في ظل تجاهل الإعلام العربي المتعمد لفعالية الثامن عشر من أبريل التي أقامها الجنوبيون في العاصمة عدن ، احتجاجا على عدم تمثيل الجنوب ، الى جانب تجاهل قضيته ، في محادثات السلام الجارية في الكويت بين وفدي الشرعية والإنقلابيين ، نجح المحتشدون الجنوبيون الذين أتوا من مختلف مدن الجنوب وقراها في ايصال رسالتهم الى المجتمعين وإلى المجتمع الأقليمي والدولي ، بأنكم مهما تجاهلتمونا، فإننا موجودون وأن نضالنا السلمي سيستمر حتى تحقيق أهداف ثورتنا السلمية في استعادة وطن آمن سلب بأسم وحدة مفترى عليها من قبل قوى متنفذة ترى في الوحدة مزيدا من الأراضي والفيد ، ومشروعا للهيمنة والنفوذ ، وليس مشروعا للبناء والتنمية والأخوة والقوة . معظم القنوات العربية الرئيسية ووكالات الأنباء كانت موجودة في موقع الفعالية ، هذا مايؤكده من حضر هذه الفعالية ، ولكنهاللأسف احجمت عن قصد عن اضهارها وعكسها في برامجها الإخبارية ، وهذا التصرف يعكس الأزمة الإخلاقية التي يعيشها الإعلام العربي والنظام العربي بشكل عام في القرن الواحد والعشرين ، حيث أصبح العالم قرية واحدة ، نتجة للتطور العلمي والمعلوماتي الكبير الذي حدث في العالم ، ولم يعد في مقدور أحد أن يخفي شيئاً في هذا العالم . كما إن هذا التصرف من قبل أجهزة الإعلام العربية ، يعبر عن العقلية التسلطية التي تنكر الآخر والقبول به ، وهي امتداد للنظام العربي الإستبدادي القمعي الذي يرفظ التعددية والديمقراطية وحقوق الآخرين ، بحجة الحفاظ على الوحدة العربية الذي فشل النظام العربي في تحقيقها ، بسبب الأنظمة القمعية والتسلطية التي حكمت البلاد العربية وتحكمها وانكرت حقوق الآخرين . من حق أبناء الجنوب ومن حق المواطنين في أي بلد عربي أن يحتشدوا سلميا ويطالبوا بحقوقهم المشروعة حتى ولو كان الانفصال عن الدولة المعينة إذا كان هناك ظلم واقع عليهم ، وكيف بمن يحمل السلاح واسقط مؤسسات الدولة وفرض الإقامة الجبرية على رئيس الدولة وحكومته ، وحاصر المدن وقتل الأطفال والشيوخ والنساء ونهب سلاح الدولة ليقتل به الشعب ، ومن المفارقات العجيبة أن الإعلام العربي عكس مليونية الرئيس السابق والحوثيين التي اقيمت في ميدان السبعين احتجاجا على عاصفة الحزم في ذكراها الأولى السنوية ، بينما تجاهل معاناة شعب خرج يتظاهر سلميا لتظهر كحادث عابر في شريط الأخبار لبعض القنوات ، وكيف لوكانت مباراة كرم قدم ، أو مسابقة للهجن أو حفلة ماجنة ، سنرى الإعلام العربي يطبل لها ويعيدها أكثر من مرة . لقد نجحت فعالية الثامن عشر من أبريل ، لكن ماهي مسؤلياتنا بعدها، هل نكتفي بذلك ويعود كل منا الى بيته ؟ لااعتقد ذلك ، بل هناك مهام وعمل وصبر ودرجة عالية من الإنظباط ،و تأتي في مقدمة المهام التي يجب التركيز عليها مستقبلاً مايلي : - الإتفاق حول مكون موحد حامل للقضية الجنوبية وقيادة واحدة ورؤيا موحدة - الحفاظ على امن المناطق المحررة وخاصة عدن وتأمينها من أية جماعات تثير الفوضى وتقلق الأمن تحت أي مسمى كان - تحرير المدن الجنوبية من أي تواجد للجماعات المسلحة التي تثير الرعب والخوف بين صفوف المواطنين ، ومثلت دولة داخل الدولة . - تجنب المواقف الإنفعالية والإساءة الى الآخرين ، حتى ولو كانوا يحملون رؤيا مغايرة ومناقضة لرؤيتنا تجاه مختلف القضايا ، لنؤكد للجميع أننا شعب حضاري لنا قضية نناضل من أجلها ، ولانحمل عداوات شخصية أو حقداً على أحد ، ً - التواصل مع السلطات الشرعية والحرص على مستوى عال من التتسيق والتعاون معها ، وتجنب أية تصرفات من شأنها تسيء إلى هذه العلاقات ، - بذل الجهود المتواصلة من أجل دمج من يرغب من رجال المقاومة في المؤسسات الأمنية والعسكرية - اعطاء أهمية للجانب الإعلامي للتصدي لأية محاولات لتشويه المقاومة الجنوبية ورجالاتها ولصق التهم والأكاذيب بها ، أو أية محاولات للتقليل من عدالة القضية الجنوبية وأهميتها في تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن والأقليم - العمل عاى اعادة تاهيل مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية والخدمية وغيرها من المؤسسات الأخرى ، حتى تكون قادرة على خدمة المواطنين