في الوقت الذي كنا بحاجة إلى الإعلاميين وجدت ردفان الدبيس في الصباح بإحدى المقاهي الشعبية الصغيرة بمدينة الشعب وهو يتناول وجبة الفطور مع عدد من الزملاء. كانت الوجبة متواضعة، أحسست في داخلي أن المادة لديهم صعبة جدا. سلمت عليهم وعلى الاخوة ومن ضمنهم حيدرة القاضي الذي كان له الدور الاكبر هو والزميل ردفان الدبيس في تشغيل قناة عدن. تبادلنا انا وإياهم التحايا وسألوني عن بعض الزملاء فقلت لا ادري اين هم، ثم انطلقنا انا وإياهم الى البريقة نبحث عن قارب لإيصالهم الى مقر القناة بالتواهي، ولم نجد. ظللنا طول النهار مع بعضنا حتى الساعة الخامسة من مساء ذلك اليوم الذي لا اذكر تاريخه بالتحديد، فاتصل بنا بعض الاخوة المرابطين هناك، وقالوا انهم ارسلوا لنا قاربا صغيرا لا يتسع الا لنفرين، فقلنا اذهب يا ردفان انت وحيدرة، وإذا حالفنا الحظ سنلحق بكم، كانت القناة في ذلك اليوم بحاجة الى وقود من اجل تشغيلها بينما كان حيدرة وردفان متوترين يريدان ايصال الوقود الى القناة حتى لاينقطع البث عنها. قلنا للزميل نبيل القعيطي استدر بسيارتك واتجه صوب ميناء الزيت بمصافي عدن حتى نلتقي بالقارب هناك، وبينما نحن متوجهون إلى الميناء بعد دخولنا البوابة الاولى وجدنا في الطريق وزير الشباب والرياضه حاليا الاخ نايف البكري والاخ هاني اليزيدي مدير مديرية البريقة ثم توقفنا لكي نسلم عليه الا انه ترجل من سيارته هو ومن معه وتقدموا نحونا قائلين الى اين انتم ذاهبون؟ ثم بدأ يسلم علينا فأخبرناه بما حدث لنا طوال النهار وما الذي تعانيه القناة من مشاكل، فقال الله معكم انتم رجال المرحلة الذين لا يظهرون إلا وقت الشدائد. انطلقنا الى رصيف الميناء وبعد وصولنا الى هناك قال لنا الزملاء ردفان وحيدرة ما قصرتم ربي يرعاكم، اذهبوا واقضوا حوائجكم واذا وجدنا من ينقلكم الى التواهي سنتصل بكم. تركناهم هناك ونحن لا نعلم هل سنلتقي مرة اخرى ام لا. واليوم ها نحن، نحيا على ارض الله، نحن ومن كانو يستترون خلف جدران منازلهم، الا انهم لم يسكتوا، وتنكروا لمهنتهم، ها هم اليوم يتشدقون بأفواههم ويتهمون من كان حينها يدافع عن ارضهم وعرضهم ودينهم بأنهم عملاء وخونة، بألسنة نتنة همها القيل والقال، لا تعرف عمن تتحدث، شغلها الشاغل كيف تثير الفتن في وسط المجتمع، هذه كانت تربيتهم من بداية الدراسة في الصحافة. ردفان الدبيس ضحى وعانأ الامرين من اجل الجنوب، قبل ان تستيقظ انت يا متشدق من نومك، وقبل انتعمل حسابك على الفي سبوك يا مفس بك قبل ان تتهم الاخرين عليك ان تعرف اولا من هذا الذي تتحدث عنه، من هو وايش كان دوره وقت الحرب التي كنت انت حينها مسلتقيا في احضان زوجتك خائفا من القذائف ان تطالك. خسأتم وخسئت تلك الأفواه التي تتحدث عن ردفان الدبيس يا من تدعون الوطنية وانتم في الاصل من جنود عفاش!.