الشهيد العقيد عبد الحميد عبدالله عمر الجيلاني من مواليد قرية لكمة صلاح الضالع في جمهورية اليمن الديمقراطية تربى وترعرع فيها تلقى تعليمه الابتدائية في مدرسة الشهيد عبدالدائم محسن لكمة صلاح الابتدائية انذاك وانتقل الى مدرسة ابو عشيم في مدينة الضالع وتخرج في الثانوية منها عشق الدفاع عن الوطن فاختار السلك العسكري وتعلم في مجال الدفاع الجوي في الاتحاد السوفيتي وعاد الى وطنه لكي يطبق كل ماتعلمه من معلومات عسكرية في ارض الواقع ليدافع عن بلاده جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعمل في الدفاع الجوي في عدن حينها . الشهيد صال وجال دفاعا عن عدن في حرب 94م الظالمة على الجنوب وكان يعمل على اسقاط طائرات العدو ومنعها من ضرب اهدافها في الحبيبة عدن . بعد الوحدة المشؤمة والتي كان يتشاءم منها الشهيد استمر في عمله بعدن فترة ثم اخذ دورة تدريبة اخرى وتم تحويله الى صنعاء في جبل نقم ولكن لم تعجبه الاوضاع وكان له نظرة متفهمة واعية لما يدور حوله بالجنوب ويعبر عن ذلك بعدم الرضى وان لاحل الا بعودة وطننا حر مستقل . امتاز الشهيد بالشجاعة والاقدام وكان شخصية اجتماعية لها وزنها في المنطقة عمل بصمت و انضم الشهيد الى المقاومة من ايامها الاولى من ايام مقاومة قوات ضبعان وجنوده وكذلك اثناء الاجتياح الحوثي للضالع والذي دعموا به تواجد قوات ضبعان في الضالع فكانت تلك هي اخر ايام حياة الشهيد والتي سطر فيها اروع المواقف البطولية والذي شارك في تسمية خط سناح- الضالع بشارع الموت لكثرة الكمائن التي علمها المقاومون الابطال لقوات الاعداء بمشاركة الشهيد الذي لم يبخل بخبرته على زملائه الابطال ,كانوا يلقنون الاعداء دروسا ويتفنون في تدميرهم ويستخدمون قدراتهم وشجاعتهم التي لاحدود لها نعم انهم كانوا يحولون صرختهم الشهيرة الى صراخ وعويل وحينها ادرك الاعداء بانه لايمكنهم دعم قواتهم المتواجدة في المدينة الا بكسر شوكة هذه الجبهة والسيطرة على ذلك الجزء من خط الموت ففي مثل هذا اليوم الاحد 26/4/2015م أتوا بغتة باعداد كبيرة واليات مصفحة ودبابات وهكذا راى الشهيد ان هذه القوات تتوجه لاقتحام قريته فقاتل بكل بسالة وشجاعة وعندما اشتد عليهم القصف واقترب العدو منهم طلب من زملاءه الانسحاب فابوا الا ان ينسحبوا معا ولكنه رفض طالبا منهم الانسحاب وظل يقاتل فقتل منهم عددا كبيرا قاتل بكل مااوتي من قوة بسلاحه الشخصي واصيب فطلب منه الاعداء الاستلام وانه لا مجال امامه الا ان يموت او يستسلم فرمى عليهم قنبلة كانت معه فعلت فيهم فعلتها رافضا ان ترى عيناه قريته يدنسها الاعداء وهو يقول لن تمروا الا على جثتي فقام الاعداء برمي المكان الذي كان يحتمي به بقذيفة اربيجي استشهد على اثرها العقيد في موقف اسطوري يخلده التاريخ في موقف مشابه سجله التاريخ ايضا لبطل من ابطال آل الجيلاني انه الشهيد عبدالدائم محسن الجيلاني الذي قتل قائد الغزو البريطاني على الضالع قبل 60 عاما . من ثم وقف الاعداء حراسة على جثة الشهيد ومنعوا ايا كان من الاقتراب منه وكانوا كثيرا ما يسالون على بيته ليقوموا بتفجيره ويسالون عن اقربائه لكي يعتقلونهم . كانت طائرات التحالف كانت تحوم في سماء المنطقة مما اضطر الاعداء الى الهروب والتواري داخل المدرسة خوفا من الطائرات وهذا ما اتاح فرصة لاهالي الشهيد واقربائه بان يسحبوا جثتة الشريفة من المكان الذي استشهد فيه وتم سحب الجثة الى قرية اخرى من قرى آل الجيلاني تدعى قرية الذهابي . مفارقات القدر وعجائبة وحكمة الله في ذلك فقد تم دفن الشهيد عبد الحميد بجانب شهيد ثورة التحرير الاول عبدالدائم محسن وكان ظروف دفن الشهيدين متشابهه بشكل كبير جدا حيث كان الاعداء يبحثون عن جثتي الشهيدين فالبريطانيون كانوا يبحثون على جثة الشهيد عبدالدائم حينها رفض الاهالي يسلموهم ايها او يدلوا على أي معلومات عنها, فقام الاستعمار البريطاني بتدمير القرية بشكل كامل وانهى ماكانت تتميز به من شكل جمالي ودور جميلة جدا متلاصقة ببعضها مبنية بشكل خاص . اما المحتل اليمني فقد اغتاظ مما فعله الشهيد عبدالحميد فيهم فعملوا على اعتقال اهالي القريتين واسروا مايقارب 30 شخصا من قرية لكمة صلاح ومارسوا معهم شتى انواع التعذيب النفسي والجسدي لاخذ معلومات عن الشهيد والمقاومة فلم يجدوا ضالتهم . في هذا الموقف ضحت قرية لكمة صلاح بشخصية اجتماعية اخرى شهيدا وهو الحاج عبدالله احمد عبدالله الجيلاني 60 عام وهو يحاول التفاوض للافراج عن المعتقلين الاسرى حيث استشهد في باب السجن وهو من اقارب الشهيد عبدالحميد عبدالله عمر والذي سردنا شيئ بسيط جدا من حكايته.