رغم النصر الكبير و العظيم الذي حققناه في تحرير عدن و منذ لحظة توقف المعارك في أغسطس 2015م و اغلب الناس مصابون بحالات انكسار في الوجدان .. و الحزن يسكن الضلوع .. و الجوع يأكل و ينهش في الأحشاء الخاوية في منازل كثيرة .. و الرعب صار هاجساً يحلق في كل مكان في المدينة .. انكسار النفوس و حزن الأفئدة ليس سببه ((هزيمة )) و إنما هي ملامح أساسية لواقع حياة الناس .. اغلب الناس .. نتيجة الأوضاع الأمنية و المعيشة الصعبة الراهنة ((المؤقتة )).. التي علينا جميعاً بأن نعمل على المساعدة في تغييرها و تحسينها للأفضل . إذاً لم يطرأ جديد في حياة الناس فالمسالة كلها تغير حاكم فالحكام الشماليون السابقون كانوا يفرضون و يحققون هيمنتهم على الأرض و الواقع دونما ضجيج !! أما حكامنا الجنوبيون يسرفون في الحديث عن منظومة شعارات تدغدغ العواطف و ذلك لأنهم ينتظرون القرار القادم من الخليج !! تغيير الحكام لا يعني الناس بشيء ما يهم الناس هو تغير منظومة الحكم و تغيير الواقع الأليم الذي يعيشوه فإلى اليوم لا يزال الناس يعانون من افتعال أزمات انعدام البترول و الغاز و الديزل و ارتفاع الأسعار و يعانون في استلام رواتبهم و معاشاتهم لشهور عديدة سابقة .و كذا المقاومة الجنوبية الباسلة التي ضحى شبابها و لازالوا يضحون فهم يحملون أرواحهم على أياديهم فداء لهذا الجنوب لازال هؤلاء الشباب دون رواتب أو حتى إعانات معيشية بسيطة من الدولة . لا يهم الناس من يحكم اليوم .. إنما ما يهمنا مصير هذا الوطن و طريقة إدارة هذه الدولة فيه ..فنحن لا نريد أن تعود بنا عجلة الزمن إلى الوراء ((الخلف)) أي إننا لا نريد أن تحكمنا وجوه جديدة بنفس فكر منظومة الحكم السابق و طريقة إدارتها للدولة كما كنا في عهد حكم قوى النفوذ الشمالية التي رفضناها جملة و تفصيلا بل شكلاً و مضموناً . و لكننا نريد قيادة تسعى و تناضل لفرض امن و أمان المواطن و إعطائه كافة حقوقه و مستحقاته ليقوم بواجبه تجاه وطنه على أكمل وجه حباً و طواعية لا مكرهاً على ذلك ، و من هنا فأني أناشد و ادعوا كل المواطنين دون استثناء للوقوف صفاً واحداً إلى جانب رجال الأمن و المقاومة و كذالك ادعوا الجميع للتعاون و الاصطفاف معا قيادة المحافظة ممثلة بالأخ المحافظ/ عيدروس الزبيدي و مدير الأمن / شلال علي شائع و مساعدتهم في إتمام مهامهم و إنجاحها فيما يخص امن المحافظة و إدارتها ،ليتسنى لهم توفير حياة أمنه و مستقره و كريمه لكل أبناء هذه المحافظة . لهذا يجب علينا تفعيل و تعزيز دور الشراكة و الوطنية و الانتماء للنهوض بعدن من ماتعيشه اليوم من واقع مأساوي و علينا محاربة و إلغاء الفكر المناطقي و الاستحواذي و القضاء على آفة ثقافة الفيد الدخيلة على مجتمعنا . من كل ما جراء و يحصل فأن المتابع للشأن الجنوبي عموماً و عدن خاصة يلحظ جيداً و بوضوح مدى حاجتنا في هذه المرحلة إلى إعادة تأهيل الإنسان قبل إعادة الأعمار لهذه المدنية المكلومة . نعم أعزائي أقولها لبعض المسئولين الذين يتصارعون و يتنازعون على الحقائب الوزارية لتحقيق مصالح شخصيه لهم على حساب ضحاياهم من المواطنين الغلابة و الأبرياء ..وعلى ملف إعادة أعمار عدن كونه ملف عامر بالهبات و الأموال الخليجية . متناسيين إننا في هذه المرحلة نحتاج لبناء دولة و وطن و لم يكون ذلك بالأيادي الخليجية البيضاء و السخية فعلينا أن ندرك جيداً يا هؤلاء أنه مهما بلغ حجم و كم العطاء الخليجي المقدم و الداعم فأنه لن يدوم ؟! لهذا يجب علينا أولاً بناء الإنسان الجنوبي من خلال الوقوف عن التعليم و الحث الدائم لأبنائنا و شبابنا و الدفع بهم نحو المدارس و الجامعات لمحاربة سياسة و ثقافة التجهيل و الغش الممنهجين و الذين زرعا و فرضا علينا منذ العام 94م لأن هذا الجيل من الشباب بتعليمهم هم من سيبني الوطن و ينهض به لأنهم هم عماد الوطن و عموده الفقري بل أنهم الثروة الحقيقية لهذا البلد دون سواهم. و للأخلاق و القيم و تعزيز روح الوطنية و الانتماء و تفعيل دور الشراكة لذا المواطنين جانباً مهم في نهضة و رفعة هذا البلد أعزائي !! و من هذا المنطلق اوجه رسالتي للرئيس هادي و نائبه بحاح بالاهتمام بهذا الجانب الهام و الضروري في هذه المرحلة و ترك أي خلافات شخصية لن تفيد أو تقدم البلد خطوه واحده كما عليهم ان يكونوا مدركين تماماًَ لما يعنيه الأخ المحافظ و مدير الأمن من ضغوطات و مساعدتهم على حلها و تداركها لا على إيجاد عوائق و عراقيل إضافية لعملهم . لأن هذه الخلافات تنعكس تلقائياً و مباشره سلباً على كل فئات الشعب فتولد التشظي و الانقسام بين أبناء و فئات الشارع الجنوبي . دعونا نلتف حولكم كقيادة موحده همها الأول و الأخير و هاجسها هو مشكلات المواطنين و كيفية حلها لتوفير السبل العيش الكريم و الرغيد .. لأننا بحق شعباً يستحق كل الخير . الشعب الجنوبي يريد قيادة موحدة في رؤاها و مواقفها و قادرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ، اترك الخلاف و توجهوا صوب الهدف الذي كلنا متفقين عليه و غايتنا تحقيقه و هو استعادة و بناء دولة و وطن . و للجميع أقول تذكروا أن الأوطان تبنى بسلاح العلم و الأخلاق و القضاء على الجهل و الأمية .. وفق الله الجميع قيادة و شعباً لما فيه خير و صلاح هذه الشعب و نهضةً و رفعة هذا الوطن !!