بقلم المحامي يحي غالب المتتبع لنشاط الحراك الجنوبي السلمي منذ انطلاقته سيجد ان موضوع مكافحة الإرهاب هو محور النشاط الفكري ولب موضوع الجانب التوعوي المعنوي بل احد أعمدة بناء منظومة الوعي الحراكية وانعكس ذلك في أدبيات الحراك وبياناته وخطاباته طيلة الفترة الماضية وحتى أصبح يمثل أهم الثوابت والأسس وأهداف نشاط الحراك الجنوبي وانعكس ذلك في الوعي الجمعي والتعبير الشعبي بالهتافات المليونية التي ترفض زيف وأباطيل ودعايات المدعو المخلوع علي عبدالله صالح ومنظومته الاستخباراتية الراعية للإرهاب التي دأبت لإلصاق تهمة الإرهاب بشعب الجنوب وحراكه السلمي ولازالت الذاكرة الجمعية الجنوبية تتذكر ذلك الشعار المدوي في ساحات الجنوب (ياعلي صالح ياكذاب انت الراعي للإرهاب) اليوم وبهذه المناسبات الغالية العزيزة على قلوب كل شرفا الجنوب داخل الجنوب وخارجه يحق لهم الاحتفال بالانتصارات التي تتحقق في مجال مكافحة إرهاب منظومة صنعاء هذا جانب والجانب الأخر الاعتزاز بالانتماء إلى مدرسة الوعي النقي ونهج التنوير الصادق ثقافة الحراك الجنوبي السلمي ,والجانب الأهم يتمثل في الشراكة الخليجية الجنوبية في مكافحة الإرهاب هذا المحور الذي تشكل بوعي للقضاء على النسق الخلفي لعصابات الحوثيين وعفاش وجيوشها المندحرة ذليلة صاغرة من عدد من مناطق الجنوب وأرادت العودة لإرباك المشهد من خلال محاولة تغير أسلوب إدارة المعركة إلى حرب مفخخات واغتيالات واستنهاض خلايا إرهاب الحرس الجمهوري والأمن المركزي ومحاولة تحقيق انتصارات وهمية في الجنوب لتحسين شروط التفاوض في المحادثات والمفاوضات الخارجية بعد الهزيمة العسكرية النكراء التي لحقت بهم , وبالإمكان تلخيص جوهر أهمية مكافحة الإرهاب في هذه المرحلة بالذات من خلال الأتي : أولا:ان الجنوب بيئة طاردة وغير حاضنة للإرهاب وهذا ما أكده الحراك الجنوبي منذ انطلاقته بأن الإرهاب تم تصديره إلى الجنوب منذ عام 1994 وفتوى التكفير الغطاء الديني لاحتلال الجنوب , ثانيا: ان الجنوب ضحية من ضحايا الإرهاب ودفع فواتير باهظة منذ عام 1990 وحتى اليوم وظل رافضا لنهج التكفير والعنف ونابذا لتلك العصابات والأحزاب التي تتستر عليها وتحميها وترعاها ,وأن عصابات النفوذ السياسي العسكري القبلي بقيادة المدعو علي عبدالله صالح هي الداعمة والراعية للإرهاب السياسي المتستر بالدين ثالثا ان إطلاق دول التحالف العربي لعاصفة جديدة لمكافحة الإرهاب ضمن عملية عاصفة الحزم بالشراكة مع المقاومة الجنوبية والجيش وكل ابنا الجنوب قيادات سياسية وعسكرية ومدنية ,يعتبر مكسب كبير وانتصار مزدوج يثيب مصداقية الحراك الجنوبي وصواب نهجه وثقافته ومطالبه ورسائله الحريصة للأشقاء في مجلس التعاون الخليجي من مخاطر الإرهاب من ناحية ومن ناحية أخرى انتصار باجتثاث هذه النبتة الخبيثة الدخيلة على تربة الجنوب الطاهرة , رابعا:أن تفرد دول التحالف العربي وقيادة عاصفة الحزم مع ابنا الجنوب فقط في مكافحة الإرهاب مؤخرا ودون تدخل دول خارجية أخرى تعتبر رسالة هامة لها مضامينها بأن دول التحالف والرئيس هادي قد استشعروا بأن هناك خطرا محدقا يتمثل بدعم خارجي للحوثيين وعفاش سياسيا لتحسين شروطه التفاوضية بالكويت وجنيف ومحاولة تكرار اسطوانة مشروخة بأن عدن والمناطق المحررة تحت سيطرة القاعدة وداعش وبذلك سارعت دول التحالف إلى إحراق أخر ورقة لتلك القوى وجاء الرد السياسي سريعا على لسان المبعوث الدولي في كلمته الافتتاحية في جلسة مباحثات الكويت بالإشادة بدور السلطات في مكافحة الإرهاب والمقصود بذلك جهود سلطات المناطق الجنوبية المحررة المدعومة من دول التحالف العربي. في الختام نقول هنيئا لشعب الجنوب العظيم هذه الانتصارات المحققة ولكن كما تقول المقولة السياسية والعسكرية (الحفاظ على النصر أهم من تحقيقه)لذلك على كل ابنا الجنوب وطليعتهم الحراك كوارد وقيادات الحراك الجنوبي وإبطال المقاومة الجنوبية الإبداع العملي والانصهار في معركة الواقع الجديد ومسك زمام الأمور والتقليل من مفردات الشكاوى والتساؤلات وعبارات الإحباط لأنكم المعنيين دون غيركم في الحفاظ على الانتصارات واستثمارها