أتساءل كثيراً ما هو (الذنب) الذي ارتكبته محافظة الضالع حتى تُحرم من أبسط مقومات الحياة؛ليس لكونها أول محافظة تتنفس (عبق) الانتصار في الحرب الأخيرة ضد مليشيات الحوثي وصالح،بل وكونها هي من أسدلت (سدال) الحصار عن (قاعدة العند) التي ما تحررت إلا بعد إن كسرت الضالع جسور المتمردين عن مساحاتها الشاسعة ورمالها اللاهبة التي أغرقت كل مخطاطات الفاسدين.. وبالرغم من هذا فلا تزال محافظة الضالع تفتقد لأغلب متطلبات الحياة الكريمة التي تستحقها،فنهارها مسعورٌ بالغلاء،وليلها (حالكٌ) بالظلام!.. فمنذ إن تحررت معظم مناطق الجنوب،وحضر فيها الأمن؛وتوفرت المشتقات النفطية،وفتحت الطرقات،والضالع لا تزال محرومة من كل ما حصلت عليه نظيراتها من مناطق الجنوب من توفر للخدمات رغم أنها لم تكد تتحرر إلا بعد أن تحررت محافظة الضالع وأغدقت جبهاتها بمقاتليها الأبطال الذين ساهموا في تحرير كل مناطق الجنوب المحررة دون استثناء .. لكنني اليوم أتساءل في حيرة،بل وأوجه تساءلي هذا إلى المحافظ عيدروس والقائد شلال:"من الذي أوصل القائد عيدروس الزبيدي إلى مكانته كمحافظٍ لعدن"؟؟. "ومن رفع العربيد (شلال علي شائع) إلى مكانته التي لم يكن يراها حتى في الأحلام"؟؟..أليست هي الضالع؟؟ لم يمر المحافظ وقائد أمنه إلى على (أكتاف) أبطال الضالع،ولم يصلوا إلى مراتبهم إلا بعد استعصاء وإباء محافظتهم (الضالع)!وكبرياء أبناءها .. فلماذا كل هذا العبوس؟؟،بعد إن كان حريّاً بكم أن تسارعوا-رفقة البقية-بتوفير الخدمات العامة،وإعادة الكهرباء،كردٍ للوفاء الذي تلقيتموه عندما كنتم (تتشرذمون) في بقاع أرضها،ولم تكن تصلكم من (الشهرة) إلا بمقدار ما يصل من ضوء الشمس إلى قاع البحار؛فأوصلتكم إلى ما قاتل عنه الآخرون فلم يصلوه.. للأسف..ظننا أنكم المنقذون لمحافظتنا التي لم يبخل أبناءها يوماً عن الدفاع عنكم،والذود عن مكانتكم ،وحتى فداءكم وقدموا التضحيات لأجلكم. رفعناكم إلى منصات عدن لأننا جعلناكم في عيون العالم (ملوكاً وأبطال)،آملين أن (نراكم) فيها،تقودونها نحو التقدم،وترسموا فيها الأمان .. لترفعوا رؤوس جنودكم الذين أمضوا السويعات تتلو السويعات في مرافقة مواكبكم كلما تحركت،ووهبوا أرواحهم (رخيصة) في سبيل فدائكم .. لكننا إلتمسنا الجحود،ورأينا اللحود والإعراض،وصمّتم كثيراً،وأنتم تعلمون أن أبناء محافظتكم يعانون قسوة الحياة ومرها.رضيتم بالعيش (الرغيد) وقبلتم أن يسهر أبناء شيمتكم على شموعٍ تحجب ضوءها الحشرات الطائرة التي عاثت بنا فساداً بعد إن انقطع عنها (الكفاح الكهربائي).. ونحن نؤيدكم،ونشد العزائم لنصرتكم،لم (يخطر) في مخيلاتنا يوماً أنكم ستصمتون عنّا،أو تعرضون عن أوضاعنا وآلامنا مهما كلف الأمر؛توسّمنا بكم خيرا، (فغدت) كل آمالنا فيكم خراباً و حطاما.. تناسيتمونا ولا زلتم في بواكير مهامكم،وعزفتم عن محافظتكم ولم تتوسلوا حتى (بقرار)،أو حتى (بموعد عرقوبي) تردون به حق الطاعة أو كإهداء للصداقة،أو حتى معروف،ولا مانع..بل ليكن (بذخاً) ورياءاً أمام الناس. لكنني اليوم أطمئنّكم بأن محبتكم لدينا قد تحّولت إلى (كراهية) وعداء،فلم يعد ذلك الطفل يرفع صوركم،ولم تعد الحرائر (تزغرد) لكم؛ولم يعد الشارع يتلفّظ بأسمائكم ،بل أصبحتم (دوائر) تتمركز حولها الشتائم،وصناديق سوداء توضع فيها الانتقادات ..وكلما ذُكرت (سيركم) لازمها القول السائد:"هل وضعتم الضالع في سلة المحذوفات"؟!