السياسية لأتصنعها العواطف ولا الشعارات والتصريحات بل يصنعها صناع القرار الذي يتحكمون بالسياسة والمصالح العالمية ولذلك تجد البعض من الجنوبيين سرعان ما يفرحون بأي تصريح أو حديث لأي مثقف او إعلامي عربي او غربي الخ .. يتعاطف مع القضية الجنوبية شيء جيد ان يتعاطف مع قضيتنا اي اناس سوى اكان من أبناء الشمال و من اي وطن عربي او دولي ولكن تعاطف الناس شيء ومواقف الدول شيء آخر ولاشك أن التأثير على الرأي العام يؤثر على اتخاذ المواقف الرسمية للدول وصناع القرار العربي والعالمي ولذلك علينا ان نفرق بين تعاطف وتأييد الأفراد وبين مواقف الدول
ما يحتاجه الجنوبيين وقضيتهم العادلة هو الدعم والتفهم الرسمي من قبل حكومات الدول وصناع القرار الدولى وهذا لن يتحقق دون عمل وجهد للوصول وإقناع صناع القرار بعدالة القضية الجنوبية وأهميتها دعمها وتأييدها وهو امر لن يتحقق دون عمل اعلامي وتحرك دبلوماسي فاعل .. بل أنه من الصعب حل القضية الجنوبية بما يلبي تطلعات الجنوبيين دون عمل سياسي مباشر للتأثير على صناع القرار العربي والعالمي ودعمهم لحق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه
لقد أثبتت التجارب والأحداث أن الجنوبيين ليشكلون عنصرا فاعلا في صنع هذه الأحداث وحتى في بعض الأحداث التى كان للجنوبيين فيها تأثير ودور مثل المليونيان الجنوبية والمقاومة الجنوبية لم يستطيع الجنوبيين من استثمارها سياسيا لصالح قضيتهم مع الأسف فانظروا آخر مليونية التي كانت ناجحة هل هناك من خطة او فريق عمل لاستثمار هذه المليونية سياسيا وإعلاميا
الحقيقة التى يجب الاعتراف فيها ان الجنوبيين عندهم قضية عادلة لا يختلف عليها اثنين وباتت قضية شعب قدم من أجلها تضحيات غالية ولكن المشكله أنه في الوقت الذي وجد فيه نضوج وتحرك شعبي على صعيد الشارع الجنوبي لم يواكب هذا النضوج والتحرك نضوج وتحرك سياسي وإعلامي عربي ودولي من قبل قيادات الجنوب المحسوبة على القضية الجنوبية
فلا زال نشاطنا السياسي والإعلامي مع الاسف حبيس المجالس والمواقع والفاءات الجنوبية الجنوبية لم يستطع ان ينطلق لنقل قضيتنا للإعلام العربي والعالمي وان يوصلها لصناع القرار العربي والعالمي
وإذا لم توجد قيادة جنونية فاعله ستظل القضية الجنوبية والجنوبيين غير فاعلين في صنع السياسة لصالح قضيتهم وينتظرون ما يتصدق به الآخرين عليهم