الناس ، تداعيات عديدة تطالب بعودة المؤسسات والمشاريع وتفعيل الادارات والمرافق ..الخ ، وهذا مطلب حقيقي ومشروع لا ينبغي ولا يخضع للقسمة أو التنازل عليه باعتبار عودتها كعودة الروح للوطن والنهوض به للحفاظ على الحاضر و استنتاج المستقبل ، الامر الذي لا يعد حلم بعيد المنال مهما كان الظرف تاريخي بكل أبجدياته ، فتسخير الظروف وتحويلها إلى عوامل مساعدة تساهم في تليين المعوقات و الصعوبات ليتم معها وضع المعالجات للإشكاليات و تجنب السلبيات. ثورة الجنوب كتب لها النجاح بفضل من الله ثم بفضل تضحيات الشهداء الابرار من خيرة ابناءه و صمود الابطال في كل الجبهات ، ومن خلفهم العقلاء و صفوة المجتمع الجنوبي الواحد ، تم فيها كسر شوكة المعتدين حوثين و عفاشين ومن يقف ورائهم و تلقينهم دروس قاسية في ظل ظروف اشبه بالمستحيلة تم تجاوزها بالإرادة والصبر ، لتنطوي معها مرحلة من مراحل تاريخ الجنوب لتنفتح بعدها مراحل اخرى لا تقل اهمية عن المرحلة التي سبقتها ، وفي أول هذه المراحل تنضوي عجلة التنمية التي لا مجال على الاطلاق لتعطيل دورانها و دوران العديد من العجلات و الدواليب التي تدور بدورانها . جنوبنا اليوم احوج من أي وقت مضى إلى البناء و التنمية لتكون البداية الموفقة لتنمية الحياة بشكل متصاعد حتى و أن كان التصاعد بطي يظل ايجابي دام انه يتجه إلى الاعلى ، وللتنمية متطلبات اهمها و اساسها وركيزتها الاساسية هو العنصر البشري المتمثل بالطاقات البشرية المؤهلة و المدربة القادرة على التكيف مع مختلف الظروف و التعامل مع أي جديد بما تحمله من خبرة و كفاءة وفعالية لجعل البلاد أشبه بخلية نحل عاملة بشكل مستمر و بناء متواصل . فالحقيقة اليوم تستوجب عدم تجاهل القضايا المتعلقة بالوطن الذي نعيش فيه بكل مشاكلة و أزماته و متطلباته ، بل وجب الالتفات لها والإسراع بالعمل والاهتمام بالأمور وعدم التأخر لتهيأت الاسباب و تثبيت الركائز الاساسية لإنجاز الأهداف المنشودة التي يتطلع لها ابناء الجنوب بشقف وحلم يرودهم لا رجوع عنه. فما هي المعايير التي على اساسها تقاس التنمية في أي بلد ؟ وكيف تعاملت الدولة الوليدة بعد الاستقلال من سابق في إدارة البلاد على كافة نواحي الحياة ؟ و اليوم نحن في مرحلة الاستقلال الثاني فماذا ستحقق الثورة الجنوبية بعد ؟ ومنهم الفاعلون و الشركاء لقيادة عجلة التنمية و الدفع بها إلى الامام ؟ تساؤلات نضعها للقيادة للإجابة عليها للبدء بالعمل لدوران عجلة التنمية لتتحسن معها الاوضاع في البلد و تؤمن معها ديمومته و تصحح كل مساراته للخير والنماء و لتبقى الثورة مستمرة مقدسة بقدسية وطنا الغالي الجنوب.