مر عام كامل من انطلاق عاصفة الحزم التابعة لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية , والتي كانت بمثابة عاصفة إنقاذ لأبناء الجنوب بالذات من الغزو الحوعفاشي الانقلابي على المناطق الجنوبية بعد اجتياح عصابة الحوثي وقوات المخلوع صالح للمناطق الجنوبية وللعاصمة عدن التي تعرضت لأبشع وسائل الخراب والدمار وقتل أبنائها الابريا بأسلحة محرمة في معركة حرب ضالمة على أبناء الجنوب من قبل القوى الانقلابية الخائنة والعميلة لإيران والمد الشيعي عبر جماعات الحوثي وعصابة عفاش التي أرادت جر البلاد والعباد إلى مستنقع الطائفية ، ولكن عاصفة الحزم غيرت المجريات وكان لها اليد الطولي في صد ودحر القوات الغازية وعصابتها الإجرامية عندما ضربت العاصفة بقوة وتمكنت من تحرير العاصمة عدن وإنقاذ أبنائها من تلك الجرائم التي مورست بحقهم من قبل القوات الانقلابية المتمثلة في عصابة الحوثي وقوات المخلوع صالح الذي قتلوا العباد ودمروا البلاد وقضوا على كل شي جميل في مدينة عدن انتقاماً من ناسها وأهلها الطيبين. ولكن عاصفة الحزم التي أرسلها ملك (الإنسانية) والضمير العربي الحي الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله غيرت مجريات الحرب الظالمة وحسمت الأمور في عدن وحررتها من الأيادي الخبيثة والإجرامية بعد تقديم التضحيات الجسيمة وقوافل من الشهداء الإبرار الذي ضحوا بأنفسهم فدى لعدن الحبيبة ، وهذا موقف سيسجله التاريخ بأحرف من ذهب للملكة العربية السعودية قيادة وشعباً ولن ينسى ابنا عدن خاصة والجنوب بصفة عامه هذا الموقف الإنساني والتاريخي للشقيقة الكبرى ودول مجلس التعاون الخليجي والتحالف العربي.
ولكن ما يحز في النفس أن تلك التضحيات والقوافل الكبيرة من الشهداء الذي قدموا أرواحهم وحياتهم رخيصة فداء لعدن والجنوب في سبيل إرجاع وارسا دولة النظام والقانون والحياة الآمنة ولكريمة والمستقرة التي يتطلع لها اليوم بشقق المواطن البسيط والبحث عن الطمأنينة والاستقرار المعيشي بعيداً عن الفوضى والبلطجة والحياة العشوائية التي تعكر صفو حياتنا العامة ، وهناك كثير من المواجع والهم الذي واجهه المواطن البسيط في عدن وبالذات بعد التحرير والنصر الغالي ، وكم كنا نتطلع إلى مستقبل أفضل يسوده الحب والسلام والأمن والأمان ولكن للأسف الشديد هناك من يشوه تلك الصورة الجميلة والبهية لعدن الحبيبة من خلال الممارسات العبثية وتعكير الحياة المدنية وتطبيعها بصورة أفضل تعود لعدن بريقها وجمالها ومدنيتها التي تميزت بها منذ عقود من الزمن ، حيث مثلت عدن الوجه المشرق للوطن واليمن ونموذج على مستوى الوطن العربي وبل كانت سباقة في كثير من الأمور كمدينة نموذجية بناسها وأهلها الطيبين، ولكن اليوم عدن غير ماكانت عليه وما عرفت به منذ القدم سادها الفوضى والعشوائية وذهب كل شي جميل فيها وصارت مهمومة ومتعربة وزادت أوجاعها التي عانت منها خلال ربع قرن من الزمن عندما حولها المخلوع صالح إلى قرية تفتقر إلى ابسط الوسائل العامة وافسد أبنائها وأهلها بطرق ملتوية وزرع فيهم السلوك الغير حضارية في وقت تميز به وعرف عن ابنا عدن بالنموذجية والعلم والثقافة وصاروا قدوة لكل ابنا الوطن في كل شي وهذه حقيقة وليس من باب المجاملة .
أخيرا نقول عام من الحزم رافقه عام من الهم وألقم في حياتنا المدنية في عدن الحبيبة وللأسف الشديد قيادتنا الرشيدة والشرعية لم تحسم الأمور وتشد الجزم بالتغيير وتصحيح الأوضاع العامة وإيجاد الأمن والأمان والاستقرار المعيشي الذي يتطلع أليه المواطن البسيط من دون أن يبحث عن الرفاهية ورحلات النقاهة ، الهم زاد بغياب الأمن والأمان وكثرت الصعوبات والوضع يزداد سواً في ضل صمت القيادة العامة التي عجزت تماما في توفير الحياة الآمنة والمستقرة وهو مطلب كل مواطن في هذا الوطن الذي يزداد جرحه وألمه وهمه بصورة فضيعة ويعاني المواطنين الهم من عدم استلام مرتباتهم وضعف خدمات الماء والكهرباء وكثير من الأمور الذي يحتاجها المواطنين خاصة وهو يعيش وضعاً تعيساً وعنده العقدة النفسية بسبب الحرب الأخيرة الظالمة التي أرهقته كثيراً ولم تعالج قضاياه بصورة سريعة ويعطى لهم الخصوصية في حل قضاياهم العامة ، وبدلاً من المعالجة وتصحيح الأوضاع من قبل الدولة (الضايعة) زاد الهم والحمل على المواطن وصار الوضع عنده لايحتمل بسبب المصاعب والمتاعب التي زادت من همومه ومعاناته في ضل صمت وتجاهل القائمين على هذا الوطن الجريح الذي لايزال نزيفه مستمراً ومتعباً يحتاج إلى تضميد الجراح وإعادة له الأفراح والليالي الملاح بعيدا من الهم وألقم الذي ابتلينا به خلال العام المنصرم ولازلنا في همنا وقمنا..