تبدو مؤشرات الحل السياسي في اليمن في تزايد ملحوظ وثمة تفاهمات تنبعث من بين روائح البارود الفتّاك بين اطراف النزاع في الفينة والأخرى تعزز بشكل أو بآخر فرص نجاح جولة الحوار الجديدة ،مر عام كامل على الأزمة اليمنية التي شهدت صراعاً مزدوجاً بين الحوثيون الموالون لطهران وحليفهم الرئيس السابق علي صالح المُدعم بتشكيلات الحرس الجمهوري من جهة وبين العربية السعودية التي قادت تحالفاً عربياً ضد فريق الإنقلاب في اليمن وأطلقت العنان لمقاتلاتها الجوية لضرب مواقع المليشيا وقوات صالح في صنعاء وصعدة وعديد مدن يمنية من جهة أخرى، والواضح جداً ان الصراع اليمني السعودي يمكن حصره في بعض المناوشات التي يقوم بها الحوثيون وصالح على الحدود السعودية مقابل عشرات الغارات الجوية التي تدك مواقع المناوشون على حدود الرياض! كما هو واضح جداً ان الحكومة الشرعية المهترئة قليلاً أو كثيراً تخوض صراعاً عرمرماً مع المنقلبين على شرعيتها في شتى المناطق اليمنية وذلك يبدو مكملاً لصراع بالمعنى الأشمل بين الرياض والشرعية في اليمن مع طرفي الإنقلاب (الحوثيون وصالح) المدعومون من إيران.. منذ أشهر حشدت قوات الرئيس الشرعي قواتها المدعومة برجال القبائل على تخوم صنعاء وتحديداً في فرضة نِهم التي تعد المدخل الشرقي للعاصمة اليمنيةصنعاء، سيطرت تلك القوات على أجزاء واسعة من تلك السلسلة الجبلية غير أنها ما لبثت أن توقفت بالتزامن مع التطورات اللافتة التي يشهدها المشهد السياسي اليمني، تقول حكومة هادي انها حررت مأرب والجوف وأن تحرير صنعاء بات وجهتها المقبلة غير أنهُ وجب التنبيه إن صرواح المجاورة لصنعاء لازالت حتى الآن بيد ثنائي الحوثي وصالح!!
اعتقد مثلما يرى الكثير إن إنخفاض رتم العمليات العسكرية على تخوم صنعاء وتوقفها ايضاً على حدود الرياض دون إغفال صفقات تبادل الأسرى، يبدو مؤشراً على رغبة اطراف النزاع في الخوض في جولة تفاوض جديدة وخاصة الحوثيون! الحكومة الشرعية كانت قد أكدت على رغبتها في الحل السلمي بشرط تنفيذ القرار الأممي 2216،يبدو الحوثيون أكثر سعياً للحوار لأنهُ لم يعد لديهم شيئاً يخسروه، في الغالب اغلب مواقعهم وآلياتهم دُمرت فضلاً عن الفشل الاجتماعي الذي لاقوه جراء مراهقاتهم وحماقاتهم طيلة عام من حكم اليمن بأدوات القوة والتسلط! من الصعب التكهن بنجاح الحوار بيد ان مجريات الأحداث هذه المرة تعطي أملاً ولو ضئيلاً !
يبدو ان الحوثيون سيسعون في إبراز نيات حقيقية للتقدم في الحوار على عكس جولات الحوار الماضية، وربما يطلقون سراح بعض الأسرى السياسيين والعسكريين، ويتوقفون عن العبث بضمانات ربما تأتي من موسكو غير أنني اعتقد أن صالح ربما يستثني من صفقة الحوار القادمة، غير مستبعد إطلاقاً إن يعود الحوثيون مجدداً إلى واجهة المشهد السياسي، هم باتوا قوة أمر واقع وجزء رئيسي من الصراع الحاصل والتفاهم معهم بشأن بعض التقسيمات أمر وارد للنقاش!
لا أعتقد إن هادي سيعود إلى صنعاء ،ربما بحاح، غير انني على ثقة إن محسن الجنرال سيعود إلى صنعاء وصالح ربما تتدخل موسكو لاجله، استبعد ان يُحاكم او يُقتل..