يتلذذ بعض اليمنيين حينما يصفون المملكة العربية السعودية بالشقيقة الكبرى فهل مرد ذلك أنهم يشعرون فعلاً أن السعودية شقيقة أم أنها عقدة نقص ضمن عقد نقص كثيرة تطبع شخصية اليمني تجاه الآخر وخصوصاً السعودي- الخليجي؟! اليمني أبُتلي بتراتب إجتماعي (وسخ) جداً ولّد هذا التراتب عقد نقص محلية فمثلاً القبيلي لا يعدوا أن يكون حيوان عند شيخه أو أي شيخ، والعامل أدنى من حيوان لدى رب عمله، أما المرؤوس فهو مثل الكلب المطيع الذليل لدى رئيسة، والطامة الكبرى أن الجندي الذي يفترض به أن يمثل شرف الوطن هو رقيق بكل معنى الكلمة لدى الضابط. نعم هكذا هو هذا التراتب في الشمال وهو حَكَمَ ولازال يحكم علاقات هؤلاء. أما الجنوب فكان للإنسان مكان محترم فليس هنالك تراتبية ناهيكم أن البنى القديمة قد أزيلت لكن بعد ماسمي بالوحدة تعمد عفاش نخر المجتمع الجنوبي وأوجد طبقة فاسدة لكنها مسخ فليس لها ملامح ولا معالم أفرادها مثل أكياس القمامة لا أكثر ولاشك أن الجنوبي تأثر لكن في حدود معينة. هذا الوضع المزري خلق العقد المزمنة والمستحكمة في شخصية اليمني برغم أنه في جوهره إنسان محترم ومجتهد وصابر وشاقي لكن شخصيته مهدورة، أنسحب هذا الوضع على الوطن والدولة فأصبحا مهدوران حتى أن الرئيس أو الوزير اليمني حينما يذهب الخليج أو السعودية يذهب كشحات في هيئة مسئول. اليمن بلد تاريخ وحضارة، واليمن سيبقى اليمن وكثير من هذه الدول قد تذوب أو تختفي بعد نفاذ النفط أو إكتشاف العالم طاقة بديلة لذلك فأعتزاز اليمني بنفسه هو المقدمة الطبيعية لأحترام الآخرين له. لم أسمع مسئولاً خليجياً وبعض هذه الدول تحتاج مجهر لكي تكتشفها على الخارطة يقول عن السعودية الشقيقة الكبرى إلا نحن وياريت السعودية تعاملنا كأشقاء وترعى حق الأخوة والجوار لكن اليمني في السعودية مثله مثل البنغالي أو الفلبيني بل وأدنى، والسعوديون يستغلون حاجة هذا المواطن اليمني التعيس ليغمسوا لقمة عيشة بالإهانة والإذلال بل ويقوموا بالاستعلاء عليه في خلع عجيب لعقد نقصهم هم تجاه أمرائهم ومشائخهم على هذا اليمني البائس، لكن هذا الوضع لا يخدم السعودية على المدى الإستراتيجي فكل هذه السلوكيات والتصرفات تجتمع في نفسية اليمني وسيصطلي بها السعودي يوما ما. الأحرى بالسعودية كسب الشعب اليمني وأزاحة كل العوائق في الدخول إليها للإقامة والتنقل والعمل والإستثمار والتعليم وإلغاء نظام الكفالة العنصري لتكسب يمن المستقبل الذي ستحتاج له السعودية بل وسيحميها لو تطلب الأمر ذلك وتستحق عن جداره لقب الشقيقة الكبرى.