ربما لا يعلم الشيخ حميد الأحمر فحوى كلامه أو مدى واقعيته وصدقه ، حينما طمئن الشعب اليمني بأن لاحرب أهلية ستندلع في حال ان عمت الفوضى مدن البلاد ، الأهم في نظره الان هو التغيير ومن بعده الطوفان! اتسائل على ماذا اعتمد في قراءته تلك للواقع والتي اتت مغلوطة ومجازف بها ..بعد ان تفلت من قيود الانسانية و الدين التي تفضل هدم الكعبة على اراقة دماء الناس. لماذا لا يحشد حميد لتكريس التجربة الديمقراطية في البلاد والوصول إلى التغيير المنتظر عبر الانتخابات ان هو اراد أو تبنى التغيير بدلا من قلب الطاولة راس على عقب . حميد يملك المال والنفوذ وتلك اهم المعايير في دنيا السياسة لكنه بكل اسف لا يملك الحرص الكافي للوطن وللقرب أكثر من قلوب وعقول اليمنيين. لم يجد حميد في الحوار ما يرضي نفسه أو يصل به إلى هدفه .. فتوقع ان لا جدوى من الحوار في كل الاحوال طالما وهو لا يزال في كل الاحوال في خانة المعارضة .. كيف اسقط حميد الجيش دفعة واحدة .. حينما غيبه و قال انه لن يعول عليه في حماية البلاد .. وان اليمنيون سيحمون أنفسهم .. اذا كانت حاشد وغيرها من قبائل الشمال مدججة بالاسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة .. فان معظم اليمنين لا يملكون حتى مسدسا..! كيف تُلغى مؤسسة كبرى مثل الجيش الذي يظم في صفوفه كل اطياف المجتمع اليمني .. ويعتبر الامان والضمان للوطن وثوابته؟؟؟ ..هل هذه السلوكية تنبئ بالتفاؤل ؟ .. من اين سيأتي الينا الشيخ حميد بجيش يحمينا ؟ .. هل يعول على قبيلته لحماية اليمن كما تطرق اليها احد اخوانه؟ .. هل سنجد انفسنا كيمانيون تحت وصاية قبيلة تعبث بنا إلى حين؟ ان يركب جهلاءنا موجة ليست من صنيعتنا ولا تتوافق مع واقعنا .. موجة الخروج إلى الشارع بدواعي قد تكون مبررة بقائمة من المهلكات كالفقر والبطالة فلنا ان نعذرهم ، لكن ان نجد شخصية سياسية تقول أنها تنتمي لطابع ديني وفكري منفتح يرمي بكل ثقله نحو صناعة الفوضى في البلاد فتلك لها معاني ومدلولات أخرى. في اليمن بلاد الايمان والحكمة .. نشعر يوما بعد يوم ان تلك القيم تتفلت منا وتجرنا إلى تيارها نزعة الفوضى و العنف و البحث عن المكاسب التي لا تأتي عادة الا مخضبة .. بل قل مغمسة بدماء الكثير من هذا الشعب.