لدول التحالف حساباتها الواضحة في معركتها في اليمن والجنوب العربي وهي عدم إعطاء الفرصة للمد الإيراني من الدخول من البوابة الخلفية للجزيرة العربية ، وبالتالي كان التدخل الى جانب الشرعية واحتضان ذلك الفريق سواء كان من الشمال اليمني او الجنوب العربي في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية . يحاول بعض المحللين الهاء الشعب العربي الجنوبي بالقول ان دول التحالف ستقف مع حق الجنوبيين في اعادة بناء دولتهم المستقلة عن الهيمنة والاحتلال اليمني ، قائلين ان مثل هذا الامر لن يكون معلن عنه بشكل رسمي ولكن هناك من يعمل في الخفاء لتحقيق ذلك الهدف. الشعب الجنوبي فرضت عليه تلك الحرب القذرة وكان لابد له من القيام بالتصدي لتلك الجحافل البربرية القادمة من صعدة الحوثية وصنعاء الحرس الجمهوري والأمن المركزي. كان أمله بعد ان يحقق النصر ان يتكلل ذلك المجهود الجبار الذي بذله بتحقيق استقلاله الثاني وبناء دولة الجنوب العربي. لم تكن له إملاءات على دول التحالف مقابل وقوفه ضد الحوثة والعفاشيين بدل ان نقول كما اعتقدنا في بداية الحرب ان وقوفهم كان مع شعب الجنوب. بل اعترف بفضل دول التحالف العربي وأصبح ممنون لها ومعترفاً بذلك الجميل الذي طوق رقاب كل جنوبي. الان بدأت الامور تتضح نوعاً ما من خلال احتضانهم لمؤتمر الحوار في الكويت والرضوخ لكثير من مطالب وتعنت فريق عفاش والحوثه وإعطاء الإشارات المعلنة رسمياً بأنهم يقفون مع الشرعية والمتمثلة في الرئيس هادي الذي منح كثير من الوظائف والمناصب العليا لأبناء الشمال وأصبح فريقة يحوي كثير من شخصيات حرب 1994م اما الجيش الذي سمي بالوطني فهو عبارة عن بقايا الألوية التي شاركت مع الحوثة والعفاشيين في تدمير الجنوب بعد ان تم منحهم صفة الوطنية وبالتالي فهي كفارة عن كل ما ارتكبوه من مجازر بشعة بحق ابناء الجنوب وتدمير البنية التحتية لمنشاءات الجنوب الحيوية .اما الحرس الجمهوري ومليشيات أنصار الله فقد تدمج ضمن الجيش الوطني بشكل رسمي ضمن الصفقات التي يتحاورون عليها في الكويت . شعب الجنوب مثلما قلت احس ان جميل دول التعاون ودماء ابنائه التي سالت على ارض الجنوب يطوق عنقه وأي محاولة لإبعاد ذلك الطوق هي نكران للجميل وقلة مرؤة لا يمكن ان تكون من صفاته وبالتالي صار ذلك الحمل دين حسب الشعور الشعبي لأبناء الجنوب لكن الشعور بخيبة الأمل من وقوف دول التحالف مع الشرعية اليمنية والتي بلا شك ايضاً وقفنا معها في بداية الحرب لانه ليس لنا مفر حينها من الإعلان عن وقوفنا معها والذي اعتبره وقوف استراتيجي وتكتيكي من قبل ابناء الجنوب. لن أقول ان دول التحالف لن تستطيع هزيمة عفاش والحوثة ولكن ذلك قد يكلفها الكثير والكثير جداً من التضحيات ومايحدث في مارب وتعز اكبر دليل واكبر إيضاح لهم ان الجنوبي وأرضه وقفت معهم في الصفوف الأمامية ولم يجدوا خيانة او غدر او طعن من الخلف على ارض الجنوب ، اما في الاراضي اليمنية الشمالية فلهم فيما حدث للجيش المصري عبرة ، وماحدث لهم في صافر وباب المندب إيضاح جلي عن الفرق بين شعب الجنوب العربي وصدقه وإخلاصه وبين من يتنكر لكل المعونات والدعم العسكري والمالي وفي اول فرصة يغرس خنجره في ظهر من يتقدمه في ارض المعركة من ابناء دول التحالف او حتى من ابناء الجنوب الذي خدعتهم بعض الشعارات وجعلتهم يحاربون على اراضي اليمن الشمالي. لكن علينا إيضاح بعض الامور لقادة ومفكري دول التعاون التي بالطبع لن تغيب عنهم ان تمعنوا في كثير من الامور التي حدثت على الساحة اليمنية وتقُلب كثير من وجوه ساستها كما تفعل الحرباء لتغيير جلدها حسب طبيعة المكان الذي تقف عليه. ايران ان فشلت في هذه المره فسوف تكرر الامر اكثر من مره بكل تأكيد. ان لم يحقق لها الحرس الجمهوري ومليشيات أنصار الله ماكان تحلم به من موطىء قدم في جزيرة العرب حتى تستطيع ان تؤسس كيان شيعي من حيثما يوجد الشيعة وفي اي دولة كانت، وقد تجد المتغيرات الدولية التي تساعدها في تحقيق ذلك الهدف. ان فشلت بالأمس فغداً ستجد بدل عبدالملك وبدل عفاش الف علي وألف عبدالملك ، لكن هل تجد دول التحالف مثل شعب الجنوب العربي الذي ساعدها في طرد جحافل المغول من ارضه وحقق هدف دول التحالف في منع التواجد الإيراني في البوابة الخلفية.. كل ذلك مرتبط بما سوف تعمله دول التحالف الان من اجل هذا الشعب الأبي . اذا وقفت وساعدت على قيام دولة جنوبية مستقلة فهي بكل تأكيد لن تحتاج الى من يغلق تلك البوابة لان شعب الجنوب سيكون قد أغلقها الى ان تقوم الساعة . لن أقول ان شعب الجنوب سيكون الصديق الجديد لإيران في حالة تخلى عنه من تخندق معه في نفس الخندق واختلط الدم الجنوبي بالدم العربي بل أقول دم عربي اختلط بدم عربي قادم .. شعب الجنوب لديه ثوابت دينية وأعراف قبلية وموروث اجتماعي نفتخر به لن يتزحزح عنها قيد انمله. حتى وان تطلبت معركتنا القادمة مع الاحتلال اليمني الذي ان عاد ، سيعود بثوب الشرعية، ان نتحالف مع من يساعدنا في استعادة دولتنا ان تخلت دول التحالف عنا ، وهذا سابق لأوانه حالياً. أكرر لن يكون ايران حليفنا الجديد ضد دول التحالف لان المعركة مصيرية ولن تتغير ثوابتنا الراسخة كرسوخ جبال الجنوب العربي .. لكن سنجد من يقدم الدعم لنا من كثير من الدول التي لن تكون محل ترحيب من جيراننا بكل تاكيد ،، لكن الضرورات تبيح المحظورات (.)