لا يخفى على احد ان وجود عبد ربه منصور هادي رئيسا لم يعد مقبولا عند كل الاطراف المحلية والاقليمية والدولية ، وان ازاحته من السلطة هو اول خطوة لترميم اليمن الجديد .. هناك توافق بين الاطراف المعنية بالشأن اليمني على ضرورة ابعاد هادي من السلطة لقناعة هذه الاطراف بأنه فشل في كل محطات المرحلة الانتقالية وان همه الوحيد هو اختلاق المشاكل والعراقيل بهدف اطالة فترة بقائه في الحكم ولو من " المهجر " ، وهذا الامر ليس خافيا على الجميع ، كان هادي سببا مباشرا بعرقلة المبادرة الخليجية وهو من غير مسارها بمساعدة المبعوث الاممي السابق و#الجاسوس احمد بن مبارك ، وهو - هادي - من عمل على عرقلة حكومة الوفاق الوطني بالشراكة مع المخلوع ومليشيا الحوثي ، وهو من اضعف المؤسسة العسكرية ، وهو من سمح للنظام القديم بالعودة والسيطرة على مؤسسات الدولة ، وهو من دعم مليشيا الحوثي بالتوسع والانتشار المسلح من خلال سيطرتها علي المحافظات والمدن بدءا من دماج وحاشد وعمران حتى وصلوا الى صنعاء العاصمة السياسية للدولة وانتهاء بالجنوب .. لن ننسى دوره المحوري بدعم المليشيا الحوثية من خلال قراره بحياد الجيش ، بل وصل دعمه للمليشيا بأن قدم لها التموينات اللازمة بواسطة الخائن محمد ناصر احمد وعدد من السياسيين والعسكريين وتحت اشراف ومتابعة من مدير مكتبة وبدعم من السفير الامريكي والمبعوث الاممي .. من خلال متابعة وتقييم مرحلة حكم هادي الكل وصل الى قناعة بأنه ضالع في التدهور الذي وصلت اليه الاوضاع ، وانه نسخة مقلدة من سلفه المخلوع علي صالح ويتعامل مع سلطاته وفقا للمصالح الذاتية ومراعاة مصالح المقربين منه والمحسوبين جغرافيا على منطقته " ابين " ورفاقه السابقين المعروفين اعلاميا بالزمرة ، حيث تم تعيينهم في مناصب سيادية وكان ادائهم تآمري وفاشل .. في الفترة الاخيرة ومن خلال الاجتماعات بين الاطراف المعنية بالشأن اليمني طرح اسم رئيس حكومة الوفاق الوطني الاستاذ محمد سالم باسندوه على الطاولة وبكل وضوح ليكون بديلا لهادي واختياره رئيسا بالتوافق لادارة مرحلة مابعد عاصفة الحزم وهي مرحلة هامة وحساسة وتحتاج لشخصية وطنية تعمل على تعزيز الشراكة وبناء الثقة ، وهذا الامر يحتاج لشخصية وطنية مقبولة من كل الاطراف وبعيدة عن الانتماء الحزبي والقبلي والمناطقي ، والمرحلة القادمة تحتاج الى يد نظيفة من الدم والمال والعبث .. مواصفات القيادة المطلوب التوافق عليها لادارة شئون البلاد متوفرة في شخص دولة الاستاذ محمد سالم باسندوه ، وهو محل اجماع شعبي وسياسي واقليمي ودولي ، وعلى هذا الصعيد تم طرح اسم الاستاذ باسندوه من قبل بعض الاطراف الدولية وابدت بعض الاطراف المحلية موافقتها والبعض الاخر يدرس المقترح .. باسندوه ينظر له بأنه الاجدر على تولي قيادة مرحلة انتقالية لاعادة الاعمار واعادة ترميم مؤسسات الدولة من اجل الانتقال بالبلد الى المرحلة الطبيعية ... باسندوه شخصية لها تاريخ سياسي مشرف ورصيد اداري حافل بالمنجزات وسجله خالي من اي عملية فساد مالي واداري ، على عكس تاريخ الرئيس الانتقالي هادي الملطخ بالدم والفساد والفشل والمؤامرات ، والعجز الذي لحق بالفترة الانتقالية دليل كافي على عدم الجدوى من بقائه في الفترة القادمة .. لن يلتزم ببرنامج محدد وانتقالي سوى الاستاذ باسندوه لاسباب تتعلق بعدم وجود رغبات وطموح تتعلق بتحقيق مكاسب مالية وتسخير منصبه لجمع الثروات كما هو الحال عند هادي ومن قبله المخلوع .. هادي حصر مكانته ووظيفته بإنشاء منظومة اعلامية تعمل على تضليل الداخل والخارج وينفق عليها اموال طائلة وهذه المنظومة هي كل اهتمامه ، وفي المقابل لم يولي اي اهتمام بمؤسسات الدولة وقضايا الناس ومعالجة همومهم والاسوأ من هذا هو استثماره لمعاناة الناس وتحويلها الى بقرة حلوب من خلال سياسة تشكيل اللجان التي لم تحل اي قضية ولم ترفع اي معاناة على الناس ، وبالمثل لم يولي الجانب التنموي والخدمي اي اهتمام ويكاد رصيده في هذا الجانب صفر .. منجز هادي الوحيد هو تنمية المليشيا المسلحة سواء مليشيا الحوثي او اللجان الشعبية في الجنوب .. لهذا وصل الكل الى قناعة بأن هادي عقبة واستمراره قد يدخل اليمن ودول المنطقة في جولة جديدة من الصراع نتيجة ميوله لقبول الحلول الخارجية خاصة من امريكا واوربا وروسيا .. هادي لايوجد لديه برنامج اداري وطني مستقل بصبغة يمنية ، سلم وظيفته كرئيس لسفراء بعض الدول وبسبب هذا التسليم انهارت البلاد ووصلت الي ماوصلت اليه ..