أكد محمد الحوثي «حاكم» العاصمة اليمنيةصنعاء وعمران وصعدة وحجة وإب وذمار والحديدة وريمة والمحويت (مدن الشمال) ورئيس «اللجنة الثورية» لجماعة «أنصار الله»، أن تصريحات إيران التي اعتبرت صنعاء العاصمة الخامسة لها بعد بغداد ودمشق ولبنان وطهران «استفزازية لنا كما هي استفزازية للخليجيين». وأضاف رداً على سؤال ل «الراي» عما إذا كان يرى أن إيران ارتكبت خطأً كبيراً ضد اليمنيين وأضرّت بهم من خلال تصريحاتها؟ «نعم... نحن دائما نقول إن لا داعي لمثل هذه التصريحات، فنحن مستقلون في قراراتنا وإرادتنا، والحديث عن التدخل الإيراني بعيد عن الواقع، وهذه إشاعات كإشاعات وجود سلاح نووي في العراق». وأشاد الحوثي الذي التقته «الراي» في القصر الجمهوري في صنعاء الذي يتخذه مقراً لحكمه بمواقف سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، مؤكداً أن الكويت «كانت وستظل محل احترام الشعب اليمني الذي ساهمت في تنمية بلده»، وتمنى أن «تعيد الكويت حساباتها في موضوع المشاركة في التحالف العربي. اليمنيون يحبون الكويتيين وسمعنا حديثاً لوزير الخارجية الكويتي أخيراً الشيخ صباح الخالد، يتحدث عن التنمية للشعب اليمني، وهذا الذي كان يجب ويفترض أن تستمر فيه دولة الكويت». وأضاف:«نحن نعتبر أن لدى الشعب الكويتي تحدياً مثل ما لدينا في ما يتعلّق بالعمليات الإرهابية من حيث تفجير المساجد. وهنا لا بد من أن أشيد بالقيادة الكويتية ممثلة بسمو الأمير الذي استطاع تفويت الفرصة على مريدي إثارة الطائفية والمناطقية. لقد كانت لدى سمو أمير الكويت حكمة جيدة ومميزة لعدم ترك مجال للآخرين ليقطّعوا نسيج المجتمع الكويتي الاجتماعي، لأن ذلك إن حدث لا سمح الله سيحزننا نحن. كما أننا نعتبر أي فوضى أو عدوان على أي بلد عربي يخدم إسرائيل وما يحدث الآن كله يخدم هذا الكيان الغاصب»، متمنياً «دوراً بناءً للإخوة الكويتيين لوقف استهداف اليمن وشعبه وثرواته». ورداً على سؤال عما إذا كانت حصلت مواجهات بين الحوثيين مع جنود كويتيين، قال الحوثي:«نحن لم نرد على القصف الذي تعرّضنا له من التحالف إلا بعد أربعين يوماً، كوننا لسنا أعداء لهم، ولكن أرغمنا على الدفاع عن أرضنا، فاستهدفونا بطائراتهم إلى اليوم. ورغم ذلك، لم نلاحظ وجود جنود كويتيين ولم نتواجه إطلاقاً مع أي قوة كويتية على الحدود السعودية، ولا أعتقد أن الكويت شاركت برياً في المواجهات». وعن تحقيق قوات التحالف غالبية أهدافها في اليمن قال محمد الحوثي:«يتحدثون فقط عن أشياء رسموها في البداية، لكنهم لم يحققوا شيئاً غير دمار البنى التحتية». ونفى الحوثي أن تكون جماعة«أنصار الله»وراء الاغتيالات الحالية في عدن عبر تنظيمي«الدولة الإسلامية»(داعش) و«القاعدة». قائلا إن هذا الأمر غير صحيح«ونحن نأسف لما يحدث، وهناك من يتبنى هذه الأعمال. داعش يتبنى والقاعدة يتبنى. ولو كان لدينا يد بما يحدث في الجنوب لأعلنّا ذلك، لأننا نواجه وجهاً لوجه ولا نغدر أحداً». أليس«داعش»و«القاعدة»من صناعتكم؟ يرد الحوثي:«الجميع يعرف صناعة من، وليس لنا علاقة بذلك، بل نحن أيضاً نكتوي بنارهما في تفجير مساجدنا واغتيال مسؤولينا». وهل هم مستعدون لتنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه بعودة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى القصر الجمهوري في صنعاء«الذي نحن فيه الآن»؟ أجاب:«نحن لا ننظر إلى السلطة إلا من زاوية المحافظة على مؤسسات الدولة. لن نكون حجر عثرة أمام حل جذري لشعبنا نستطيع من خلاله حقن الدم اليمني. لكن ليس الحل في أشخاص بعينها ممن عرفوا بفسادهم، بل في شخصيات لها تأثيرها».وهل يعني ذلك أنهم ضد عودة هادي لصنعاء؟ أجاب:«لا تعليق». وعن الخلاف مع حزب«المؤتمر الشعبي العام»الذي يتزعّمه علي صالح حول عودة مجلس النواب، قال الحوثي:«مجلس النواب أخذت شرعيته من البداية من خلال المبادرة الخليجية التي جعلت دوره شكلياً». ورداً على موقف روسيا الرافض الاعتراف بشرعية حزب أو مليشيات؟ أجاب:«هذا الحديث لا صحة له، والموضوع أصلاً محاولة لشق التحالف بين أنصار الله والمؤتمر، وهم يحاولون جعل الشعب مشغولاً بخلاف وهمي بين الطرفين عن مواجهة العدوان». وهل ثمة بوادر لتشكيل حكومة موقته حتى تعترف بها روسيا والصين؟ يرى الحوثي أن هذه الأمور«يمكن أن تطرح، فإخواننا في المؤتمر وأنصار الله حينما ذهبوا إلى مؤتمر جنيف 2 لإيجاد حل أُممي، واجهوا اعتراضاً على ذلك. واتفاق السلم والشراكة هو من جاء بحكومة خالد بحاح، لكن الخليجيين تراجعوا عن اعترافهم باتفاق السلم والشراكة، ولهذا نسفوا الاعتراف بحكومة بحاح». وعن المبالغة في تكريم الحوثيين لممثل الأممالمتحدة ولد الشيخ أحمد من دون أن يكون هناك شيء إيجابي لوقف الحرب، قال الحوثي:«الشعب اليمني شعب مضياف ومن حقنا أن نكرّم من نريد». وأكد الحوثي عدم وجود خلاف شخصي مع السعودية، وعندما طلب منا ممثل الأممالمتحدة تسليم أسيرين سعوديين بلا أي مقابل سلمناهما».
