كانت زيارتي للوطن والأهل قبل أسبوعين , زيارة تختلف عن كل الزيارات التي مرت بي لأكثر من 30 عاما مضت , وهي أول زيارة للوطن بعد حرب الفجار , فكما كانت زيارة لأمي الغالية ولأخي عبد الرحمن حسن ألطفي أبو الشهيد عبد العزيز ألطفي ولأختي الصابرة فاطمة بنت حسن ألطفي أم الشهيد حمادة ألطفي وزوجة أباه الشهيد حسين ألطفي , , والحمد لله كان لقوة إيمانهم وقناعتهم واحتسابهم ما زاد بي فخرا بهم واطمئنان لحال أبناء الشهداء, وبالرغم من لحظات اللقاء التي أمتزج فيها مشاعر اللقاء بدموع الحزن الذي لا زال يخالط النفوس من ألم فراق الأحبة الذين فدوا تراب الوطن مع أخوانهم شهداء الجنوب , لكنني كجنوبي محب لوطنه الجنوب , ومؤمن بالقضية الجنوبية وبصدق تضحيات شعبنا الجنوبي الحر الأبي , على يقين بأن الجنوب القادم بالخير قاب قوسين أو أدنى , فالحمد لله من قبل ومن بعد . وكذلك كانت زيارة واجبة وان كانت قصيرة , نعم زيارة أحسبها فرض عين واجبة على كل جنوبي غائب عن الوطن , زيارة للأم الغالية أرض الجنوب وعاصمتها الحبيبة ( عدن ) أم المدائن , ألتي أمضت في الأسر لأكثر من 25 عاما , زيارة بالنسبة لي حملت من مشاعر الفخر بأبناء وطني الجنوب , ما يفخر به الزمان على مر العصور , رغم كل الإرهاصات ألتي تعكر صفوة النصر الجنوبي , والذي بعون الله قريب يلتئموا أبناء الجنوب كما كانوا في جبهات القتال كالبنيان المرصوص . وبالرغم من حال المقاومة الجنوبية والتنكر الآني لأسر الشهداء ولأحوال الجرحى , نحن على يقين بان شعب الجنوب العربي الحر الأبي , لن ينساهم , وان من يتاجر بأرواح الشهداء ودماء الجرحى وأنينهم , وبحزن ذويهم ودموع أمهاتهم , قريبا سوف يفضحهم شعب الجنوب , ويسجل على وجوههم لعنة التاريخ . فألف رحمة تغشى شهدائنا الأبرار , وألف تحية لصبر جرحانا الميامين , وألف سلام لأسر الشهداء والجرحى , وألف تحية لرجال المقاومة الحقيقية , الصادقين الصابرين الذين يذودون على تراب الوطن دفاعا عنه وعن عزتنا وكرامتنا , ولا نامت أعين الجبناء . واليوم الذكرى الأولى لرحيل الشهيد / عبد العزيز عبد الرحمن ألطفي , أهدي هذه الخاطرة إلى ذكرى كل شهيد .!!!
(( حياك يا طيف الشهيد ))
حاولت أن أغفو قبيل الفجر زاحم غفوتي طيف الشهيد أقبل مكلل بالسعادة قلت كيف الحال ؟ قال الحمد لله كيف أحول العبيد مع العبيد ؟ *** *** *** بعد الرحيل أسمع نحيب أمي ودمع أمي أغلى من دمي وأنظر أبي يرنو بعينه إلى البعيد وأرى الحبيبة تناجي الذكرى وتحضن أبني الغالي محمد في عيده الثاني حبيبي أبني الغالي مثل الوطن الغالي مقعد ساقاه مثل الوطن الغالي الكسيح ولم يساءل عنهما أنصاف العبيد *** *** *** واليوم في ذكرى الرحيل أرثي على أحوالهم بعد الرحيل فقلت أنت تطلع عن حالنا وأحولهم ؟ فقال : ما ذالك على الله ببعيد *** *** *** فقلت هل لك من رسالة يا شهيد الوطن الغالي يا أبني يا عبد العزيز ؟ فقال هذه رسالتي في ذكرى اليوم المجيد :-
يا شلة المختال والمحتال والرعديد يا من تشتروا بدمائنا دار الفناء وتقايضون المجد في سوق الأنانية بنزوات المصالح والأنا أقول والله شهيد أقول لا نامت عيون الجبناء وأرثي على أحولكم أرثي على أنصاف العبيد *** *** *** أسمع نحيب أمي فيبكيني ويؤلمني أنين أبي ويأسرني شقيقي أواه من فرق الشقيق ومن غيابي عن تراب الوطن الغالي وعن أبني وأحبابي وأهلي وأحس في ألأجواء ضيق *** *** *** أرى فلول الجبناء اليوم تتبختر نذالتهم بثوبي ولم يكونوا في طريقي يوم نادانا المنادي للفداء يوم التقى الجمعان كان الفرز ما بين الأسود الضارية وبين من كانوا بأحضان القواعد يترقبوا ذاك الفريق *** *** *** تبا لمن يتاجروا بدمانا تباً لمن يتنكروا للوطن الغالي وتتجاذبهم الأهواء ولم يستمسكوا بالعروة الوثقى ولم يستيقنوا بان حبل الله وثيق *** *** *** اليوم عام مر من يوم الرحيل ورفاقي الجرحى تئن جراحهم وتنادي أنصاف العبيد ورفاق دربي مرابطين اليوم بين النار والبارود والحديد والسيد الرعديد أوكل أبنه العاق البليد ورفاقي الجرحى على ذلك شاهد وشهيد ورفاق دربي يسألون في عدن أين المساند ؟ ومن العند أين المعاند والعنيد ؟ *** *** *** هذه رسالة من الشهيد ومن نزيف جراح جرحانا على تراب الوطن الغالي المجيد ونداء من أم الشهيد وأبو الشهيد وأخوا الشهيد وأبن الشهيد وآخر رسالة من رفاق الشهداء الساهرين على تراب الوطن الغالي بين النار والبارود والحديد إلى فلول الجبناء إلى الذين يتاجروا بدمائنا :- قسما سنضرب كل متخاذل بيدٍ من حديد