ذكريات جميلة خطها المعمر ذو المائة والثلاثين عام محمد الخليدي في لقاء جمعني به بمنزلة بقرية سفيان والتي تشتهر بوجود ضريح ولي الله الصالح سفيان بن عبدالله تحدث كثيرا عن لحج الثقافة والفن والزراعة والزمن الجميل ولم يعلم حتى اللحظة أن الفنان فيصل علوي قد انتقل إلى رحمة تعالى فهوا من محبي فنه ويلازمه في كل حفلاته التي تقام في المحافظة وخارجها ، تفاصيل حياه بكل ما فيها من ماسي وأفراح يتحدث فيها المعمر الخليدي وهو بكامل وعيه في هذا اللقاء المتنوع والشيق حاوره \ هشام عطيري
- البداية سألناه كم سنه لديك ؟ عمري اثنين وثلاثين سنه بعد المائة
- كم تزوجت ؟ مش كثير ثلاث نساء
- كم معك أولاد ؟ الان معي ثلاث بنات وولدين وخمسة وتسعين حفيد
- هل أنت موظف ؟ نعم موظف سابق في محلج القطن ومنه انتقلت إلى المشروع الزراعي وألان استلم راتبي التقاعدي من البريد
- احكي لنا عن أيام زمان في لحج ؟ أيامنا كانت حاليه ما كماها أيام ونعمه كل شي فيها حلو كنا ما نحسب لزمن حساب كنا عائشين على الباري وفي كل يوم نحن في حال قدره المولى لانسأل ولا نعطي للحاجات اكبر من قدرها يعني كنا نعيش ببساطة ويسر والألفة والمحبة والتراحم كانت كلها عائشة معانا وما نفارقها .
- والزراعة ؟ الزراعة كانت ثانيه مش زى هذي الأيام أكثر الناس ما عاد يهتموا بالزراعة كما في الماضي وكانت الهند(الذرة) شيء ثاني والقصب نزرعه مرتين والحبحب والشري (الشمام) شوه الحلاوة والحجم الكبير أما البكر والغربة( من أنواع الحبوب) سبحان الله كانت وجباتنا الثلاث يوميا .
- تعرف القمندان شخصيا وهل عايشته؟ كيف مش اعرفه شخصيا... اعرفه شخصيا واعرف صورته وهو رهيف ونحيل أول ما يقبل عليك من بعيد تعرفه بابتسامته العريضة الله يرحمه كان طيب القلب متواضع تحصله بين الناس طوال اليوم وكل الناس تحبه .
- ومعاملة السلاطين لكم أيام زمان ؟ كانوا ما يستووا منهم الطيب ومنهم عكسه وأكثرهم طيبين .
- هل لك علم بأيام الأتراك أثناء دخولها لحج ؟ اذكر بهم وانأ صغير لما جاؤوا للحج ووقعن حرب بس مش جلسوا كثير عندنا أيامها كانت حرب في كل مكان وكانوا البريطانيين في عدن الرجم فيهم حامي وطرش بالما الحامي .
- كيف كانت السيول في أيامكم ؟ ايش السيول حق زمان كانت مدفر وراء مدفر (سيل بعد سيل) وكنت أشوف في الليلة تجي ثلاثة مدافر من ذيك المدافر تدقدق كل شيء أمامها وتخلي الوادي نظيف من الجرب ألان شوف الوادي وكأنه عبر (ممر مائي صغير ) من كثرة البسط عليه .
- خلينا ننتقل إلى عادات وتقاليد الزواج ؟ كانت إلي نريدها زوجه وقدها زبون (مهر غالي) كانت بعشرين أو بثلاثين روبية من حق زمان . ولما نروح نجيب العروسة مع الفوانيس ويتقدمنا شيخ القرية أو واحد من الرجال العقال والفاهمين ونخرج من المكان حقنا بالشعر ننشده جميعا وبصوت واحد حتى نبتعد من القرية حقنا وساعة ما نقبل على القرية التي فيها العروسة نقول شعر يختلف عن الأول بس ألان ما عاد أحفظه كانت أيام حلوة بعدها تخرج العروسة مع أهلها إلى فوق الجمل نسميه الهودج ونخرج من عند أهل العروسة بشعر وغناء لما نوصل إلى بيت العروس وهو الذي يقود الجمل فرحان ومبسوط وكلنا فرحانين معاه . وبعدها جاء القمندان وغير كل الذي كان وخلى لحج تشعل بالغناء والطرب وكل ليله حفل وسمر إلى الصباح وكان دائما يتمشى فوق حصان حقه بين الناس يسمع ايش الذي يقال أثناء السيول والزراعة ولما نحصد المزروع في أي موسم فيها أشعار كثيرة وشرح استفاد منها القمندان وبعدين بداء يألف الأغاني وتتغنى. وفي فترة من الفترات تبنى مجموعه من الأطفال وعلمهم الغناء وأصبحوا فنانين مشهورين إلى يومنا هذا ومنهم فيصل علوي .
- لايعلم بموت فيصل علوي وأولاده لم يخبروه بما حدث ، فقلنا له ونحن لا نعلم ذكرياتك مع فيصل علوي رحمة الله علية ؟ ليه مات فيصل .. ( وأجهش ساعة بالبكاء ) ولم نستطع إسكاته حتى أكدنا له أن فيصل مازال حيا.. يقول الوالد الخليدي : " من يوم ماعرفته وهو صغير وانا معه في المخادر والحفلات وانا هذا الإنسان حبه هكذا من الله لما يغني ينسيك الهم الذي انته فيه ولو استطيع سير على رجولي (أقدامي) مكاني معه من حيث ما راح " .
- ابلغونا انك تشعر اسمعنا بعض منها ؟ يادهر مالك علينا شي عاد باتعدل والحمل فوقي ثقل وانته مكانك تحمل لاعاد معي عيشه ولا أسباب تبتذل واليوم جسمي نحل ضاقت وين تباني قبل