كنت اتمنى ان تكون قيادة الثورة الجنوبية التي تولت قيادة محافظة عدن اكثر جراءة في الشفافية والوضوح مع اهالي العاصمة في توضيح المعوقات الحقيقة والمصطنعة التي تواجه ادارتهم للمحافظة وكنت اتمنى ان يكونوا اكثر شجاعة في اتخاذ قرارات ضد الفساد وكل تركة الاحتلال في مفاصل ادارة المحافظة وكان يجب عليهم ان يحرصوا جيداً على استقلالية القرار وان تكون لهم سلطة مطلقة في ادارة شؤون لمحافظة وان لا يسمحوا بوجود سلطات موازية لا امنية ولا سياسية ولا عسكرية ولا اقتصادية ولا ادارية . ان ما تعانيه العاصمة عدن من مشكلات امنية وخدمية هدفها تأجيج الرأي العام ضد قيادة المحافظة وسحب التأييد الشعبي وخلق حالة احباط واحتقان شعبي ضد المحافظ ليس لشخصه فحسب ولكن لما يمثله من ارادة صنعتها روح الثورة والمقاومة بأهداف نبيلة وتضحيات عظيمة تجسدت بما تحقق من صمود اسطوري في مقاومة الغزو الجديد وتحقيق الانتصار .
على المحافظ ان يكون قريباً من المواطنين وصريحاً معهم ورغم مسؤولياته الجسام والأولويات إلا ان هموم الناس يجب ان تكون لها الاولوية وعليه ان يدرك ان القوى لتي اتت به حاكماً للعاصمة عدن ليس حباً فيه بل لثقتهم في قدرته على تحقيق الامن والاستقرار بما يملكه من اجماع وتأييد شعبي وهذا ما ازعج قوى كثيرة في السلطات اليمنية سواء التي اتى كبديل لها او التي ارادت ان تجعل من قيادة المحافظة سلطة وقائية لها وخطوط اولى لحماية نفوذها ومشاريعها .
من حق ابناء العاصمة ان يطالبوا بحقوقهم وعلى المحافظ ان يحاول توفير الحد الادنى منها على الاقل وان يواجه عناصر الفساد بقوة وحزم مهما كان نفوذهم في السلطة وان يدرك اللحظة الفارغة قبل فوات الاوان فما يملكه اليوم قد لا يملكه غداً .