تلاعب جماعة الانقلابيين في مشاورات الكويت ، وما يظهرون من استهتار بالعملية السلمية ؛ لم يكن سوى استمرار لسلوك قديم يعرفه القاصي قبل الداني ، كما يعرفون تماماً أن هؤلاء لا يسعون من وراء هذه المشاورات سوى إلى مزيد من توفير الفرص لإعادة ترتيب القوى ورص الصفوف والضغط على القبائل للانخراط في صفوفهم وتعزيز قواهم للانقضاض مرة أخرى على المحافظات الجنوبية ، بما فيها تعز بالإضافة إلى دحر قوات الشرعية والمقاومة من مارب والجوف وأطراف صنعاء . وجميل أن وفد الحكومة اعلن وقفه هذا العبث ولكنه قد يرضخ غداً لضغوط ولد الشيخ كالعادة الذي لاهم له سوى نجاحه وظيفياً ، ولو على جماجم كل اليمنيين .. وللوصول في الأخير إلى تأسيس دولة صفوية جديدة في اليمن واستكمال خنق عنق المملكة العربية السعودية ولي الارادة السنية في اليمن لمصلحة الأقلية الاثني عشرية كما هو مرسوم في الصفقة الأمريكية الإيرانية في الاتفاق النووي . ومع أن القيادة الشرعية مجربة دون شك .. لكنا في الواقع نراها تطأطئ الرأس ناسية أنها الشرعية وأن أمريكا لا تملك أن تضرب يد أحد في هذه المسألة ، كونها هي أيضا مرغمة على أن يكون عقلها في الأخير مع الشرعية كمنطق ، وإن كان قلبها مع الحوثة وحلفائهم . ترى لماذا نرضى بهذه الحال؟ وحتى متى سنظل وراء ابن الشيخ لاسيما أنه اعجز من أن يرفع عصاه في وجه الانقلابيين ؟ متى سندرك الهدف ؟ .. واذا كان لابد من المشي وراء الكاذب إلى باب بيته فعلى الأقل ماذا أعددنا على الأقل للصد والردع . إن الواقع يقول : إن الانقلابيين يحركون أسلحتهم ويرتبون قواهم استعداداً لمعارك جديدة .. ويتكلمون من منطلق الأمر الواقع بل يحتلون مناطق جديدة تحت غطاء هدنة ابن الشيخ .. ترى متى سنصحو ؟!! .. هل من الضروري أن نُلطم مجدداً لكي نصحو من غفلتنا ؟!!.. يا جماعة إذا المجاراة ضرورة.. فالمثل يقول "اقرأ ياسين وامسك سحبول ". إننا لم نر حتى الآن سوى حماقات وبما يعزز من صفوف الخصوم مجابرة وبالمجان .. أقول هذا من قلب حريص .. فالمعذرة إن جانبت الصواب .