ان تحدثنا عن مديرية جيشان ،فسنتحدث عن البؤس والمعاناة وضنك المعيشة التي يتجرعها قرابة العشرون الف نسمة ...! ذلك هو تعداد سكان جيشان المنسية والمهملة التي يعيش اهلها تحت مستوى خط الفقر... وقبل ان نتطرق الى مايعانيه الاهالي دعونا نعطي نبذة تعريفية عن هذه المديرية النائية والمترامية الاطراف...
فمديرية جيشان هي احدى مديريات محافظة ابين حيث تبلغ مساحتها 824 كم مربع ويحدها من الشرق مديرية نصاب بمحافظة شبوة ومن الغرب مديرية الصومعة بمحافظة البيضاء ومن الشمال مديرية مرخة بمحافظة شبوة ويحدها من الجنوب مديرية لودر... ويشتغل الاهالي بالزراعة ورعي الاغنام وتربية النحل .. فيما غادر معظم شباب المديرية ديارهم (مكرهين) صوب دول الخليج بحثاً عن لقمة العيش ...
وتعاني مديرية جيشان من عدم توفر الخدمات الاساسية كالكهرباء والمياة الصالحة للشرب والاتصالات.... اما في مجال الصحة فتوجد هناك ثلاث وحدات صحية تقريباً لكنها تفتقر للاطباء المتخصصين والمختبرات والاشعة وتعاني كذلك من عدم توفر الادوية والاسعافات الاولية ..وبالتالي فهي عديمة الجدوى...!! مما يضطر الاهالي لنقل الحالات المرضية الحرجة الى خارج المديرية ... ولبلوغ اقرب مستشفى عليهم ان يسلكوا ويجتازوا سلسلة جبلية وعرة ،وقد لايحالفهم الحظ كثيراً لاسعاف المريض ليعودوا به جثة هامدة بسبب وعورة الطريق وقلة ما في اليد..!!
اما عن الحلم الذي ظل ولايزال يراود ابناء المديرية ،والذي لم يتحقق بعد رغم الوعود ..هو تعبيد وسفلتة الطريق الذي طال انتظاره...ليخفف عنهم بعض من المعاناة والمشقة في نقل كل مايحتاجونه من مواد غذائية ومحروقات وغيرها من المتطلبات.. علماً بانه قد تم اعتماد الطريق الرابط بين جيشان ودمان ولودر ،ووضعت له الدراسات ،الا انه لم يرى النور وبقي حبيس ادراج الفساد...!! ولاندري عن سبب تعثر هذا المشروع الحيوي الهام..
وفي الجانب التعليمي والتربوي فان المديرية بحاجة لبناء مدارس وفصول دراسية اضافية في بعض مراكز المديرية نظراً لكثافة الطلاب...! وبما ان جيشان منطقة جبلية فهي بحاجة لانشاء السدود والحواجز المائية لتحفظ مياه الامطار والسيول والاستفادة منها في عمليات الري .. كما ان هذه السدود والحواجز تساعد ايضاً في تغذية المياه الجوفية وتحمي كذلك الاراضي الزراعية والقرى من الفيضانات والسيول المتدفقة من اعالي الجبال خصوصاً في مواسم الامطار الغزيرة..
ودعونا نتحدث قليلاً عن المواقف الوطنية والبطولية المشرفة لابناء المديرية .. حيث كان ابناء جيشان في مقدمة الصفوف لمواجهة مليشيات الحوثي والمخلوع ،فقد التحق قرابة المائة والخمسين مقاوماً بجبهة عكد بالمنطقة الوسطى وقدموا عدداً من الشهداء والجرحى .. وثبتوا في ساحات الشرف والبطولة حتى تحقق النصر.. وهنا نناشد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بضرورة الالتفات لهذه المديرية التي عانت كثيراً .. ليتدخل شخصياً لانتشالها من وضعها الحالي .. وتوفير الخدمات الاساسية والتوجيه بالاسراع في تنفيذ الطريق ..هذا الشريان الحيوي الهام الذي لايحتمل التأخير او التسويف..!!
كذلك نتوجه بهذه المناشدة لكافة المنظمات الدولية والإغاثية لارسال فريق لعمل مسح ميداني لحصر الاسرالفقيرة والمعدمة لاغاثتهم ومدهم بالمواد الغدائية وخزانات المياة وغيرها من المواد الضرورية ..
ونناشد كذلك وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية لزيارة جيشان للاطلاع على الاوضاع الصحية بالمديرية عن قرب.. وتوفير الادوية والمستلزمات الطبية والاسعافية للمواطنين. وما هذا إلا (غيض من فيض) وقطرة من بحر الحرمان والمعاناة الذي يعيشها ابناء واهالي مديرية جيشان...!! ،فنتمنى ان تجد مناشداتنا آذان صاغية ،لتأخذ طريقها للاستجابة.