يتساءل الجنوبيون بعد كل هذا الكم الهائل من التضحيات والدماء التي قدموها غرابين لاستعادة وطنهم والذود عن امن المنطقة والاقليم .. هل آن الأوان ليسدل الستار عن زمن الماسي والحروب والكوارث التي جثمت علي كاهل شعبنا منذ امدا طويلآ واتخذت من الجنوب موطنآ لها لا سيمآ عقب اتفاقية الوحدة المشؤومة ام ان تراجيديا العنف والدمار ستتمدد فترة غير معلومة الاجل الي ان يقضي الله امر كان مفعولا؟؟! لقد اسرف الجنوبيون بالتفاؤل بعد انتصارهم علي جيش القتلة والمجرمين والغزاة واطلقوا العنان لأمالهم بإزاحة مشاهد العنف والدمار الذي سيطر علي فصول حياتهم بان الاحداث والحرب قد اجلت الغيمة ونزعت غطاء تعتيم اوجاعه وكثافة الظلم الذي يخيم عليه لتكون اخر نائباته وخاتمه اوجاعه ،اماله تلك ترحلت مع بزوغ جماعات العنف والموت الممولة من قصور وكهوف صنعاء لتكمل المشوار في نهب الارواح وخطف انفس الجنوبيين الذي سنة لهم كهنتهم وأوغادهم هناك بغية استدامة الامه واطالة جراحاته وتضييع فرصة الخروج من هذا النفق المظلم والخلاص من قيود واغلال قوي الردي اليمنية التي ناضل شعبنا بمختلف الوسائل والطرق للانفكاك منها . لقد صنع شعبنا بنضاله ومقاومته الدؤوبة المستحيل لأجل ان ينعم برغد العيش ورفاهية حياته مؤمنا الي حد اليقين بان ذلك لن يتحقق الافي ظل وطن مستقر لا يربطه رابط بطواغيت العبث صانعي القهر والفوضي في اليمن لطالما ما انفكوا يثيرون البلابل ويشعلون الحرائق ويفتحوا خزائن اموالهم المنهوبة -لأدواتهم التي زرعوها بشتى الوسائل طيلة حكمهم -لتكدير الامن والعيش في ارضنا المحررة كمدآ وغلآ بشعب هان مشاريعهم ومرغ كرامتهم وكبريائهم في تراب ارضه الطاهر . لقد تجلى بوضوح فاقع واحدية نظرة ونظر المتخاصمين في صنعاء تجاه الجنوب وابقائه كبقرة حلوب لهم ولأجيالهم ولم تغير هذه الحرب من طبائع وسمات الواقفين في الصف الاخر لعصابات الجيش ومليشيات البغي علي الاقل، ولذلك فمن هذا المنطلق ينبغي علينا كشعب تجرع وتشرأب ويلات وعذابات لا حدود لها ان ننكر ذاتنا ونشمر سواعدنا كلا من موقعه ونخرج من حالة الانتظار السلبي لنستفيد مما هو متاح بمحاصرة اوكار الخراب وقلع اسباب الماسي وتطويق عوامل الهدم وقتل افكار التطرف والعمل جديآ علي محاربة كل اشكال التفرقة والوسائل المشيعة لذلك وردم التشققات التي ينفذ اليها الخصوم لزرع المكدرات في جوف هذا الشعب والتربص به ،فما يجب ان يعلمه جميع افراد شعبنا، ان ترك الحبل على الغارب وزيادة اسباب التصدعات لن يؤدي الإ الي تأبيد فواجعنا وترك ثغرة للأعداء والجماعات المنفلتة لتشكيل واقعنا وخطف اولادنا وابنائنا لنجد انفسنا تحت رحي كارثة اخري لن يسلم منها احد، قد يقول قائل ان كل ذلك من اختصاصات ومهام الساسة الذين كانوا سبب كل تلك الماسي، حقيقة لا غبار فيها ولكن ثقافة التلقي والانتظار ساهمت وتساهم في ذلك. آن الاوان كي يقطف شعبنا ثمار تضحياته وانتصاراته والدفع بها لصناعة وطن يملأه الامن والسلام والمحبة وقد دفع شعبنا ثمن ذلك فهل يمسك مجتمعنا بزمام الامور ويقوده الى ذلك .