يواصل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن تحقيق المزيد من التقدم على تخوم العاصمة صنعاء، وذلك بالتوازي مع مواجهة تنظيم القاعدة وعدّة مجموعات مهدّدة للاستقرار المتحقّق في العاصمة المؤقتة عدن. ووفقا لمصادر خاصة ب»العرب» من منطقة نهم بشمال شرق صنعاء، فقد خسر الحوثيون العديد من المناطق الاستراتيجية التي كانوا يسيطرون عليها، فيما عزز الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مواقعهما على بوابة صنعاء الشرقية. وفي تصريح «العرب» من منطقة المواجهات قال الصحافي اليمني أحمد شبح إن الجيش والمقاومة تمكنا من استعادة السيطرة على أعلى قمة في مواقع فرضة نهم والمعروف بالمحول فيما دارت اشتباكات عنيفة داخل سور معسكر الفرضة. وعن أبرز التطورات الميدانية في منطقة نهم أضاف أحمد شبح «تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة من السيطرة على رتل عسكري كان في طريقه لتعزيز ميليشيات الحوثي وقوات علي عبدالله صالح في منطقة نهم واستعادة كامل السلاح وقتل وأسر جميع مسلحي الميليشيات.» وكانت المقاومة والجيش قد استعادا السيطرة على ثلاث تلال مطلة على معسكر الفرضة يعتليها قناصون تم القضاء عليهم وفقا للصحافي أحمد شبح الذي أكد أن معسكر الفرضة الذي تسيطر عليه قوات صالح بات تحت السيطرة النارية للجيش والمقاومة ولم يعد يشكل خطرا، مشيرا إلى أنه لم يتبق فيه وفي محيطه الا عدد قليل من القناصة لكنهم تحت الحصار وليس أمامهم الا الاستسلام أو الموت. وتشهد جبهة منطقة بران باتجاه العاصمة صنعاء التي تتجاوز معسكر الفرضة بحوالي خمسة كيلومترات تقدما نسبيا للمقاومة والجيش اللذين استعادا السيطرة على بعض المواقع المطلة على منطقة مسورة وهم في طريقهم للسيطرة على منطقة محلي. قوى محسوبة على المقاومة الجنوبية تعمل على فرض طلباتها بالقوة وترفض تسليم مؤسسات الدولة ولفت شبح إلى أن منطقة المواجهات شهدت وصول تعزيزات للجيش الوطني حيث انضمت مؤخرا كتيبة من قوات المهام الخاصة إلى معارك فرضة نهم وهو الأمر الذي يساهم في تثبيت مواقع المواجهات التي تتجه نحو العاصمة وتتركز في المنطقة الواقعة بين فرضة نهم ونقيل بن غيلان ونحو مفرق أرحب. ويذهب خبراء عسكريون إلى أن تقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في منطقة نهم التي لا تبعد عن العاصمة صنعاء سوى 40 كلم يعد بمثابة اختراق هائل وفقا للمعايير العسكرية ومؤشر على تداعي جبهة الحوثيين وصالح. وعلى صعيد متصل أكدت مصادر مطلعة ل«العرب» من محافظة الجوف بشمال البلاد تمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من السيطرة على معسكر الخنجر آخر الألوية العسكرية في محافظة الجوف والذي يقع في كبرى مديريات المحافظة ذات الموقع الاستراتيجي والتي تعني السيطرة عليها فتح جبهات مباشرة باتجاه معاقل الحوثيين في محافظتي صنعاء وصعدة. ومن جهة أخرى، وفي سياق المعركة التي تخوضها الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن بمواجهة الإرهاب ومحاولات نشر الفوضى، شهدت مديرية المنصورة في محافظة عدن بجنوب البلاد اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني وعناصر مسلحة خارجة عن القانون. وقالت قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في بيان لها حول الاشتباكات التي شهدتها عدن أن المواجهات هدفت للتصدي لمحاولات إعادة اقتحام ميناء الحاويات والمنطقة الحرة من قبل عناصر مسلحة، وهو ما استدعى تدخل حرس المنشآت المكلفين بحماية المكان. وأضاف البيان أن المنطقة العسكرية الرابعة تلقت بلاغات عصر الاثنين عن تخطيط جماعات مسلحة للهجوم على ميناء الحاويات والمنطقة الحرة للسيطرة عليهما. وأشار بيان قيادة المنطقة العسكرية الرابعة التي تقع عدن في نطاق اختصاصها أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل أربعة جنود وإصابة ثلاثة آخرين، إضافة إلى مقتل ثلاثة مدنيين بغرب المنصورة وتضرر بعض المنازل والممتلكات العامة والخاصة. وعن طبيعة المواجهات ودلالاتها الأمنية وصف المحلل السياسي اليمني منصور صالح في اتصال هاتفي مع «العرب» من عدن ما يجري في المدينة بأنه «محاولات من قيادة المحافظة بقيادة المحافظ عيدروس الزبيدي ومدير أمن المحافظة شلال شايع لبسط سلطات الدولة على بعض المناطق التي مازال فيها حضور مؤثر للجماعات المسلحة التي تحاول إن تحل محل الدولة .» وأضاف منصور أن تحرّك السلطات يتراوح بين الدفاع لمنع توسع هذه الجماعات، والمبادرة بالهجوم لرفع أيدي هذه الجماعات عن بعض المناطق كما حصل في التواهي سابقا أو استعادة المؤسسات والمرافق الهامة كما حدث في ميناء المعلا. ولفت المحلل السياسي منصور صالح إلى أن ما حدث الثلاثاء في المنصورة «يكاد يكون التحدي الأبرز أمام الحكومة وسلطة المحافظة لاعتبارات عديدة تتمثل في وجود قوي للعناصر المسلحة التي ينتمي بعضها لتنظيم القاعدة، وكذا وجود قوى محسوبة على المقاومة الجنوبية وكان لها دور في معارك تحرير عدن، وكل هذه القوى مجتمعة باتت شوكة في خاصرة الدولة وتريد أن تفرض سلطاتها، وتعمل على فرض طلباتها بالقوة كما ترفض تسليم بعض المؤسسات الواقعة تحت سيطرتها». *من صالح البيضاني