مما لاشك فيه بان القضية الجنوبية غابت عن المشهد السياسي على الصعيد الاقليمي والدولي منذ بزوغ شمس الثورة السلمية للحراك الجنوبي الذي قدم تضحيات جسام في سبيل الحرية والاستقلال بدولة جنوبية مستقلة عن الجمهورية اليمنية ، لكن نظام صنعاء سعى جاهداً بكل اشكال العهر السياسي الى تصوير المشهد للعالم الاقليمي والدولي بان الاراضي الجنوبية حاضنة للارهاب وخصوصاً بعد ورود نص بالمبادرة الخليجية عن القضية الجنوبية التي حددة بان الحراك الجنوبي الممثل الشرعي لشعب الجنوب وكان ورود ذالك النص بمثابة اعتراف سياسي لم يروق للاطراف الشمالية التي سرعان ما حركة ورقة الارهاب في العام 2011م في محافظة أبين وشبوة وحضرموت و وجهت انظار العالم سياسياً نحو اغلاق كافة الابواب السياسية امام القضية الجنوبية بذريعة احتضان شعب الجنوب للاهارب الذي يتعارض مع توجهات الدولية بالقضاء عليه .. وضل شعب الجنوب غارقاً في العمل الثوري الميداني دون فعل سياسي موازي يعجل بعجلة الدفع السياسي للحل نحو قضيته العادلة ، ولم يكتفي نظام صنعاء تجاه القضية الجنوبية بالعب العهر السياسي بورقة الارهاب بل استخدام ورقة جنوح شعب الجنوب بمؤلات ايران وتنفيذ اجندتها مما جعل القضية الجنوبية تحت الحجب من قبل الاقطار العربية وعلى رأسها الدول الخليجية الخصم الدود ضد توسع المد الايراني بالشرق الاوسط ومن خلال ذلك التسويق ضد الجنوبيين على اثر احتضان حزب الله اللبناني قيادات جنوبية بالضفة الغربية تتخاطب باسم شعب الجنوب بواسطة قناة عدن لايف الفضائية التي مثلث الثورة السلمية للحراك الجنوبي واصبحت القضية الجنوبية خصماً بالوكالة الايرانية لدول الخليجية..
لكن المتغيرات السياسية بالازمة اليمنية على ضؤ الآلية التنفيذية المزمنة للمبادرة الخليجية وتقويض الاطراف الشمالية صيغ الحلول السياسية ناتجة عن مخرجات المؤتمر الوطني للحوار قبل الاستفتاء على مسودة الدستور كشفت النقاب عن شعب الشمال و ازاحة الستار والحجب عن القضية الجنوبية ، و تضحت حقيقة التحالف مع ايران بالجسر الجوي بين طهرانوصنعاء وتسليم ميناء الحديدة بالصليف رسمياً للحرس الثوري الايراني من قبل مليشيات عفاش والحوثي وسقطت التهم الملفقة عن القضية الجنوبية وجنوح شعبها للمد الايراني بعد قيام المقاومة الجنوبية بتسطير ملاحم اسطورية على ارض الجنوب و وجدت دول الخليج شريك حقيقي في حربها بعاصفة الحزم استطاع ان يطهر ويحرر المحافظات الجنوبية من الشماليين حلفاء ايران خلال اسبوعين زمن بمساندة قوات الحزم العربي..
و بعد الشراكة الحقيقية للجنوبيين مع تحالف العربي ازاح قمة الرؤية عن القضية الجنوبية واصبحت هناك قواسم مشتركة تجمع الجنوب والخليج على رغم من تحييد الجنوبيين عن المفاوضات الجارية بين الشرعية الدستورية والمتمردين الحوثيين والعفاشين ، إلا أن الرهان لدول عاصفة الحزم العربي على شعب الجنوب في تخفيف الضغط السياسي الدولي القائم على معادلة البسط على الاراضي اليمنية والطرف الذي يكون اكثر بسطاً يمثل الطرف الاقوى بالمفاوضات ويتم الضغط على الطرف الاضعف لقبول التسويات السياسية ، ومن هنا اثبت شعب الجنوب للعالم اجمع انه طرف قوي على الاراضي الجنوبية بعد دخول الجنوبيين اليوم من نافذة القضاء على الارهاب خلال اثنى عشر ساعة استطاع الجنوبيين تحرير حضرموت وابين من الجماعات الارهابية الباسطة على تلك المحافظات منذ عام ، فان هذه النافذة التي دخل منها الجنوبيين للقضاء على الارهاب لاقت ارتياح دولي فتح الباب السياسي امام الجنوبيين والمؤشر على ذلك تعليق مفاوضات الكويت ومن هنا نستطيع ان نجزم بان دخول الجنوبيين من نافدة القضاء على الارهاب يفتح امامهم الباب السياسي لحل القضية الجنوبية برعاية عربية و دولية..