أكد مصدر حوثي أن قيادات حوثية رفيعة وصلت إلى السعودية مساء أمس الأول وسلمت أسيرا سعوديا إلى سلطات بلاده، في حين ذكرت مصادر أخرى أن هذه الزيارة تعد البوابة الأولى لتدشين (مفاوضات سرية) مع السلطات السعودية بعيدا عن الرئيس السابق علي صالح. وأوضح مصدر سياسية ل(القدس العربي) أن «زيارة الوفد الحوثي للسعودية بقيادة الناطق الرسمي للجماعة عبدالسلام فليتة، المشهور بمحمد عبدالسلام، تعد أول خطوة لإذابة الجليد بين الجانبين وبدء مفاوضات سرية، بعيدا عن تأثيرات الرئيس السابق علي صالح وبعيدا عن الجناح الموالي له في حزب المؤتمر الشعبي العام». وأضاف «أعتقد أن عملية تسليم الأسير السعودي للسعودية لن تكون بدون مقابل، وأغلب الظن أن هذه العملية كانت لإبداء حسن النية من قبل الحوثيين لتدشين عملية التفاوض الأحادية السرية، التي ترددت أنباء أنها بدأت مبكرا بعيدا عن الأضواء، وعن الحلفاء الآخرين للحوثيين». وقالت المصادر الإعلامية «في موكب كبير تقدمته قيادات حوثية تحرك نحو المملكة العربية السعودية، حيث سلم الحوثيون اسيرا سعوديا، في حين لم يطالبوا فيه بإطلاق المئات من مقاتليهم ولم يطرحوا قضية الإفراج عنهم». وأصيب الوسط السياسي والإعلامي الموالي للحوثيين والمخلوع صالح أمس بحالة من الصدمة، جراء هذه الزيارة المفاجأة للحوثيين للسعودية والتي تعتبر الأولى منذ نشوب الحرب في 26 آذار (مارس) من العام الماضي بين الحوثيين وقوات التحالف العربي بقيادة السعودية. وأرجع مراقبون هذه الصدمة الحوثية لأسباب كونها «لم تكن تخطر على بال أحد منهم والتي جاءت في الوقت الذي رفض فيه الحوثيون مباحثات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة وعرقلوا انعقاد الجولة الثالثة من المباحثات رغم الجهود الكبيرة التي بذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ، والذي استنفد كل طاقته دون التوصّل إلى أي نتيجة تذكر طوال الشهور الماضية». وذكرت المصادر ان الحوثيين أصيبوا بصدمة كبيرة لأن هذه الخطوة المفاجأة من التقارب الحوثي السعودي جاءت في الوقت الذي يعيشون فيه بقمة التصعيد الإعلامي والعسكري الحوثي ضد المملكة السعودية وشعروا بالاحباط بل، ووصفها بعضهم أنها (خيانة) من قيادتهم لدماء مقاتليهم واتباعهم ومناصريهم واستبعدوا أن يتم مثل هذا التقارب بين الجانبين في الوقت الراهن، بدون مقدمات أو تهيئة إعلامية. وفي المقابل شعر اتباع الرئيس السابق علي صالح بالغبن أيضا والخديعة و(الخيانة) من حليفهم الحوثي في هذه الحرب التي كان الحوثيون رافعين رايتها، في حين كان الجيش السابق الموالي لصالح هو المكينة التي طحنت الأخضر واليابس في أغلب المحافظاتاليمنية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، خاصة وأن هذا التحول الكبير في مسار الحرب اليمنية جاء في الوقت الذي غيّب فيه المرض العضال المخلوع صالح عن المشهد السياسي الراهن وأزاحه عن أي تأثير في الخطوات القادمة التي يلعبها الحوثيون بعيدا عن صالح وأتباعه. وقال قيادي في جماعة الحوثي أمس الثلاثاء «إن هناك مساعٍ لجماعة انصار الله (الحوثي) من أجل إيقاف الحرب في اليمن والتوجه إلى حل سياسي لا يشمل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح». ونسب موقع (يمن مونيتور) الاخباري المستقل إلى القيادي الحوثي قوله «ان ما حدث الاثنين من زيارة قيادات في الجماعة للسعودية كان لتبادل أسرى بين الجانبين كبادرة حسن نية وأن وفد الجماعة يتفاوض من أجل وقف إطلاق النار على الحدود السعودية، وعلى الجبهات داخل اليمن». وتوقع القيادي الحوثي أن تحدث هدنة للحرب قريبا تمهد لمفاوضات السلام، موضحا أن ذلك «يأتي استكمالاً لمفاوضات غير مُعلنة في العاصمة العُمانية مسقط، بين الجماعة والمملكة العربية السعودية، وأن الجميع متفق ألا يكون الرئيس السابق علي صالح أو أياً من أفراد عائلته دور في أي مرحلة قادمة». وذكر أن علي صالح أرسل أيضاً موفدين إلى السعودية، لكنها رفضتهم، وحاول الوصول إلى صيغة تحفظ مستقبله السياسي وعائلته خلال المرحلة القادمة عبر الإمارات. وكانت العديد من المصادر اليمنية ذكرت أن هناك خلافات عميقة بي صالح والحوثيين خلال الفترة القليلة الماضية والتي ظهرت بعضها إلى وسائل الإعلام التابعة للجانبين، والتي انكشف من خلالها إلتفاف كل منهما على الآخر ومحاولة الحوثيين وصالح الظهور بمظهر ان كل منهم صاحب القرار وبإمكانه الاستغناء عن الآخر بمجرد انتهاء الحرب التي تقودها قوات التحالف بقيادة السعودية ضدهم.