صنعاء تكشف قرب إعادة تشغيل مطار صنعاء    وزير النقل : نعمل على إعادة جاهزية مطار صنعاء وميناء الحديدة    سيول الأمطار تغمر مدرسة وعددًا من المنازل في مدينة إب    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    الاتحاد الأوروبي يجدد دعوته لرفع الحصار عن قطاع غزة    الأرصاد يتوقع استمرار هطول الأمطار الرعدية المتفاوتة ويحذّر من تدني الرؤية بسبب الضباب والرياح الشديدة    الصاروخ PL-15 كل ما تريد معرفته عن هدية التنين الصيني لباكستان    صنعاء .. هيئة التأمينات والمعاشات تعلن صرف النصف الأول من معاش فبراير 2021 للمتقاعدين المدنيين    كهرباء تجارية في عدن سعر العداد ألف سعودي والكيلو بألف ريال يمني    صنعاء .. الصحة تعلن حصيلة جديدة لضحايا استهداف الغارات على ثلاث محافظات    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    الزمالك المصري يفسخ عقد مدربه البرتغالي بيسيرو    إصلاح المهرة يدعو لاتخاذ إجراءات فورية لمعالجة أزمة الكهرباء بالمحافظة    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    الاتحاد الدولي للصحفيين: ما يجري في غزة إبادة جماعية وصمت العالم مخزٍ    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    الجنوب.. معاناة إنسانية في ظل ازمة اقتصادية وهروب المسئولين    قيادي في "أنصار الله" يوضح حقيقة تصريحات ترامب حول وقف إطلاق النار في اليمن    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    هي الثانية خلال أسبوع ..فقدان مقاتلة أمريكية "F-18" في البحر الأحمر    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الاربعاء 7 مايو/آيار2025    عشرات القتلى والجرحى بقصف متبادل وباكستان تعلن إسقاط 5 مقاتلات هندية    الكشف عن الخسائر في مطار صنعاء الدولي    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    الحوثيين فرضوا أنفسهم كلاعب رئيسي يفاوض قوى كبرى    مكون التغيير والتحرير يعمل على تفعيل لجانه في حضرموت    إقالة بن مبارك تستوجب دستوريا تشكيل حكومة جديدة    تتويج فريق الأهلي ببطولة الدوري السعودي للمحترفين الإلكتروني eSPL    في الدوري السعودي:"كلاسيكو" مفترق طرق يجمع النصر والاتحاد .. والرائد "يتربص" بالهلال    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    بذكريات سيميوني.. رونالدو يضع بنزيما في دائرة الانتقام    طالبات هندسة بجامعة صنعاء يبتكرن آلة انتاج مذهلة ..(صورة)    التكتل الوطني: القصف الإسرائيلي على اليمن انتهاك للسيادة والحوثي شريك في الخراب    بين البصر والبصيرة… مأساة وطن..!!    الرئيس المشاط: هذا ما ابلغنا به الامريكي؟ ما سيحدث ب «زيارة ترامب»!    بامحيمود: نؤيد المطالب المشروعة لأبناء حضرموت ونرفض أي مشاريع خارجة عن الثوابت    تواصل فعاليات أسبوع المرور العربي في المحافظات المحررة لليوم الثالث    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    أكاديميي جامعات جنوب يطالبون التحالف بالضغط لصرف رواتبهم وتحسين معيشتهم    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عام على عاصفة الحزم :ضرورة انقاذ اليمن والحفاظ على منجزات التحالف العربي
نشر في عدن الغد يوم 26 - 03 - 2016

كان للإدارة الفاشلة في اليمن برئاسة عبدربه منصور هادي علاقة مباشرة لما وصلت اليه اليمن من ضياع وتدهور ، عياب القرار الوطني وعياب القيادة الوطنية هو الذي شجع الحوثيين على السيطرة على الدولة ومؤسساتها وبالنسيق مع هادي واطراف خارجية واممية لها علاقة بالمرحلة السياسية في اليمن بعد ثورة التغيير عام 2011 م ..
تداعيات ذلك الفشل وعدم فهم المرحلة وغياب الرؤية الوطنية وضعف الإرادة وتوفر حسابات ضيقة شخصية ومناطقية والنزعة للهيمنة والانتقام رجال سنوات الصراعات ورغبة استغلال المرحلة لاستثمارها لتحقيق منافع خاصة هي التي تشكل وتسيطر على شخص وسلوك هادي ..
اختيار هادي لقيادة المرحلة الانتقالية لم يكون موفقا سواء لليمن او للاشقاء في الخليج او للمجتمع الدولي وسعيهم للحفاظ على اليمن واستقراره والحفاظ على الدولة والنظام من الانهيار والفشل والدخول في صراعات وحرب أهلية تنعكس سلبا على امن واستقرار المنطقة ..
للأسف الشديد .. تحققت كل المخاوف التي من اجلها حضر الاشقاء في الخليج والمجتمع الدولي للقيام بمهمة الاشراف على الانتقال باليمن الى بر الأمان من خلال المبادرة الخليجية ( رعاة المبادرة ) التي تعتبر مرجعية توافقيه لضمان عدم الانزلاق باليمن الى الفوضى والحرب ، لم يحدث الانتقال السلمي الذي نصت عليه المبادرة الخليجية بسبب انحراف تطبيق مراحلها الزمنية وآلياتها التنفيذية ..
كان لهادي اليد والرغبة وبتشجيع من بعض الأطراف الإقليمية والدولية والطرف الاممي على خروج المبادرة عن مسارها والانحراف بها بعيدا عن مضمونها وأهدافها السياسية والعسكرية والأمنية ، وكان لفترة المرحلة الانتقالية المحددة بعامين دور بالخروج بالمبادرة عن مسارها من قبل هادي وبعض الأطراف الإقليمية والدولية والمبعوث الاممي وكلا له أهدافه من هذا الخروج وحرف مسار تطبيق بنود المبادرة ..
بدلا من الانتقال باليمن الى الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي المفروض ان يكون نتيجة لتطبيق المبادرة ، انتقل اليمن الى المجهول المعلوم ودخل في مستنقع الصراع المسلح والانقسام المجتمعي وظهور السيطرة الإيرانية على المآلات التي انتجتها إدارة الفشل والخروج على المبادرة الخليجية وبروز عامل تهديد امن واستقرار الاشقاء في المملكة العربية #السعودية عن طريق جماعة الحوثي الموالية لإيران التي كتب لها استلام السلطة وسيطرتها على مؤسسات الدولة عبر ما سمي لاحقا بإنقلاب 21 سبتمبر 2014م وفي الحقيقة هو ليس انقلاب ولم تتوفر له شروط الانقلاب بسبب مساهمة السلطة الشرعية وتحديدا الرئيس الانتقالي هادي في دعم جماعة الحوثي الذي كان على اتفاق معهم وبعلم بعض من رعاة المبادرة لتكليفهم بمهمة محددة وواضحة ، وكان لفشل هادي وضعفه عامل أساسي شجع جماعة الحوثي على التفكير بالسيطرة على السلطة ، لايمكن ان نسمي ماحدث انقلابا والرئيس الانتقالي يوم دخول الحوثيين صنعاء يرد على استفسارات بعض السفراء بأن الأمور تحت السيطرة ومايحدث هو متفق عليه ولجماعة الحوثي اهداف محددة تقوم بتنفيذها داخل صنعاء ، هكذا كان رد هادي على السفراء ، إضافة الى عدم تفاعله مع العرض التي تلقاه من قيادة المملكة العربية #السعودية حينها بعرضها دعم هادي والجيش بتسخير القوات الجوية السعودية والجيش السعودي تحت خدمة هادي من اجل مواجهة جماعة الحوثي المرتبطة ب #ايران ، تجاهل هادي ذلك العرض لثقته بحجم العلاقة ودقة التنسيق مع جماعة الحوثي وتحت علم واشراف اطراف من رعاة المبادرة الخارجية وبعلم ومساهمة من المبعوث الاممي السابق جمال بنعمر ، جماعة الحوثي خرجت عن النص المرسوم لها وخالفت الاتفاق الذي خولها بتنفيذ مهام محددة !! داخل صنعاء ، وهذا هو الذي عمل على تغيير المواقف ومعه تغيرت الأوضاع سياسيا وعسكريا وامنيا ..

هذه النتائج والمفاجئات غير المحسوبة دفعت بالاشقاء في الخليج وتحديدا السعودية الى اتخاذ قرار التدخل العسكري في اليمن لمواجهة ايران عمليا على الأرض اليمنية وتحت غطاء إعادة الشرعية بعد ادراك قيادة #السعودية بوجود خطر يهدد امنها القومي وتواجد ايران على حدودها الجنوبية ، اتخذ الاشقاء في المملكة قرار التدخل وعملوا على تحديد ساعة الصفر التي انطلقت في الدقائق الأولى من يوم 26 مارس 2015م بتوجيه اول ضربات جوية لطيران التحالف العربي ( #عاصفة_الحزم ) بقيادة السعودية اعلن عنها بالتزامن من واشنطن على لسان السفير السعودي بأمريكا عادل الجبير ( وزير الخارجية الحالي ) ولمكان الإعلان دلالته السياسية واللوجستية وهو يعني ان عملية عاصفة الحزم تمت بالتنسيق مع واشنطن وقد أوضح هذا السفير السعودي الجبير حينها وأعلنت أمريكا لاحقا علمها بالعملية وموافقتها على تقديم دعم لوجستي للسعودية والتحالف ..
مر عام كامل على #عاصفة_الحزم و #إعادة_الأمل ولايزال اليمن غارق بالحرب مع وجود نتائج عملية على الأرض مثل تحرير بعض المناطق والقضاء على السلاح الثقيل الذي سيطرت عليه جماعة الحوثي من خلال سيطرتها على قوات الحرس الجمهوري الخاضع لقيادة الرئيس السابق علي صالح والذي تحالف مع جماعة الحوثي وبعلم الرئيس هادي الذي لم يتخذ أي قرار لمواجهة ذلك التحالف منذ بداية مؤشراته لشعور هادي بأن ذلك التحالف يخدم وجوده كحاكم منفرد بالسلطة ، لان جماعة الحوثي مارست نشاطاتها السياسية والإعلامية والمسلحة تحت ذرائع تغيير حكومة الوفاق برئاسة الأستاذ محمد سالم باسندوه ( الرجل الثاني لمرجعية تطبيق وتنفيذ المبادرة الخليجية ) وقيام هادي بمنح جماعة الحوثي مبرر أنشطتها وتوفير الغطاء الشعبي لها من خلال قراره الانفرادي برفع الدعم عن المشتقات النفطية وهو القرار المرفوض من حكومة الوفاق ورئيسها ، فكان شعار الحوثيين هو الغاء الجرعة وتطبيق مخرجات الحوار ( مخرجات الحوار كان هادي اكبر معرقل لتطبيقها ) لان تطبيقها يعني استبعاده من الرئاسة عن طريق الانتخابات التي نصت عليها وثيقة الحوار ..
عام كامل وعاصفة الحزم وإعادة الامل لم تنجز مهامها الرئيسية المعلن عنها كإعادة الشرعية وسحب السلاح وتطبيق مخرجات الحوار وتنفيذ القرار الاممي 2216، مع مرور الأيام وحدوث متغيرات وضغوطات دولية لوقف حرب التحالف على اليمن وغياب الرؤية الوطنية عند قيادة الشرعية ( هادي وحكومته ) وعدم قدرتهم على التعاطي مع منجزات التحالف على الأرض وبسط نفوذ الدولة في المناطق المحررة والمحددة بنسبة 85% من الأراضي اليمنية الا ان المفاجئ وغير المفهوم هو انفلات الامن وغياب الاستقرار في المناطق المحررة ودخول العمليات الإرهابية على الخط لتنفيذ الاغتيالات والتفجيرات والسيطرة على مراكز تابعة للدولة للوصول الى سيطرة جماعات مسلحة على محافظات ومديريات بكاملها بعد تحريرها من السيطرة الحوثية ، وخروج مدينة عدن التي تم تحديدها عاصمة مؤقتة لليمن عن سيطرة السلطة الشرعية ..
اذا توقفنا عند الأسباب والعوامل التي أدت الى عدم سيطرة السلطة الشرعية على الأراضي المحررة وغياب الامن فيها واغلاق مطاراتها ومنافذها البحرية سنجد ان فشل هادي وغياب الرؤية الوطنية لديه هو العامل الأساسي ، هذا الفشل له علاقة مباشرة بإطالة فترة الحرب في اليمن ، لانه لم يتمكن من تحقيق تطلعات التحالف على الأرض ولم يقوم بخلخلة صفوف الحوثيين وحليفهم صالح وهذا الجانب لهادي رغبة بوجوده واستمرار سيطرة الحوثيين على السلطة لانه يعمل على إطالة فترة بقاءه على كرسي السلطة افتراضيا من خارج البلاد ..
عمليا وبكل شفافية ووضوح .. وجود هادي على رأس قيادة السلطة الشرعية يعتبر عامل نجاح لجماعة الحوثي وصالح الذي ينعكس فشل ادارته إيجابيا لصالح الحوثي واستمرار سيطرتهم على الأرض والسلطة ، ووجود هادي يعتبر ضربة للتحالف الذي لم تنجز مهمته الى الان رغم الفارق الكبير في السلاح الذي خصص لتحرير اليمن والدعم المالي الضخم وطلعات الطيران التي نجح بتدمير مقومات القوة للحوثيين وصالح ، الا ان كل هذا لم ينجز مهمة التحالف والسبب هو وجود هادي الذي بسببه تخلخلت صفوف جبهة القوى المؤيدة للشرعية وفشل الأداء لمهام الحكومة بسبب اختراقها بشخصيات فاشلة لها ارتباطات خاصة وغير واضحة ، ونجح هادي بتحويل الحكومة المهاجرة بالرياض الى وكر لعلي صالح وأصحاب المشاريع الخاصة الذين يشكلون نسبة حوالي 80% من القيادات المحسوبة على الشرعية ..
لادراك هذا الفشل وهذا الإخفاق والعمل على ضمان الامن والاستقرار لليمن والحفاظ على منجزات التحالف العربي المنتظر لانهاء سيطرة الحوثيين وصالح السلطة ومؤسسات الدولة الذي بدأت بوادره تلوح في الأفق سواء من خلال الحسم العسكري او الحل السياسي والأخير اصبح هو الأقرب للتنفيذ بسبب التقارب بين المملكة وقيادة جماعة الحوثي ، هذا التقارب له ارتباط وان كان غير معلن بفشل إدارة هادي ووصول الاشقاء بالتحالف وخاصة السعودية الى قناعة بأن هادي ليس مؤهلا وليس مناسبا لادارة المرحلة ..
ليس من مصلحة الاشقاء في الخليج وخاصة #السعودية الاستمرار بدعم هادي رئيسا تحت مبرر الشرعية ، لان دعم شخص فاشل وغير مرغوب به بإجماع شعبي كبير ، التوافق هي أساس ومصدر الشرعية التي اختارت هادي لرئاسة مرحلة انتقالية من سنتين قد هدمها هادي نفسه ولم يحافظ عليها وفككها ، وبذات الآلية التوافقية يجب اختيار بديلا لهادي للحفاظ على الشرعية ، اما في حال الاستمرار على تكريس هادي فهذا يعتبر عمل اجباري يتجاوز مصلحة اليمن ورغبة الشعب بالبديل ، وجود هادي رئيسا لم يعد خطرا على اليمن بل على التحالف ودول المنطقة

اليمن بحاجة الى منقذ لمواكبة المتغيرات والتوافق مع دعم الاشقاء ..

لايمكن ضمان نجاح منجزات التحالف التي خاضها لاكثر من عام وكلفته مليارات الدولارات ان تتحقق على الأرض في اليمن بوجود هادي على رأس السلطة الشرعية ، واصبح من الضروري ان يضاف الى منجزات التحالف العربي العسكرية والسياسية هو إعادة تفعيل المبادرة الخليجية من جديد وتطبيق نصوصها وخاصة فيما يتعلق بالمرجعية السياسية للمبادرة والتي حددت رئيس حكومة الوفاق الوطني الأستاذ محمد سالم باسندوه مرجعية سياسية للاشراف على الالتزام بتنفيذ المبادرة الخليجية و تم اختياره لتاريخه وخبرته ورصيده النضالي والإداري وعلاقته بالقوى السياسية وحضوره السياسي والاجتماعي والديبلوماسي واختياره كان لتمثيل المجلس الوطني لقوى الثورة وهو الذي يضم كافة أحزاب المعارضة والمكونات الثورية والشبابية وقطاعات أخرى من المجتمع ..
اليمن وخلال المرحلة القادمة ( بعد تحرير اليمن وإعادة الشرعية ) الى قيادة وطنية يكون همها تنفيذ مهام المرحلة وتحقيق الاستقرار والعمل على ردم الشروخ التي سببتها المرحلة الماضية والحفاظ على منجزات التحالف وبناء الثقة بالسلطة وقيادة البلد ، المرحلة تحتاج الى شخصية وطنية تتحمل أعباء المرحلة وتتجاوب مع المتغيرات ، قيادة خالية من تراكمات الماضي الموبوءة بصراع السنوات السوداء والمثقلة بالدم والثأر والمناطقية ، لايمكن ان يتحقق الاستقرار بقيادة فاشلة يسيطر عليها ثقافة ورغبات الانتقام والثأر للذات المهزومة للتعويض عن فجوات الهزيمة وردمها من خلال استغلال مكانته على رأس السلطة ..
هادي مشدود الى صراعات الماضي ويعمل على تحفيز عمليات الانتقام ، هادي لم ينتقل من رجل الظل الى رجل الدولة ولايزال حبيسا لمنصب النائب ويسكن صالح بداخله ويسيطر على تصرفاته ويؤثر على قراراته من خلال هيمنة الحكم بالاعتباط والاستفراد بالسلطة وتغييب الشراكة وعدم القبول بالتوافق التي تعتبر من اساسيات السلوك اليومي للرئيس وخاصة للوضع اليمني المليء بالتعقيدات ..
حين نقول ان الأستاذ محمد سالم باسندوه هو الشخص المناسب لقيادة المرحلة القادمة نحن ننطلق من اساسيات مطلوبة يجب ان تتوفر في من يتولى قيادة المرحلة واهمها ان يكون مقبول من كل الأطراف وعلى مسافة واحدة من كل الأطراف وان يكون ذو خبرة وان يكون نزيها من أي عمليات فساد تتعلق بالمال العام واستغلال الوظيفة العامة وان يكون سجله خالي من أي عمليات لها علاقة بالدم اليمني وان يكون نموذجا للمساواة والعدالة والمدنية وان يأتي من خارج مراكز النفوذ السياسية او القبلية او المناطقية او غيرها ، والاهم من هذا كله ان يكون زاهدا عن التمسك بالسطة واستغلالها وحرف مسارها ، كل هذه الشروط لا تتوفر بشخصية وطنية غير الأستاذ محمد سالم باسندوه ، المرحلة القادمة لاتحتمل وجود شخصية محسوبة على قبيلة من القبائل ولا على طرف سياسي ولا على شخصية عسكرية او شخصية متورط بالدم والمال العام ، لهذا فالاستاذ باسندوه هو الشخصية التي تجتمع فيه المواصفات المطلوب توفرها بمن يتولى قيادة المرحلة ، ولان الوضع حساس ولازالت التوترات هي المسيطرة على النفوس والسلوكيات فوجود أي قيادة محسوبة على منطقة نفوذ قبلية اوسياسية او اجتماعية او لها رصيد بسلبيات وجرائم الماضي ستكون دافعا لزيادة التوتر وغياب فرص تحقيق الامن والاستقرار ..
.ضرورة ان يكون لليمن قيادة تحقق طموح الشعب بالاستقرار والحفاظ على منجزات التحالف بإعتبار دول الخليج هي الحاضن الرئيسي والراعي لليمن ، اعتقد ان تجربة دول التحالف وخاصة السعودية تجربة غير موفقة مع هادي وانها بحاجة الى قيادة تعمل معها على تحقيق برنامج المرحلة القادمة وخاصة برنامج إعادة اعمار اليمن الذي يعتبر مهما لارتباطه بالمستقبل على المدى الطويل .. الأستاذ محمد باسندوه يعتبر هو السياسي الوحيد الذي يلتقي عنده حب واحترام الشعب ونخبه السياسية والمجتمعية والمهنية وهو الوحيد الذي لاتوجد له بصمات مخله بالوظيفة العامة والمال العام ، وهو المقبول من كل الأطراف السياسية المختلفة واعتقد انه لايوجد شخصية تحظى بنفس مواصفات الأستاذ باسندوه ..
هناك قناعة وثقة لنسبة كبيرة من الشعب بأن الاستاذ محمد سالم باسندوه هو الشخصية المناسبة لتولي قيادة المرحلة القادمة ، هذه القناعة والثقة منبعها مكانة الرجل وعلاقته الإيجابية مع كل الأطراف وقربه من قضايا الناس واهتمامه بها وبمصالح الناس ومعاناتهم وانه الشخص المناسب نظرا لعدم وجود ارتباطات تتعارض مع المصلحة الوطنية العليا مثل الارتباط بالقبيلة او الانتماء السياسي او العسكري او غيرها من الارتباطات التي تنعكس اثارها فيما بعد وتؤثر على صناعة القرار ، الناس لديهم قناعة بأن انتماء باسندوه وحزبه وقبيلته هي اليمن أولا وأخيرا ولهم في هذا تجربة مع أدائه السياسي والإداري في كل المحطات التي تولاها خلال مسيرته العملية وكان اخرها رئيس حكومة الوفاق الذي كان له بصمة واضحة على استقرار الأسعار واستقرار سعر صرف العملة مقابل الدولار الذي تعتبر سابقة ان يستقر سعر الصرف لثلاث سنوات على التوالي سوى في عهد باسندوه ، إضافة الى قرارت هامة أصدرها مثل خفض أسعار البترول حيث كان سعر ال 20 لتر عند توليه رئاسة الحكومة 3500 ريال وهو من خفض السعر الى 2500 ريال ، وقام أيضا بتوسيع شريحة المستفيدين من الضمان الاجتماعي ورفضه القاطع لرفع الدعم عن المشتقات النفطية وان من اتخذ القرار هو هادي شخصيا ، الناس يدركون ان باسندوه سياسي صادق لايعرف التلاعب بمصالح الناس ويعرفون انه السياسي المدني الحضاري ، لهذا يدركون أهمية توليه قيادة المرحلة القادمة ، وهو بالنسبة للشعب مجرب في محطات سابقة بأنه الفدائي الذي يقدم نفسه في اصعب المراحل ، وثقة الناس بأنه الشخصية التي ستنحاز وتعمل على ترميم الشروخ التي سببتها الاحداث السياسية كونه على مسافة واحدة من كل الأطراف وليس محسوبا على أي جهة ..
رغبة الناس وتلبيتها جزء من الاسهام بتوفير الحلول وبقاء ما يرفضه الناس يعتبر تأجيج للصراع وعدم ذوبان مخلفاته واثاره ، وكما تقول الحكمة المشهورة " نفس السلطان ولا خصم الزمان" ، الناس يتطلعون الى قيادة وطنية قريبة منهم بدلا من القيادة التي يسمعون عنها كل فترة ، القيادة الوطنية القريبة من الناس عامل مهم في اختصار مراحل التوافق التي تنص عليها البرامج والأليات النظرية ..

السؤال المهم في هذا الجانب .. هل الأستاذ محمد سالم باسندوه لديه الرغبة بتولي قيادة المرحلة الانتقالية ؟ هل لديه الاستعداد لتولي قيادة المرحلة القادمة وان يكون الفدائي لتحمل تراكم صراعات المراحل السابقة وما افرزته من سلبيات على مختلف الجوانب ؟
الآلية التي منحت تولي هادي قيادة مرحلة انتقالية من عامين هي نفسها الآلية التي حددت باسندوه ان يكون الرجل الثاني لقيادة المرحلة الانتقالية من عامين ، ولولا فشل إدارة هادي وخروجه عن التوافق ومرجعيات المرحلة فإن اليمن كان لن يدخل في هذا المستنقع ، آلية التوافق هي التي حددت قيادة المرحلة الانتقالية وحددت اشخاصها ومهامهم ، وماحدث من اختراقات لتلك المرحلة يجب ان لايتكرر لان أي اختراقات ستفرز بؤر صراعات متعددة ، معركة التحالف يجب ان تتوج بقيادة تحافظ على هذه الجهود والمنجزات وعدم خلق أي مبرر لصراعات مسلحة على أساس سياسي او جهوي او فئوي او ايدلوجي ، تجربة اليمن السابقة التي تعتبر من افشل المراحل يجب ان لا تتكرر ويجب ان تؤخذ في الحسبان ..
المرحلة القادمة مرحلة سلام وإعادة مؤسسات الدولة والامن والاستقرار والمصالحة وهذا يعني ان اليمن تحتاج الى قيادة مقبولة عند الشعب ومكوناته ليس لها علاقة بأجندات الصراعات السابقة ، هادي ليس مؤهلا وليس مقبولا ان يكون وجوده ضمن المرحلة القادمة لانه ضالع بالتفريط بالدولة ومؤسساتها ، ووجوده سيكون عامل سلبي على استحقاقات المرحلة ..

نقلا عن صجيفة رأي اليوم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.