مثلي مثل مليارات البشر، تابعت يوم الجمعة انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ومثلي مثل 400 مليون عربي، تساءلت وكتبت وغردت منذ أشهر حول عدم وجود تنسيق عربي - عربي، وعن الانقسام الحاصل في آسيا والعرب حول «من يحظى بصوت من»؟ وطالبت بمرشح واحد، لأن وجود الأمير علي بن الحسين والشيخ سلمان بن إبراهيم، وكلاهما شخصية إدارية محنكة، وتاريخ كل منهما يشهد له...
فالأمير علي كان نائباً لرئيس «فيفا»، وهو رئيس اتحادي الأردن وغرب آسيا، وله علاقات عربية ودولية كبيرة، وسبق أن كان أول المتصدين لسطوة بلاتر، ونال 73 صوتاً أمام (أكبر هامور كروي في العالم)... وأعلم أن أوروبا وقتها دعمته كرهاً ببلاتر وليس فقط حباً به، ولكنه اكتسب خبرة إدارية كبيرة سمحت له بالترشح لأكبر وأهم منصب كروي في العالم. والشيخ سلمان هو رئيس الاتحاد الآسيوي الحالي، ونائب رئيس «فيفا» الحالي، ويبقى هناك خلاف حول مدى الإصلاحات أو التحسينات التي أدخلها على الاتحاد الآسيوي. والمعروف أن الشيخ أحمد الفهد وقف معه بقوة علناً منذ البداية، على رغم أن صوت الكويت وإندونيسيا غابا من جلسة الجمعة بقرار من «فيفا» نفسها.
قلت إن التنسيق يمكن أن يوصل رئيساً عربياً، وجاء يوم التصويت ونال الشيخ سلمان 85 صوتاً، والأمير علي 27، أي ما مجموعة 112 صوتاً، وهو أكثر من نصف أصوات الكرة الأرضية المصوتين، وعددهم 207، ولكن تشتت العرب وانقسامهم، وحتى أصواتهم، أسهمت في تتويج السويسري المولد، الإيطالي الهوية، جياني أنفنتينو رئيساً ل«فيفا»، فكان أول تعليق لرئيس الاتحاد البحريني الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، بعد خسارة الشيخ سلمان الانتخابات، قوله: «نشعر بالخذلان من بعض الأصدقاء، وحتى العرب الذين قالوا لنا شيئاً وفعلوا أشياء أخرى في غرف الاقتراع».
المشكلة ليست في خسارة مرشحَين عربيَّين أمام «الأمين العام للاتحاد الأوروبي»، بل في ما قد يحدث من تبعات لهذه الخسارة، وهو ما نتمنى ألّا يحدث، وألّا يتطور وألّا يصبح أشد إيلاماً مما حدث لنا على مرأى ومسمع من العالم كله.