دعني مع الله في ذكر وتسبيح فكل ما دونه يمضي مع الريح الأهل يمضون والأحباب ذاهبة ويسلمونك من نوح إلى نوح وكل ما فوق هذي الأرض مندثر أحلى القصور مع الأنهار والدوح حتى الجبال كعهن سوف تنفش في يوم الحساب كما أوحى به الموحي فاعمل لدنياك إن أحببت في هوس ستنتهي فجأة في عالم الروح واعمل لأخراك إن أحببت متعظا بمن تولوا وكانوا زينة السوح كل ابن انثى له عمر وليس سوى مشروع موت مدى الأيام مفتوح فليس يبقى سوى الرحمن يخلقنا جيلا فجيلا ليوم خط في اللوح × × × دعني مع الله أدعوه فينقذني من الهموم ومن غم التباريح بالأمس ولى شقيقي فجأة وخبا وكان في قومه أزهى المصابيح بقية كان من قوم جهابذة عاشوا لعلم وإصلاح وتصحيح عشرون سفرا ونيْف خلفه حفلت بحرّ رأي لرفع الحيف مطروح عن موطن كان في التاريخ مفخرة وكان منبت أجداد جحاجيح عتى عليه الشموليون في سفه بنهب دور وإرهاب وتذبيح وبعدهم جاء أهل الغنْم في سفه بنهب أرض ورشْوات وتشليح فأرجعوه عقودا للوراء فكم يلقى من القات والإرهاب والقيح من لا يذد بسلاح عن مرابعه يكن فريسة نباح ومنبوح ووحدويون كانوا في صمائمهم يفدونه اليمن الميمون بالروح ووحدويون ما زالوا إذا طهرت من الثعابين طرا والتماسيح × × × دعني مع الله أدعوه فيسعفني أمام أقفال دربي بالمفاتيح فهذه عدن قد كان يعشقها عصامُ في كل تصريح وتلميح فسوف يندبه الأصحاب في عدن بفيض دمع من الأعماق مسفوح كانت مدينة إفلاطون فانقلبت كأنها منبت القيصوم والشيح في أهلها طيبة كانت وكان بها ثقافة ونظام غير مجروح فليس فيها لعشوائية سبل وكل مبنى بتخطيط وتصريح أعلى أبان بها والعيدروس بنى والعسقلانيُّ دورا للتراويح وقبر قابيل قبل الأنبياء بها إدريس أو صالح أو هود أو نوح واليوم بينا الذئاب الغبر تحصرها ترنو بطرف كليل الجفن مقروح × × × دعها مع الله يرعاها ويكلؤها وادعُ لها بين ترتيل وتسبيح وارحم فتى يا إلهي كان يعشقها وافسح له رب في جناتك الفيح
سبتمبر 2012 (نقلا عن مجلة دبي الثقافية عدد أول نوفمبر 2012)